قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "الزبالين" أو من يقومون بجمع القمامة، ويستفيدوا من إعادة تدويرها قد منحوا دورا رسميا لمعالجة أزمة القمامة المتفاقمة فى شوارع القاهرة.
ونقلت الصحيفة عن سوزى جريس، رئيس رابطة الحفاظ على البيئة والتى تعيش فى مصر الجديدة، قولها إنه بالكاد لا يستطيع أحد المشى فى الشوارع، فالقمامة فى كل مكان، والأمر مقزز. وترى جريس، أن هناك حلا واحدا وهو إعادة الزبالين ليقوموا بعمليات جمع وتفريغ القمامة.
وتوضح الصحيفة، أن الزبالين طائفة من المسيحيين الذين هاجروا من صعيد مصر على مشارف القاهرة فى الأربعينيات، وهؤلاء الناس الذين يعانون من فقر مدقع، كانوا يكسبون قوت يومهم من جمع القمامة قبل التحول إلى عملية إعادة التدوير فى أوائل الثمانينيات، وبمساعدة المنظمات غير الحكومية مثل رابطة حماية البيئة، وجدوا تسهيلات فى إعادة تدوير البلاستيك والأوراق والمعادن، وأطعموا الخنازير التى احتفظوا بها فى ساحتهم منها.
ويجمع الزبالين، الآن حوالى 9 آلاف طن من القمامة يوميا، وحوالى ثلثيها أو 15 ألف طن يتم إلقاؤها بعيدا عن سكان القاهرة، لكن لم يتم الاعتراف بهم رسميا أبدا من قبل الحكومة المصرية.
ونقلت الصحيفة عن وزيرة البيئة ليلى إسكندر، قولها إن على مدار السنوات خلقت جماعة "الزبالين" نظاما بيئيا فعالا مجديا ومربحا فى نفس الوقت، من خلال قدرتها على إعادة تدوير بنسبة 100% تقريبا، ووفروا عملا للنساء والشباب الذين هم أكثر من يعانى من البطالة فى مصر.. ونحن فى حاجة إلى استغلال هذا التنظيم المحلى.
وأشارت الصحيفة، إلى أن إسكندر التى عملت لسنوات فى ضواحى الطبقة العاملة بمنشية ناصر، والتى يقطنها حوالى 65 ألفا من الزبالين، قد عكست سياسة الحكومات السابقة التى حاولت تهميش عمل تلك الأقلية المسيحية وهم بالأساس أقباط.
وتقول جريس، إن ما قام به مبارك من إسناد مهمة جمع القمامة لشركات دولية متخصصة لا يناسب القاهرة التى اعتاد سكانها على جمع القمامة فى كل طابق بالمبنى، فالناس لم تعتد على نقل القمامة إلى الأسفل ووضعها فى الصناديق المخصصة والتى داهمها اللصوص لاحقا.
ونتيجة لذلك، ظل كثير من الناس يدفعون للزبالين من أجل القدوم إليهم وأخذ القمامة بشكل غير رسمى، ثم اشتكوا فيما بعد لأنهم كانوا مضطرين لأن يدفعوا رسوم النظافة للشركات الأجنبية.
وأشارت جريس، إلى أن إعدام الخنازير فى عام 2009، خوفا من انتشار إنفلونزا الخنازير، كان القرار الأكثر كارثية، وكان مثيرا للسخرية، والخسارة الأكبر كانت للزبالين.
والآن، تتابع الصحيفة، تهدف الحكومة المصرية لمنح وضع رسمى لدور الزبالين فى عملية جمع القمامة.. وتحت الإدارة المشتركة لوزارة البيئة واتحاد الزبالين، فإن 44 من شركات جمع القمامة المحلية التى تستخدم قوة عمل تقدر بحوالى ألف عائلة قد تم تسجيلها رسميا.
كما أطلقت وزارة البيئة، حملة توعية عامة لمطالبة الناس بفرز النفايات العضوية وغير العضوية على أبوب بيوتهم، وتقول إسكندر إن هذا سيستغرق وقتا بالتأكيد، معترفة بأنها لا تزال تفتقر إلى الأموال البسيطة الخاصة بالمشرع، والتى تقدر بعدة مئات من الآلاف، وأوضحت أنها تريد فى الأشهر الستة الأولى تقديم خدمة مجانية، لأن الناس سئمت من أن تدفع مقابل لا شئ فى العام الماضى.
الجارديان: وزارة البيئة تبحث حل مشكلة القمامة بتقنين أوضاع "الزبالين".. ليلى إسكندر: "الزبالين" نظام مُجدى ومربح فى نفس الوقت.. ويوفر فرص عمل ويجب استغلاله
الأربعاء، 20 نوفمبر 2013 01:50 م
وزيرة البيئة ليلى إسكندر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة