صالح المسعودى يكتب: عقد اجتماعى جديد

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013 04:17 م
صالح المسعودى يكتب: عقد اجتماعى جديد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم عزيزى القارئ، مصر ليست فى حاجة لدستور جديد فقط "فهذا الدستور هو أقرب لعقد بين الحاكم والمحكوم يضع الأمور فى نصابها ويراعى مصالح كل فئات المجتمع ليعرف كل طرف ما له وما عليه".

ولكنى هنا أقصد بالعقد الاجتماعى، مجموعة المواثيق الأخلاقية والسلوكيات التى تربينا عليها والتى تربط هذا الشعب ببعضه البعض فقد قاربت تلك السلوكيات الحميدة على الاندثار وأصابها العطب بسبب عوامل الحياة العصرية التى تشبه عوامل التعرية بالنسبة للطبيعة.

وتساءلت كيف نقيم عقدًا اجتماعيًا جديدًا بين أفراد تلك الأمة العظيمة التى سبقت العالم فى كل شىء، ولكنها الآن تبحث عن شخصيتها المفقودة فى خضم ما تمر به من أمواج الفتن وتعثر أخلاقى يسبق التعثر الاقتصادى.

ولقد وجدت الكثير من الناس من دعاة الفضيلة ومجترى الذكريات وما كان عليه المجتمع فيما سبق "وكان ياما كان" ويرحم زمان وليالى زمان!

يا عزيزى، ويا من تبحث عن المدينة الفاضلة، ويا من تجتر الذكريات وتريد أن تجد فى مصر كل شىء جميل، يجب عليك أن تبدأ بنفسك، وعليك أن تبحث عن دورك أولا فى إعادة تلك الأيام الخوالى التى تتشدق بحسنها وجمالها.

عليك يا عزيزى أن تبحث عن عقد اجتماعى يضمد جراح هذه الأمة التى سادت الأمم أغلب فترات التاريخ، نعم يا أعزائى لابد أن نبحث جميعًا عن صيغة لعقد اجتماعى سلوكى نلملم فيه كل ما أهدر من أخلاقيات ولاد البلد التى افتقدناها من إغاثة الملهوف والوقوف مع المظلوم حتى يحصل على حقه وتقدير الكبير ورحمة الصغير وغيرها من سلوكيات كان يتميز بها المصرى عن غيره.

عزيزى القارئ المحترم بالتأكيد لن أطلب منك أن تجهد نفسك فى تفسير مغزى ومفهوم كلامى بقدر ما أتمنى عليك أن تبدأ بنفسك وكيفما تحب أن ترى سلوك الآخرين فكن أنت كذلك "وعامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به"، عليك أن تعلم أن جميع من دعا لإصلاح مجتمعه تعرض لإضعاف ما يمكن أن تتعرض له ويكفى قولهم "لا كرامة لنبى فى قومه" أو قولهم "زامر الحى لا يطرب" ورغم ذلك هناك الكثير والكثير ممن نجحوا فى تغيير عالمهم للأفضل والأجمل وسجل التاريخ أسماءهم بحروف من نور، والسؤال الذى يطرح نفسه هل أنت يا عزيزى على استعداد أن تبدأ بنفسك.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة