ياسين سعيد شعلان يكتب: حادثة أم كارثة؟

الجمعة، 22 نوفمبر 2013 04:01 م
ياسين سعيد شعلان يكتب: حادثة أم كارثة؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام وقع حادث قطار دهشور، الذى راح على إثره أكثر من ثلاثين ضحية ما بين كبار ورُضّع، وانشغل المحللون والمسئولون بالبحث عن تحديد المسئول عن هذا الحادث الأليم، وبالطبع لن يخرج السبب عن إما إهمال عامل المزلقان أو تهور سائق الحافلة وتجاهله للمزلقان وقدوم القطار أو عطل إنذار المزلقان، والتساؤل هنا كيف يمكن حل إشكالية الإهمال أو التهور أو التهاون؟

بغض النظر عن السبب الحقيقى لكنها مشكلة ترجع لثقافة الشعب بصفة عامة، فأغلب العاملين يقومون بأعمالهم بغير إجادة أو إتقان، يعملون بلا روح، لا يأبهون بأهمية عملهم ولا الكارثة التى قد تحدث جراء إهمالهم، فلم يضع هذا المتسبب فى حسبانه أنه سيحرق ثلاثون قلب أم على ولدها، سيهدم ثلاثين أسرة، سيحرم ثلاثين ابن من عطف الأب ودوره الهام فى حياته، سيجعل الحزن مخيّم على ثلاثين منزل لسنوات عديدة، سيطفئ شمس بيوت عديدة ليجعل نهارها ظلام.

نفس الكارثة تحدث كل عام ليروح ضحيتها مئات الأبرياء، وتتباين ردود الأفعال فى المجتمع ليكون رد فعل الحكومة هو صرف مبلغ مالى لأهالى المتوفين، ورد فعل الشعب هو التأثر والحزن على ما حدث، ورد فعل المعارضة هو إلقاء اللوم على الحكومة والمطالبة بإقالة وزير النقل والمواصلات، وتبقى المشكلة قائمة، وقد يخرج أحد زملاء السائق المُهمل بقطار آخر أو بحافلة أخرى سالكاً نفس عادة التهور والتهاون، أو يقوم العامل الجديد فى نفس المزلقان بنفس السلوك، لتتكرر الحادثة بعد وقت قصير،
وماذا بعد؟

كيف نُغيّر عاداتنا السيئة التى اكتسبناها من الإهمال والتهاون وعدم حُب العمل أو التركيز فيه؟.. كيف نعمل بقاعدة الوقاية خير من العلاج، وأن نحاول منع الكارثة قبل حدوثها؟

فى نظرى الشخصى المسئولية تقع على كلاً من الحكومة والأشخاص بالتساوى، فلا يمكن وضع مسئولية زهق الأرواح لضمير المواطنين، وإلا فلتذهب الحكومات للجحيم، فلسنا فى حاجة إليهم، فعندنا ضمير.

ألا يمكن أن ينبّه كل رئيس على مرؤوسيه بالالتزام دائماً؟ ألا يُمكن أن يتم تشكيل لجان دورية لمعاينة وتفتيش جميع المزلقانات والتأكد من قواعد السلامة والصحية المهنية؟

ألا يمكن أن توضع لجان وكاميرات مراقبة للسرعات المتهورة من السائقين، والمحاسبة الرادعة لأى مخالف؟ لقد رأيت بنفسى سائق ميكروباص يمشى على الطريق الدائرى بمنتهى الرعونة والتهور، وقد مر أمامه سيارة شرطة وكاد أن يصدمها، ولكنه تخطاها وأكمل طريقه بنفس السرعة، ولم يكن لسيارة الشرطة أى ردة فِعل؟

ما أرمى إليه فى هذا المقال أن حل مشكلة الإهمال يأتى وينبع من داخل الأشخاص أنفسهم بإدراك أهمية الأرواح التى يحملون مسئوليتها، وكذلك من عدم السماح لهم بالخطأ من قِبل المسئولين.

فالحادثة التى يُزهق جراءها أرواح لا تعد مجرد حادثة بل كارثة بكل المقاييس، ولا يجب قراءتها فى الجريدة اليومية والاكتفاء بعقد الحاجبين والامتعاض، بل يجب الانتباه من قبل الجميع سواء مسئولين أو مواطنين..

رحم الله كل هؤلاء الضحايا، ونحسبهم شهداء إن شاء الله، وألهَم ذويهم الصبر والسلوان، وحفظنا الله وإياكم من أى مكروه..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة