"حسبى الله ونعم الوكيل، أنا استطعت تحمل مصيبة مقتل ابنتى، لكن ما لا أقدر على تحمله ألا أستطيع أن آخذ حقها" تلك الكلمات جاءت على لسان عجوز فقد ابنته بعدما اشتعلت بها النيران والتهمت جسدها كاملا، متهما زوجها أنه وراء قتلها بعدما عانت معه الأمرَّين.
والد الضحية روى قصته بدموع تملأها الحسرة على الجريمة التى تعرضت لها ابنته دون ذنب سوى رفضها طلب زوجها بالزواج من أخرى وإجبارها على الإقامة معها بشقة الزوجية.
ومع إعلانها رفضها التام لطلبه كان عقابها الموت على يد زوجها – حسب قول والدها -.
والد المجنى عليه روى لـ"اليوم السابع" ما تعرضت له ابنته قائلا "أنا اسمى صبرى عبد العال على "عامل" ومقيم بمنطقة الوراق بمحافظة الجيزة، وابنتى "بسمة" عندها 23 سنة تزوجت منذ حوالى سنتين وعاشت مع زوجها فى شقة بحى الوراق، استمرت الحياة بينهم عادية وأنجبت طفلا".
وأضاف "لكن فى الفترة الأخيرة حدث بينهما خلافات بسبب رغبة زوج ابنتى فى الزواج من إحدى أقاربه، لكن ابنتى رفضت وطلبت الطلاق خاصة أنه حاول إجبارها أن تعيش الزوجة الجديدة معها فى شقتها، ولما رفضت ابنتى تعدى عليها بالضرب، وقالها "إما ترمى نفسك من البلكونة أو تغرقى نفسك بالجاز وتولعى النار".
ويتابع والد الضحية "يوم الحادث تشاجر معها وعندما حاولت ترك المنزل جرى وراها على السلم وأجبرها على الرجوع وتعدى عليها بالضرب، وعندما سمع الجيران صوت استغاثتها وحاولوا أن يمنعوه من ضربها طلب منهم عدم التدخل فى شئونه الشخصية".
واستطرد "سمع الجيران صوت تهديده لها بالقتل، وبعد مرور ما يقرب من ربع ساعة فوجئ الجيران بنشوب حريق داخل شقة ابنتى، ولما فتح زوجها الباب فوجئوا باشتعال النار بجسدها ونقلوها لمستشفى إمبابة مصابة بحروق بكافة أنحاء جسدها".
وواصل والد المجنى عليها حديثه "عندما عرفت الخبر توجهت للمستشفى بسرعة، ووجدت حالتها الصحية صعبة جدا، وعندما رأيت زوجها واقفا فى المستشفى، قلت لأمين الشرطة المسئول عن تأمين المستشفى أنى أتهمه بقتل ابنتى".
وأوضح الوالد أن أمين الشرطة أخذ بطاقته وأجبره على التوقيع على محضر يفيد أن الحادث قضاء وقدر وأن النار اشتعلت بها بسبب البوتاجاز"، معلقاً "وأنا بصمت على المحضر لانى مش بعرف أقرأ ولا أكتب ومكنتش أعرف أن المحضر بيقول إن الحادث قضاء وقدر، وبعد مرور أيام تم نقل ابنتى إلى مستشفى أخرى إلا أنها توفيت نتيجة الإصابات التى لحقت بها".
وأردف "أنا طول فترة علاج ابنتى كنت فى المستشفى معها ولم يكن من الممكن أن أتركها لأذهب لقسم الشرطة متهما زوجها، لكنها عندما توفيت توجهت للنيابة لاتهامه ففوجئت بوكيل النيابة يقول لى إن بنتى قالت إن زوجها ليس له ذنب وأن الحادث كان "قضاء وقدر".
وشدد الوالد على تأكده أن ابنته خافت أن تتهم زوجها كى لا يعنفها، وأن أقوال جيرانها تثبت أن زوجها متهم بالتسبب فى وفاتها، موضحا أنه عندما طلب من الجيران أن يشهدوا معه رفضوا إلا بعد وصول استدعاء لهم من النيابة أو من قسم الشرطة للإدلاء بأقوالهم فى القضية".
واستكمل "كل الذى أطلبه أن تفتح النيابة التحقيق فى القضية وتستمع لأقوال الجيران كى أحصل على حق ابنتى التى ذهبت فى مقتبل عمرها وتحول ابنها لطفل يتيم بسبب قسوة زوجها، وأنا حصلت على حق حضانته وهو يعيش معايا الآن، لكنى أتمنى أن يأخذ المجرم عقابه".
يذكر أن المحضر الذى تم تحريره بنقطة مستشفى إمبابة عقب نقل الضحية إليه مصابة بالحروق، ذكر أن سبب إصابتها اشتعال النار بملابسها أثناء إعدادها الطعام على البوتاجاز، وأن زوجها نقلها إلى المستشفى، وأن الضحية قالت إن الحادث قضاء وقدر ولم تتهم زوجها بإشعال النار بها.