محمود السيد يكتب: قاطرة الحياة وقاطرة الموت

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013 06:06 ص
محمود السيد يكتب: قاطرة الحياة وقاطرة الموت صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن هناك كاميرات تسجل وتصور كما يحدث فى المناسبات السعيدة وغير السعيدة، اعتاد الناس على تسجيل ما يمر بهم من لحظات سعادة ومن آلام، يقع الفرح فتضحك القلوب ويتم الإعداد للحفل على قدم وساق، وتبدأ مراسم الحفل وأول الرقص حنجلة، فكر القوم فى شكل جديد للمراسم وجعلوا للفرح مواسم للزفاف الجماعى وأعدوا العدة واختاروا من الثياب الأبيض ولم ينسوا عود الفل والطرحة ودقات الطبول والمزاهر والكل ساهر ها هو قطار الحياة ينطلق من محطة إلى أخرى يشق طريق الهموم متطلعا إلى غد أفضل ويمر الليل ويأتى بعده ألف صباح جديد وشمس مشرقة ورب غفور نحتاج إلى عنايته فى كل خطوة نخطوها، ما بال هذه الصباح غريب!! رائحة الموت تظلله وخيالات أشباح، فى الليل ومع الأشباح وطيف خيالات انطلق القطار والسيارات والناس وعامل المزلقان ودقت الأجراس دقات واهية متتابعة أعقبتها أجراس وسلاسل تغلق المزلقانات أمام السيارات والناس لم يكن هو القطار الوحيد، كم مر غيره من قطارات ولم يكن النائم الوحيد عامل المزلقان بل غيره آلاف نائمون أو فى شبه غيبوبة مثقلة أعينهم بالهموم ينتظرون ما يحمله لهم الغد، ها هو فجر جديد يتأهب وصوت الآذان يعانق أجراس الكنائس فى خشوع ينادى: الصلاة خير من النوم والحياة خير من الموت، ويظل صوت المؤذن ينادى بإلحاح: الصلاة خير من النوم والحياة خير من الموت، لكن لا حياة لمن ينادى، عامل المزلقان فى غيبوبة والناس تمر والسيارات، الكل يسير مغيب حتى تأتى اللحظة.. لماذا يكون الزفاف جماعى؟ فى بلادى الموت جماعى أيضا ويد الموت أيضا مع الجماعة، يبدو أنه كان مندسا بين ركاب القطار، لم يخرج عن القضبان بل سار فى طريقه ليبدأ الحفل وتبكى القلوب، كم من الأرواح أزهقت وإصابات وإعاقة لا حصر لها على مر السنين لتستمر قاطرة الموت ماضية فى طريقها بالتوازى مع قاطرة الحياة، ترى من المخطأ؟ القطار أم السائق أم عامل المزلقان أم الموت! ملك الموت لا اختيار له فيما أوكل إليه.. ترى: من حرض الموت على الركاب؟ عامل المزلقان أم الإهمال.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة