قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إن المقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد، ارتكبوا انتهاكات تصل إلى جرائم حرب، خلال هجومهم على قرية سداد المسيحية، أواخر أكتوبر الماضى. مؤكدة تورط مقاتلى المعارضة فى انتهاكات تتضمن الإعدام والقصف العشوائى وهجمات القناصة واستخدام المواطنين كدروع بشرية والاعتداء على كنائس وأماكن مقدسة وتخريبها.
ونقلت المنظمة الحقوقية فى تقرير، الثلاثاء، عن شهود عيان قولهم إن المقاتلين المتمردين رفضوا السماح لسكان القرية بمغادرة منازلهم فى المناطق التى نشط بها القتال، مما أوقع قتلى من المدنيين خلال القصف والمعارك ضد القوات الحكومية، وقال آخرون أن المقاتلين استخدموا مواطنا كدرع بشرى.
كما أكد السكان أن مقاتلى المعارضة سرقوا ممتلكات بعض السكان ومن بينها سيارات ومقتنيات أخرى، كما نهبوا وخربوا ما لا يقل عن ثلاث كنائس محلية تاريخية. وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط فى هيومن رايتس ووتش: "لقد جاء مقاتلو المعارضة إلى سداد مدعين أنهم لن يضروا أحدا من المدنيين، لكنهم لم يلتزموا. ولا يمكن عذر أى هجمات عشوائية أو متعمدة ضد المدنيين أو المواقع المدنية".
وأوضحت أنه بموجب القانون الإنسانى الدولى، فإن أطراف الصراع المسلح يتحملون مسئولية عدم مهاجمة المبانى الدينية التى لا تستخدم فى أهداف عسكرية. يحظر الاستيلاء على أو تدمير أو إلحاق الضرر عمدا بالمبانى أو المؤسسات الدينية، أو القيام بأعمال نهب أو سرقة أو أى أعمال تخريبية ضد الممتلكات الثقافية الهامة. مؤكدة أن النهب والهجمات المتعمدة على الأماكن الدينية، التى لا تستخدم لأغراض عسكرية، تشكل جريمة حرب.
وأشارت المنظمة إلى أنه على أطراف الصراع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين من الأذى خلال العمليات فى المناطق السكنية، بما فى ذلك عن طريق تسهيل الطريق أمام أولئك الذين يرغبون فى مغادرة المنطقة، كما لا ينبغى إخضاع المدنيين لمخاطر إضافية باستخدامهم كدروع بشرية.
وتعرفت "رايتس ووتش" على أسماء 46 شخصا من سداد قتلوا خلال الهجوم الذى استمر أسبوعا. ووفقا لأهالى القرية فإن 40 شخصا من الضحايا هم مدنيون، بينهم 14 من النساء والأطفال. وحصلت المنظمة على أسماء الضحايا المدنيين من مسئولى الكنيسة المحلية الذين نسقوا عملية الدفن.
وحثت البيان مجلس الأمن الدولى إحالة الوضع فى سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية "ICC". وأشار إلى أن مثل هذا التحرك يمثل خطوة أولى حاسمة نحو تحقيق العدالة لضحايا الفظائع التى ترتكبها جميع الأطراف فى الصراع السورى المسلح، كما ستبعث برسالة قوية بأن الجرائم الخطيرة لن يتم التسامح معها.
رايتس ووتش: مقاتلو التمرد السورى ارتكبوا انتهاكات تصل لجرائم حرب
الأربعاء، 20 نوفمبر 2013 10:54 ص