ما شاهدناه فى الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود من حرق العلم المصرى يحمل رسالة مخططة بأن من قاموا بهذه الجريمة التى يعاقب عليها القانون جماعة إرهابية تحتقر الوطن.
هل يستطيع أى مواطن يحب وطنه مصر أم الدنيا بتاريخها العريق أن يتنكر لها؟!.. هل يستطيع أن يتنكر لمسقط رأسه ومماته؟!.. لا يستطيع أحد أن يتنكر من بلده إلا هؤلاء الذين خانوا تراب الوطن وخانوا شعبها من أجل الخراب والدمار.
كارثة لحقت بعقول هؤلاء فتكدست فيه خزعبلات كثيرة أفقدته أجمل ما كان فيه وهو الوعى والاستنارة، فأصبح خارج الزمان وتخلى عن أهم مقوماته وهى التميز.
أين ذهبت مشاعر الانتماء؟ وهم يحرقون علم بلدهم مصر فهل يعلمون أن العلم هو رمز للوطن ومجدها؟! فى زمان مضى كان المصريون يفضلون دائما أن يغرسوا أنفسهم كالأشجار فى أرضهم حتى يموتون ويدفنون فيها واقفين.
إن حب الوطن واجب شرعى ودينى وأخلاقى، هذا الحب يجب أن يترجم إلى واقع وإلى أفعال تؤكد هذا الحب وذلك الانتماء، حب الوطن هو شعور لا يجب أن يظل حبيسا فى الصدور.
حب الوطن يجب أن يترجم إلى أفعال والى أقوال، فالوطن يستدعى منا جميعاً أن نعّبر عن هذا الحب وأن يكون هذا الوطن ومصلحته وبقاؤه هو هدف أسمى لنا جميعاً، هذا الحب لا يترجم بحسب الهوى والمصالح الشخصية والذاتية، فليس من حب الوطن معادة الوطن وأهله.
إن الفارق بين حب الوطن وخيانة الوطن أمر واضح جلى لا يحتاج منا إلى إجهاد فكر حتى نتوصل إليه، وحتى لو كانت النوايا حسنة فى حب الوطن، فلن تشفع أبداً فى اختيار الوسيلة غير المناسبة للتعبير عن ذلك الحب.
حب الوطن يتلازم مع سريان الدماء فى الشرايين الإنسانية لأن المواطن الذى لا خير فيه لوطنه وشعبه وأمته لا خير فيه لأسرته وللآخرين.
إن من حرقوا علم مصر باعوا ضمائرهم بأثمان بخسة وخانوا وطنهم مصر فى سبيل أموال زائلة.. عار عليهم أن يهينوا علم وطنهم وأن يتجرأ أى منهم فى إشعال النيران فى هذا الرمز التاريخى لكفاح وحياة امة عريقة..
أقول لهؤلاء إن لعنة التاريخ والمستقبل ستلاحقكم أينما كنتم وعلى وجوهكم وصمة العار بالخيانة لهذا الوطن وشعبه.
سيد عبد الغنى يكتب: يادى العار.. حرقوا العلم.. خانوا الدار!
الجمعة، 22 نوفمبر 2013 12:07 م