د. ربيع البرقى يكتب: حكومة الفرصة الأخيرة..

الخميس، 21 نوفمبر 2013 04:21 م
د. ربيع البرقى يكتب: حكومة الفرصة الأخيرة.. الدكتور الببلاوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون إن العاقل من يستفيد من أخطائه، لكن الذكى هو الذى يستفيد من أخطاء غيره دون أن يقع فيها.

• الخامس والعشرون من يناير 2011؛ ملايين من المصريين خرجت فى الشوارع تهتف هتافا واحدا "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، فيما يحاول آخرون أن يستثيروا حمية الناس فيهتف بعضهم "غلوا السكر، غلوا الزيت، بكرة تبيعوا عفش البيت" وبينما تتصاعد الأحداث يتصاعد الحماس فى القلوب ويتحول الهتاف فجأة إلى يسقط يسقط حسنى مبارك، أيام قليلة بعدها ويسقط حسنى مبارك ونظامه بعد أن ظل على صدور المصريين طيلة 30 عاما، والثورة التى بدأت بالخبز انتهت بالسياسة والتى طالبت بالعدالة الاجتماعية اليوم، تطالب اليوم بالعدالة الثورية والتى لا تقبل بأقل من رأس من كان يوما رأس النظام..

• فى الثلاثين من يونيو قبل الماضى يتسلم أول رئيس مدنى منتخب السلطة من مجلس عسكرى كرمه الرئيس ومنحه أعلى وسام فى الدولة، ثم وعود بــ100 يوم وتصبح مصر بعدها قطعة من أوروبا انتقلت لضفاف النيل، لكن الريح غالبا تأتى بما لا تشتهيه السفن، تمر الـ100 يوم وبدلا من أن يتحسن وضع الناس اقتصاديا تسوء الدنيا فتزيد الأسعار ويضيق الأمر على الناس فى حياتهم اليومية بين أزمة بنزين وسولار وانقطاع متواصل للكهرباء حتى عن أرقى المناطق فى مصر بينما رئيس مصر يتحدث فى عالم آخر عن منحدر الصعود، والباطل الذى لجلج فيما لجلجت البلد اقتصاديا.. عام يمر والواقع حينها أمر، ويخرج ملايين المصريين ثانية ليرحل نظام ورئيس بأحلامهما الوردية التى لم يكن لها من الواقع أى نصيب وكالعادة الاحتجاجات التى بدأت بحثا عن الخبز والبنزين انتهت برئيس يبحثون له عن زنزانة، يجاور سابقة.

• مصر ما بعد الثالث من يوليو2013؛ نظام جديد على رأس حكومته أحد أكبر الاقتصاديين فى التاريخ المصرى الحديث، قالت هذه الحكومة للشعب فى مسوغ تبريرها لتسلم السلطة عقب الثالث من يوليو إنها تضع المواطن البسيط واحتياجاته- والتى انشغل عنها النظامان السابقان بأمور أخرى- نصب عينيها، ما بين ثورتين وخمس حكومات متعاقبة منذ مبارك وحتى الآن فى كل مرة يكون المواطن هو هم هذه الحكومات على الورق دون أن يكون له من الواقع نصيب.

• لا تمتلك الحكومة الحالية خيارات كثيرة فليس أمامها سوى تحقيق آمال الملايين من المصريين فى الخبز والحرية ولو فشلت لا قدر الله فليس أمام مصر سوى مسار وبال على المصريين أجمع إلا من ظن نفسه ليس مصريا، وإن عاش على تراب هذا الوطن، ففى حال فشل الحكومة الحالية فالبديل المباشر هو الفوضى واللادولة وفى غياب تنظيم الدولة ينشط تنظيم الجماعة فمهما كانت درجة التفكك المجتمعى التى عليها التيارات المختلفة يبقى تنظيم الجماعة منظما مترابطا لطبيعته الشديدة الانغلاق على نفسها، فكما يقولون لا يفل التنظيم إلا التنظيم..

هؤلاء الذين تربوا فى أحضان الجماعة وشاهدوا مجتمعا لا يتعاطف معهم فى أشد الحالات كربا وبؤسا يوم أن رأى كل منهم أخا له أو أبا أو صديق إما مقتولا أو معتقلا.

هؤلاء لا تظنهم سيكونون أشخاصا أسوياء يوما ما، وإن تمنكوا يوما من رقاب العباد فلن يرحموا شخصا مهما كان تعاطفه معهم يوما ما لم يرفع يوما أصابعه الأربعة أو ما لم يهتف يوما مرسى رئيسى، سيعلقون المشانق للجميع إلا من رحمه التنظيم.

• لأجل الله ولأجل الوطن، أتمنى أن تدرك الحكومة الحالية أنها الملاذ الأخير للمصريين، فقد جرب المصريون رجال الأعمال وجربوا رجال الإخوان ولم يفلح أى منهم أن يكون عند ظن المصريين، والحكومة الحالية مهما اختلفت التسميات هى حكومة يدعمها الجيش والذى ينظر إليه كثيرون على أنه الملاذ الأخير فإن فشلت رحل معها عمود خيمة الدولة المصرية وكانت الفوضى واللادولة هما الحاضرتان فى المجتمع، وسيتحدث أبناء لنا وأحفاد عن دولة فى هذا المكان كانت تدعى مصر.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

داسامة البرقي

تحية للدكتور كاتب المقال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة