طاهر الزهيرى يكتب: اهتموا بهذا الفن الراقى يرحمكم الله

خشبة المسرح يجسد فيها الممثلين شخصيات غير شخصياتهم الحقيقية، ويقدمون عرضا مسرحيا أمام الجماهير مباشرة ويتفاعل المتفرج مع الممثل والممثل مع المتفرج، وهذه ميزة يتميز بها الفن المسرحى عن غيرة من الفنون، لأن الفن المسرحى فن حى، باستثناء ما يصور من هذه العروض ويشاهد، وهنا اختلاف كبير جدا بين من يشاهد المسرحية مباشرة أمام خشبة المسرح ومن يشاهدها عبر الشاشات.

الفن المسرحى من أرقى الفنون بل هو أبو الفنون كما أطلق عليه قديماً، وهو وسيلة وطريقة مقبولة ومقنعة ومؤثرة عند الناس، خاصة المسرحيات الكوميدية التى تثير الضحك والسخرية فهى مرغوبة للجماهير وتصل فكرتها ورسالتها بسرعة، لكن هناك مسرحيات مضمونها ترفيه مجرد بلا فائدة تثير الضحك بدون رسالة وهدفها الوحيد إضحاك الجماهير، والمسرحية الناجحة هى التى تكون ذات مضمون راقى تحمل رسالة سامية وهدف جميل، ولا يمنع ذلك أن تكون كوميدية فى نفس الوقت، وهناك أيضا مسرحيات يختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا، والهزل بالجد والمأساة بالملهاة، وجمهور المسرح لا يستوى فهناك الكبير والصغير الذكر والأنثى المتعلم والجاهل فمنهم من يستوعب ما يعرض ومنهم من لا يستوعب أو أستوعب جزءا مما عرض، والفكرة هى أساس العرض المسرحى.

إن المسرح قريب من النفوس لأنه يعبر عما يختلج فى النفس من شعور وعواطف ونزعات ونزوات وهو يعبر عن الحياة بكل ما فيها من أفراح وأحزان وصراع، لذالك يجب علينا الاهتمام بهذا الفن الراقى الذى يؤثر فى العقول والنفوس وتطويعه فيما يعود علينا بالنفع والفائدة.