بالصور.. كتاب عرب وألمان : أزمة الرواية واحدة بين البلدين

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013 02:49 م
بالصور.. كتاب عرب وألمان : أزمة الرواية واحدة بين البلدين جانب من الندوة
كتبت إيمان عادل وتصوير هشام السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اجتمع ستة كتاب مصريين وألمان، مساء أمس الثلاثاء، للحديث عن أزمة الكتابة فى الوسطين الثقافيين وفق عدة محاور منها ما تعلق بالكتابة كفعل إبداعى ومدى كفالة الجو الملائم الذى يساعد على الإبداع، وأزمة العيش من وراء كتابة الأدب ومدى كفالة الكتابة للحياة الكريمة "الاقتصادية" للمبدعين فضلا عن أزمة الرقابة على الإبداع فى البلدين، وأجمع الأدباء فى نهاية الندوة على أن أزمة الكتابة بكافة محاورها السابقة تكاد تكون متشابهة.

الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، قال خلال الندوة، التى عقدت بمكتب التبادل العلمى بالزمالك فى الاحتفالية التى نظمها معهد جوته، إن طقوس المبدعين فى الكتابة تختلف من كاتب إلى آخر، فهو شخصيا له طقس موحد فى الكتابة التزم على تأديته طيلة سنوات عدة، فهو يسهر طوال الليل فى غرفته المضاءة على ضوء النيون الخافت مستعينا بتشغيل البرنامج الموسيقى، ليلفظ بضغطة زر كل عالم السياسة والمدينة والزحام الذى يستغرقه طيلة النهار.

وأضاف "عبد المجيد" أن استحضار الفكرة التى يكتب عنها إبداعيا لا يستغرق منه الكثير من العناء، فالأفكار تأتيه من الذاكرة الحاضرة وتفرض نفسها على محيطه الإبداعي، مؤكدا أن الكتابة تعتمد فى الأساس على النسيان، فالتفاصيل التى يركز عليها الكاتب فى الحياة اليومية منها ما يبقى بالذاكرة ومنها ما يهمله العقل والوعى تلقائيا، مشيرا أن ما يبقى فى الذاكرة من تفاصيل لا تلبث أن تظهر فجأة أثناء الكتابة معتبرا هذه التفاصيل الحاضرة المنسية بمثابة علامات ومادة خصبة للإبداع.

ومن جهتها قالت الكاتبة منصورة عز الدين، إن طقوسها فى الكتابة تتمثل فى الجلوس بإحدى المقاهى الهادئة بوسط القاهرة تسمح لها باللعب فى المنطقة الواقعة بين الحلم والواقع معتبرة الكتابة بمثابة خلخلة للواقع وإعادة تركيبة وهو ما يشبه مجازا بالتسلى بلعبة "بازل".
ومن جانبه قال الكاتب خالد الخميسى، إنه لا يتبع طقسا موحدا فى الكتابة، فكل رواية تفرض طقسها الخاص والعبرة بالمكان الذى يختاره لكتابة روايته، واعتبر الخميسى القاهرة طاردة للإبداع بزحامها ووقعها الثقيل على الروح، مشيرا أنه حينما يقرر العمل جدياً على فكرة رواية يهرب من القاهرة إلى إحدى المدن الهادئة فـكتاب "تاكسى" كتبه فى منطقة قريبة من الإسكندرية، ورواية "سفينة نوح " كتبها فى الإسكندرية كذلك.

أما الكاتبة الألمانية كاترينا هاكه، قالت إنها لا تتخيل فكرة التفرغ للكتابة أو السفر خصيصا لكتابة رواية بعيدا عن أسرتها التى تقوم على رعايتها، فتقول مازحة: كتابتى لرواية لا ينفصل أو يتجزأ عن دخولى المطبخ والوقوف لساعات لغسل ملابس زوجى وأطفالى، "وأعلم جيدا أنهم لن يستطيعوا الأكل ولا العيش بشكل طبيعى فى غيابى، أنا طباخة ماهرة وربة منزل دءوب مثلما أنا كاتبة مجتهدة وحالمة فى ذات الوقت".

والكاتبة "اولا لينز" قالت إن السفر هو الطقس الرئيسى لنجاح الكتابة ولى عادات غريبة نسبيا، حيث إننى حين قررت السفر إلى بومباى لكتابة رواية عن التجارب الإنسانية هناك أنجزت رواية عن ألمانيا، وعندما عدت لألمانيا لأكتب عن حياة الألمانيين كتبت عن مومباى، مؤكدة أن السفر هو الأساس وليس مهما ما يُنجَز بعد ذلك.

ومن جهته قال الروائى ديفيد فاجنر، إنه يستغرق نفسه فى الحياة والتفاصيل وإغواء الأسئلة، وقد تستغرق التجربة سنون وعندما يشرع فى كتابة التجربة يستغرق نفسه فى الكتابة ليعيش التجربة من جديد، مشيرا أن رواية "حياة " استغرقت منه سبع سنوات حياة وخمس سنوات فى كتابة.

وعن أزمة الحياة من دخل الكتابة وحدها قالت الروائية منصورة عز الدين، إنها ظلت تعمل لسنوات فى الصحافة لتستطيع العيش من مرتب شهرى لكن العمل طيلة النهار يكسبنى إحساسا بالتحدى بأن أفرغ طيلة الليل للعمل على مشروع رواية، فاليوم برمته متكدسا بالعمل والإبداع، مشيرة إلى أن منح التفرغ التى تمنحها وزارة الثقافة لمدة عامين مفيدة أحيانا فى هذا الشأن فضلا عن المنح التى تقدمها بعض المؤسسات الخاصة.

وأضافت أنها استطاعت أن تتغلب جزئيا من الأزمة الاقتصادية بكتابة مقال أسبوعى فى جريدة المستقبل وهو ما يكفل لها دخلا ملائما للاستمرار فى الكتابة.

الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد قال، إن المال لا يشغل باله كثيرا فهو يعيش على أقل القليل، مشيرا إلى أن المقالات التى يكتبها يوميا فى الصحف المصرية والعربية هى مصدر دخله الرئيسى، مشيرا إلأى أن استنزاف طيلة النهار فى كتابة المقالات السياسية هى الضريبة التى يدفعها يوميا للحصول على الدخل.

الكاتب خالد الخميسى، قال إنه يناى بنفسه عن المنح التى تقدمها وزارة الثقافة، لأنه دائما ما يرى وزارة الثقافة عدو للمبدع، لأنها دائما ما تعمل فى عكس مصلحة الثقافة والمبدعين، مشيرا إلى أن المراكز الخاصة التى تمنح المبدعين منحا للتفرغ هى أيضا منها ما يفرض شروطا لا تتوافق مع حال الإبداع، ومنها ما يتبع دولا تعمل ضد مصر، مطالبا بضرورة عمل صندوق عالمى لدعم المبدعين والكتاب يحصل من خلاله الكاتب على راتب شهرى يمكنه من العيش الآدمى والتفرغ للكتابة ويرى هذه الفكرة أفلاطونية.

أما الكاتبة اولا لينز فقالت إنها تضطر لعمل دورات فى الكتابة فى منزلها لتعيش من دخلها، فالكاتب المتفرغ فى ألمانيا لا يحصل على راتب للتفرغ، ودايفيد فاجنر يلجأ لعمل محاضرات فى الأدب كذلك فى الجامعات للحصول على راتب يمكنه من العيش الكريم.




















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة