على الرغم من ترحيب المثقفين بقرار الفريق أول عبد الفتاح السيسى، بالموافقة على علاج عدد من الأدباء والمبدعين على نفقة القوات المسلحة، كان آخرها علاج الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش، إلا أن الموقف أثار ردود غضب العديد من المثقفين الذين رأوا أنه لا يليق باتحاد كتاب مصر أن يسعى للبحث عن جهة تابعة للدولة من أجل علاج أحد أعضائه نظرًا لعدم قدرته على تحمل النفقات، الأمر الذى دفهم للمطالبة مجددًا باهتمام الدولة بإنشاء برنامج علاج تأمين يليق بالمواطن المصرى لا بالمثقفين أو المبدعين فقط، وطالبوا اتحاد الكتاب ممثلاً فى رئاسة الكاتب الكبير محمد سلماوى بأن يطالب الدولة بذلك، خاصة أنه يشغل منصب المتحدث الرسمى باسم لجنة الخمسين المعنية بإعادة صياغة الدستور.
الكاتب الكبير أحمد الخميسى، عضو اتحاد الكتاب، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن الكاتب والمفكر يلجأ للعلاج على نفقة الدولة أو القوات المسلحة لعدم وجود جدوى من اتحاد الكتاب فى الاستجابة للعلاج، وأن ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى إصدار قرار بعلاج الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش عمل رائع وإنسانى.
وأوضح "الخميسى" أن اتحاد الكتاب لديه ميزانية يستطيع من خلالها علاج الكتاب والمفكرين وتسأل أين تذهب الميزانية، وأكد بأنها تذهب فى إقامة الندوات والحفلات وبدلات لمن يحضر الندوة وغير ذلك.
وأضاف "الخميسى" أننى لا أطعن فى شخص الكاتب محمد سلماوى، رئيس الاتحاد لأنه يبذل قصارى جهده فى علاج بعض الحالات مثل الروائى محمد ناجى الذى تم علاجه فى باريس.
وقال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، إننا نلجأ للعلاج على نفقة الدولة، لأن اتحاد الكتاب ليس قادرا على علاج الأدباء والمفكرين، فإن ميزانيته لا تكفى، فإذا تمت إصابة واحد فقط، لا قدر الله، بالسرطان الميزانية بأكملها لا تكفى لعلاجه.
وأكد النمنم أن السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة هو إنشاء مشروع تأمين صحى جاد لعلاج كل المواطنين بكل طوائفهم على نفقة الدولة وهذا دور الدولة.
وفيما يتعلق بمشروع صندوق علاج الأدباء والمفكرين المقدم من الدكتور سعيد توفيق، أوضح النمنم، أنه مشروع جيد، ولكن لا يكفى لعلاج حالة واحد أصيبت بالسرطان أو زراعة كبد ولكنه مفيد لعلاج الأدباء والمفكرين بالبرد أو عملية جراحية بسيطة، فإن اتحاد الكتاب به أكثر من ألف عضو والميزانية لا تكفى لكل هؤلاء.
وفى السياق ذاته قالت الكاتبة سلوى بكر، أن هناك تقصيرا من جانب الجمعية العمومية فهى لا تحاسب مجلس إدارة اتحاد الكتاب، ويتم مناقشة الميزانية ولكن ليس بشكل جذرى.
وأوضحت بكر أن هناك ميزانية تنفق على تجديد المبنى والمقر ولا يوجد ميزانية لعلاج الأدباء والكتاب بالشكل اللائق بهم ولمكانتهم فالجمعية العمومية هى المسئولة عن ذلك.