فى مصر الإيدز حكايات عن أجساد لاجئين ينهشهم المرض اللعين.. وبعضهم لم يرتكب إثما .. أطباء المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: نقوم بمهمتنا فى العلاج والرعاية بمعاونة برنامج الأمم المتحدة ووزارة الصحة

الجمعة، 22 نوفمبر 2013 09:50 ص
فى مصر الإيدز حكايات عن أجساد لاجئين ينهشهم المرض اللعين.. وبعضهم لم يرتكب إثما .. أطباء المفوضية السامية لشؤون اللاجئين: نقوم بمهمتنا فى العلاج والرعاية بمعاونة برنامج الأمم المتحدة ووزارة الصحة صورة أرشيفية
كتبت هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلاً عن اليومى..
قدرهم أن يعيشوا مغتربين طيلة حياتهم، هربوا من مجتمعات لفظتهم بسبب نشاطهم السياسى المحظور، أو لونهم، أو ديانتهم، فقرروا الاحتماء بموطن آخر بديل، ظنًا منهم أنه ملاذ آمن لهم، لكنهم عانوا فيه من غربة لا تقل قسوة عن الأولى التى عهدوها، وجدوا أنفسهم يواجهون عادات وتقاليد مختلفة، واحتياجات غائبة معظم الوقت، ورعاية متقطعة.. وسط كل هذا ما زالوا يحلمون بتقبلهم، والتعامل معهم بصورة طبيعية على أساس أنهم بشر دفعتهم الظروف لهجرة بلادهم قسرًا.

أكثر من 50 ألف لاجئ يحتمون فى مصر وفقًا لتقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين- وآلاف غيرهم ليسوا مسجلين بالمفوضية يندرجون تحت صفة المهاجرين أو المغتربين- أتوا إليها من كل حدب وصوب، بسبب حالة التمييز التى يعانون منها، والصراعات والحروب التى تشهدها بلادهم، منهم من يحاول الاندماج فى المجتمع البديل تدريجيًا، ومنهم من يكتفى بتجمعات بنى موطنه فيبحث عن أماكن معروفة بعينها تؤويه، ووظائف محددة يشغلونها فتكون بمثابة مصدر رزقهم الوحيد بعدما تحفظت مصر على بعض البنود فى اتفاقية جنيف للاجئين عام 1951، ويأتى على رأسها الحق فى التجنس، والعمل الحر.

وعلى الرغم من محاولاتهم إيجاد أى سبيل للتعايش فى محيط جديد لم يألفوه من قبل، فإن العزلة والنفور مازالا يطاردونهما فى كل مكان، إما بسبب جنسياتهم المختلفة وهيئاتهم وألوان بشرتهم المتباينة، أو نتيجة إصابتهم بأمراض سارية، وعلى رأسها فيروس نقص المناعة المكتسب «الإيدز» المعروف طبيًا باسم «HIV»، فبمجرد أن يُذكر هذا المرض أمام أى شخص حتى يجدوا حالة من النفور وسوء المعاملة من قبل المحيطين بهم، وذلك بسبب الصورة الراسخة فى الأذهان عن طبيعة هذا الفيروس، وانتقاله نتيجة الممارسات الجنسية غير الشرعية.. لكن فى حقيقة الأمر هناك آخرون مصابون به نتيجة سوء الرعاية الطبية المقدمة إليهم، أو بسبب تعرضهم لاعتداءات خلال رحلة توطينهم خارج بلدهم الأصلى.

«اليوم السابع» حاولت تسليط الضوء على المشكلات التى تواجه مرضى الإيدز من اللاجئين فى مصر، والاستماع لحكاياتهم وأسباب إصابتهم، ومحاولاتهم اليائسة للتكيف مع المجتمع المحيط بهم، والذى يدفعهم رغمًا عنهم لإخفاء طبيعة مرضهم، فتكون النتيجة تردد كثير منهم عن الفحص والمتابعة حتى لا يتعرضوا لمزيد من سوء المعاملة، أو يفقدوا مصدر دخلهم، أو تلحق بهم وصمة العار دائما أينما ذهبوا، فيزداد عددهم بدلًا من مساعدتهم لبدء أولى مراحل العلاج، لذا حاولنا استعراض ما يحدث معهم دون ذكر أسمائهم أو عددهم أو حتى جنسياتهم، احترامًا لرغبتهم، حتى لا نزيد من آلامهم النفسية، ونكون سببًا فى توسيع دائرة العزلة والاغتراب التى يعيشون فيها، والنفور منهم بدلًا من المساهمة فى تغيير الثقافة المجتمعية تجاههم.

«س.ع» أصيب بالفيروس بعد نقل الدم وتعرض للطرد من عمله بعد اكتشاف المرض، ثقته فى الله تغنيه عن أى شىء، إيمانه بأن المرض هو ابتلاء من خالقه جعله أكثر ثباتًا وقوة، تنتابه لحظات الوهن والضعف من فترة لأخرى، فيتساءل لماذا كُتب عليه أن يعيش دائمًا مغتربًا منعزلًا عن محيطه؟، ولكنه سرعان ما يعاود حمد ربه، مرددًا كلمات: «له ما أعطى وله ما أخذ، فإن كان الله منحنى أولادى ثمرة حياتى وأخذ صحتى فأنا لا أعترض وأنتظر تنفيذ قضائه».

«س.ع» كغيره من اللاجئين مرضى الإيدز، يحلم بأن يتعامل معه المجتمع بشكل طبيعى، خاصة أنه لم يقترف إثمًا كانت نتيجته الإصابة بالفيروس، ولكن جاءه نتيجة نقل دم ملوث.. فحوصات دورية واظب عليها «س» كان يجريها كل ستة أشهر فى موطنه الأصلى، وحتى بعد لجوئه إلى مصر عام 2003 حتى عام 2011 عندما علم بالخبر، وكان له تأثير سلبى عليه فور سماعه، فما أن علم بنتيجة التحاليل، وأنه مصاب بمرض نقص المناعة، لم تمر أمامه سوى صورة أطفاله وموطنه الذى يشهد نزاعات وحروبًا فدفعه للاحتماء بوطن آخر لم يألفه بعد، ولكنه قرر الاحتماء فيه.. تذكر أسرته المكونة من خمسة أفراد، وليس لها مصدر دخل بعدما أوصدت فى وجهه كل أبواب الرزق بسبب مرضه.

يحكى «س» وهو يحاول أن يغالب ضعفه طريقة إصابته بالفيروس، قائلاً: فى موطنى الأصلى أصبت بقرحة فى المعدة وتسمم فى الدم، وأوقات كثيرة كنت أحتاج لنقل دم، وفعلت هذا مرتين، وبعدما جئت لمصر نقلت دمًا مرتين أخريين، وخلال الفترتين كنت أجرى التحاليل الطبية والفحوصات الدورية كل ستة أشهر حتى علمت بإصابتى بمرض الإيدز.. لا شك أن تلك المعلومة كانت كالصاعقة بالنسبة لى، ولكن ماذا أفعل، كل شىء مقدّر ومكتوب.. بالفعل توجهت بعد ذلك لأتلقى الرعاية الطبية اللازمة عن طريق برنامج المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وبالفعل ليست لدى أى أزمة فى التعايش مع المرض، ولا أخشى أن أخبر أى شخص بطبيعته، فأنا لم أفعل أى شىء مخزٍ طوال حياتى.

ويضيف «س» عن أبرز المشكلات التى تواجهه فى التعامل مع المجتمع المحيط به: كل مشاكلى متعلقة بالعمل، تقدمت لوظائف كثيرة فى مجال الدباغة، وتركيب مبردات الهواء المركزية، وأخيرًا عملت فى الشركة المسؤولة عن إنجاز خط مترو الأنفاق الجديد، وما يحدث معى فى كل مرة هو كالآتى: محل العمل يطلب بعد شهرين فقط إجراء تحاليل وفحوصات طبية، وبعد الاطلاع على النتيجة يكون الرد: يمكنك البقاء فى منزلك لمدة يومين، وسنعاود الاتصال بك، وبالتأكيد بعد هذه الجملة يكون لدى يقين بأننى لن أذهب للعمل مرة أخرى.

كشف تقرير الطب الوقائى لعام 2012 عن تزايد انتشار عدد من الأمراض المعدية والسارية، وأكد أن عدد مرضى الإيدز منذ اكتشاف المرض فى مصر عام 1986 بلغ 4780 حالة، وبلغ 481 حالة العام الماضى، لترتفع نسبة الإصابة إلى أقل من %0.1 من عدد السكان. ووفقًا لتصريحات سابقة للدكتور إيهاب أحمد عبدالرحمن، مدير البرنامج الوطنى لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة، جاء فيها أن مصر واحدة من أقل دول العالم فى معدلات انتشار مرض الإيدز بها، مشيرًا إلى أن المعدل فى مصر يبلغ أقل من %0.02، وهو ما يعنى حالتين لكل عشرة آلاف من السكان فى الفئة العمرية بين 15 و49 عامًا.

وإجمالى عدد حالات الإصابة المسجلة بالإيدز، أو ما يعرف باسم «المتعايشين» فى مصر يبلغ 3200 حالة حتى مارس 2013، والعدد التقديرى للمتعايشين فى مصر بفيروس الإيدز، والذى تقدره وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز يبلغ نحو 9500 حالة، وهذا المعدل يعتبر من أقل المعدلات بالعالم.

وتوفر وزارة الصحة الرعاية الصحية المجانية بالكامل لجميع المصابين، بما يشمل نفقات الاختبارات والمتابعة والعلاج، والتى تتراوح بين 7 و8 ملايين دولار سنويًا، مشيرًا إلى أن هناك 1077 متعايشًا بالمرض يتلقون العلاج المجانى بنسبة %100 حتى نهاية مارس الماضى. «م. د» أصيبت بالمرض نتيجة الاغتصاب.. وتركها زوجها عندما أصرت على العلاج.

حياة مستقرة كانت تعيشها «م. د» مع زوجها وأبنائها الأربعة، لم تعصف بها سوى إصابتها بمرض الإيدز بعدما تعرضت للاغتصاب.. ليلة هادئة اكتفت فيها «م» بالنوم فى أحضان أطفالها حتى استيقظوا جميعًا على صوت طرق قوى على الأبواب، فأسرع زوجها لمعرفة من الطارق، ففوجئ بمجموعة من «الشبيحة» يعتدون عليه ويطرحونه أرضًا ثم يغتصبون زوجته أمام عينه بعدما قيدوه بالحبال. القصة التى عاشتها «م» تتكرر مع غالبية السيدات اللائى يعشن فى بلاد النزاعات والحروب فى ظل غياب كامل للمنظومة الأمنية.

هذا المشهد حاول الزوج تناسيه بالكاد، ومواصلة الحياة رغمًا عنه لرعاية أطفاله، حتى جاءت اللحظة التى بدأت فيها الأم تشعر بالتعب والإعياء الشديد فى بدنها.. نحف جسدها، وانتابها شعور دائم بدوار غريب فى رأسها، فأجرت عدة فحوصات طبية حتى علمت بالنتيجة فى النهاية، وهى إصابتها بمرض نقص المناعة.. حاولت إخفاء المعلومة عن كل من حولها حتى جاء الوقت وسافرت لتلجأ إلى مصر.

كلما تحدثت «م» عن إصابتها بالفيروس تتذكر جيدًا المعاملة السيئة التى تعرضت لها من أحد الأطباء المعالجين فى موطنها الأصلى، عندما أشاع بين مساعديه طبيعة مرضها، ووجدت الجميع يتعامل معها بشكل مختلف.

سوء المعاملة التى تعرضت لها «م» لم تكن من الغرباء فقط، ولكن أيضًا كانت من أقرب الأقربين، فلم تكن تتخيل يومًا أن شقيقتها تهينها بمرضها، أو أن زوجها يقرر هجرها دون أن يخبر أحدًا لمجرد أنها أرادت الانضمام لبرنامج رعاية مرضى الإيدز التابع للمفوضية، ولم تنفذ طلبه بعدم الكشف عن مرضها فى مصر، وتضيف: طبيعة المرض تقترن بالممارسات الجنسية غير المشروعة فى أذهان الناس، ولكن هذا غير صحيح، لأنه قد ينتقل حتى لو كانت العلاقة شرعية وسليمة إذا كان أى من الطرفين مصابًا، ولم يتبع الإجراءات الوقائية المفترضة، وبعد معرفتى بإصابتى كنت أخشى على أطفالى أن يكون أى منهم يحمل المرض، ولكن الحمد لله أجريت لهم الفحوصات الطبية اللازمة، وكانت النتيجة طبيعية، وبعد مجيئى لمصر وانضمامى لبرنامج الرعاية التابع للمفوضية، لقيت قدرًا كبيرًا من الرعاية وحسن المعاملة، وبالفعل يتم التواصل معنا بصفة دورية، وعقد محاضرات أسبوعية لتوعيتنا بالإرشادات الوقائية السليمة لمنع انتقال الفيروس إلى أطفالنا على سبيل المثال.

جزء من سلسلة الرعاية والمعالجة والدعم للنساء المتعايشات مع الإيدز، والعدوى بفيروسه فى البيئات القليلة الموارد، صدر فى عام 2004- وفقًا لما جاء فى تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2006- دليل عن تغذية النساء وأطفالهن المصابين بعدوى فيروس الإيدز، إضافة إلى تقديم الإرشادات اللازمة من قبل الوكالات المعنية بالوقاية من انتقال فيروس الإيدز من الحوامل والأمهات إلى الأطفال، كما قامت المنظمة أيضًا بإدراج برامج خاصة بالغذاء والتغذية فى أنشطة دعم المصابين بالإيدز، والعدوى بفيروسه فى أوساط اللاجئين والمجتمعات التى تستقبلهم، ويتم وضع وحدة نموذجية عن تغذية الرضع فى حالات الطوارئ، خاصة أن اللاجئين يواجهون فى معظم الأحيان وضعًا يتعذر حله، فهم لا يستطيعون الحصول على ضمانات بالحماية من بلادهم الأصلية، كما لا يحصلون على مساعدة الدول المضيفة.

الدكتور أشرف عازر، مسؤول الصحة العامة بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، يقول: هناك عدة جهات تتعاون معنا، ونعمل من خلالها، على رأسها برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، ووزارة الصحة المصرية، بالإضافة إلى عدد آخر من شركائنا يتولون معنا مرحلة الفحص والتوعية والمشورة، والبرنامج يرعى مرضى الإيدز بشكل عام، لكنه يلجأ للمفوضية لأنها المعنية بحماية اللاجئين، وفى عام 2003 كان هناك لقاء مع مسؤول وزارة الصحة وقتها، وحاولنا توضيح أن وضعية اللاجئ المصاب بالإيدز تختلف تمامًا عن أى إنسان آخر، لأن اللاجئ من المفترض أنه ترك بلده لظروف قهرية واحتمى فى بلد آخر، وبالتالى فهو فاقد للحماية الوطنية حتى يتم إيجاد حل لوضعه، إما بإعادة توطينه، أو العودة للوطن الأم إذا تحسنت الأوضاع، أو البقاء هنا بشكل دائم، وبالتالى فإن المفوضية معنية بحماية مرضى الإيدز من اللاجئين من الاحتجاز أو الترحيل، خاصة أن هذا المرض سارٍ، وطرق انتقاله معروفة فى حالة إقامة علاقة محفوفة بالمخاطر، ولا يتم فيها اتباع الإرشادات الوقائية اللازمة، وبالفعل وافق المسؤول وقتها، وتم منع الفحص الإجبارى للاجئين عند تجديد الإقامة.

وأكد «عازر» أن المفوضية معنية برعاية لاجئيها فقط، وليس من مسؤوليتها متابعة أو رعاية مرضى الإيدز من المغتربين أو المهاجرين، ودورهم مع اللاجئ المصاب هو توعيته بصور انتقال الفيروس، خاصة أنه داخل الجسم عملاق وخارجه قزم، بمعنى أنه لا توجد خطورة من السماح لمرضى الإيدز بالعمل فى الشركات أو البيوت مادام لديهم الوعى بطبيعة مرضهم، ولم يتم ارتكاب أى سلوك يؤدى إلى انتقاله، مثل التشارك فى الحقن، أو نقل الدم، أو الممارسات الجنسية غير الحذرة.

المديرة الطبية لبرنامج الرعاية الصحية للاجئين وطالبى اللجوء، والمسؤولة عن برنامج رعاية المتعايشين- طلبت عدم ذكر اسمها - تقول إن البرنامج يقوم بمساعدة المتعايشين مع المرض فى البداية عن طريق إجراء الكشف التطوعى، وبعد الانتهاء من الفحوصات اللازمة، والتأكد من الإصابة، يمر المريض بخطوات معينة لتأهيله نفسيًا وبدنيًا من خلال وصف أنظمة غذائية معينة، وتقديم الإرشادات الوقائية اللازمة له حتى لا يتسبب فى نقل العدوى لغيره.

بداية العمل فى هذا البرنامج كانت عام 2003 عندما نصت الاتفاقيات الدولية على ضرورة رعاية مرضى الإيدز من اللاجئين فى الدول المضيفة لهم، كما تقول، مشيرة إلى أن هناك إقبالًا من قبل المرضى المسجلين بالمفوضية لإجراء الفحص المبكر والمتابعة، ومنذ تطبيق البرنامج لم يمتنع عن هذا سوى ثلاثة فقط، ولا توجد ضرورة لإجراء فحص طبى على أى لاجئ فور دخوله، لأن هذا المرض لا ينتقل بسهولة إلا من خلال اتباع سلوك غير محمى. وتابعت: الأمر كله من وجهة نظرى يكمن فى توفير الرعاية الطبية اللازمة، فعلى سبيل المثال لو كان هناك تحكم فى المنظومة الطبية، ويتم اتباع الإرشادات الوقائية السليمة، فلن نخشى من أى مرض بل سنمنع انتشاره.

«ح. د» أصيب بالفيروس بسبب عملية جراحية وتسلل إلى مصر بشكل غير شرعى
حالة أخرى مصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب غير مسجلة بالمفوضية، لكنها تمثل الوضع الذى قد يتعرض له المغتربون فى مصر، أو المهاجرون إليها بشكل غير شرعى.

«ح. د» أصيب بالمرض بسبب عملية جراحية أجراها فى معدته ببلد عاش فيه قرابة العشرين عامًا غير موطنه الأصلى، وعندما تم اكتشاف إصابته قامت تلك الدولة بترحيله إلى مصر بسبب انقطاع العلاقات بين الأولى ودولته الأم، ولكنه استطاع الهروب من السلطات، والتسلل إلى مصر بشكل غير شرعى، فكانت النتيجة حدوث نزيف حاد له فى موضع العملية، وتم إيداعه أحد المستشفيات، وأجريت له الإسعافات اللازمة دون أن يدرى الأطباء بحقيقة إصابته.

وبعد عملية التخدير اكتشف الأطباء من خلال حافظة الأوراق التى كانت معه شهادة طبية تؤكد إصابته بالفيروس، فتم إبلاغ الأمن القومى المصرى والجهات المعنية، والتحفظ عليه، وقررت وزارة الصحة مساعدته وعلاجه نظرًا لصعوبة ترحيله لموطنه الأصلى بسبب حالة النزاع والحروب التى يشهدها فى الفترة الحالية. يقول المحامى المتابع لحالته- رفض الإفصاح عن نفسه- إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قررت أيضًا مساعدته وتسجيله لديها لبدء مراحل علاجه.

أحمد بدوى، رئيس المؤسسة المصرية لحقوق اللاجئين، يوضح سبب عدم إخضاع اللاجئين وطالبى اللجوء للفحص الطبى فى الدولة المضيفة، قائلاً: المجتمع الدولى منع إجازة هذا، حتى لا يحدث استبعاد للاجئين على أساس مرضى، بمعنى أنه يحق للدولة أن ترفض دخول أى شخص قادم إليها إذا ثبت من خلال فحصه أنه مصاب بمرض معدٍ، ولكن يشترط أن يكون هذا الشخص أتى إليها تحت ظروف طبيعية وليست جبرية، بغرض السياحة على سبيل المثال، لكن فى حالة اللاجئ، فمن المعروف أنه يأتى للدولة المضيفة هربًا من حالة النزاع والحرب التى يشهدها موطنه الأصلى، أو نتيجة تعرضه لنوع من التمييز على الأساس العرقى أو الدينى.

وشدد «بدوى» على ضرورة تكثيف حملات التوعية من قبل منظمات المجتمع المدنى لتوضيح كيفية التعامل مع هؤلاء المرضى من قبل المجتمع المحيط بهم، حتى يتم استيعابهم، وتفهم احتياجاتهم على أساس أنهم بشر أولًا وأخيرًا.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

الله يشفي من ليس له ذنب او ماضى اسود للمرض , الله يشفيهم وبرجعوا افضل من الاول

ربنا يشفيهم

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

طيب مصر واللة كلام غريب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة