فى فقه المظاهرات التى تحمل قضية عادلة مبدأ أساسى وهو، كيف تستطيع بسلوك التظاهر أن تكسب تعاطف الآخرين، وتكسب احترام معارضيك؟، كيف تعمل من أجل أن تصدر قضيتك التى تتظاهر من أجلها بنجاح يؤدى فى النهاية إلى أن ينضم إليك آخرون، كيف تستطيع لفت الأنظار بأدوات سلمية وابتكارات فى التظاهر تؤدى بالآخرين أن يرفعوا لك القبعة.
حدث ذلك على سبيل المثال فى مظاهرات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، التى استخدم فيها الفلسطينيون الحجارة، فغزت العالم كلها باسم «انتفاضة الحجارة»، وظهر الاحتلال الإسرائيلى بمظهر الوحش الكاسر الذى يستخدم السلاح ضد متظاهرين لا يحملون إلا الحجارة.
فى مظاهرات طلاب جماعة الإخوان لم يكن هناك شىء من هذا، فلا هى التزمت السلمية، ولا هى التزمت السلوك الصحيح فى التظاهر، ولا هى قدمت ابتكارا فى أدواتها، وإنما قدمت تخريبا، واستخدمت قذائف المولوتوف، والشماريخ فى أدوات التعبير، وبالتالى كان نصيبها من التعاطف الاجتماعى «صفرا»، لكن بالطبع نظرت إليها جماعة الإخوان وأنصارها بأنها بمثابة «الفتح المبين».
أمام شاشات الفضائيات جلس المشاهدون يتابعون ما حدث فى جامعة الأزهر يوم الأربعاء الماضى، شاهدوا أجهزة تليفزيونات وكمبيوترات يتم إلقاؤها من الأدوار العليا، وأوراق تلقى دون أدنى مسؤولية، واعتداءات تتم على موظفين، ووصل الأمر فى «سفالته» حد احتجاز رئيس الجامعة الذى اتصل بعميد كلية الطب الإخوانى ليحمله مسؤولية ما يحدث، ولو ثبت مسؤولية هذا الرجل لوجبت محاسبته دون تلكؤ.
المهم أن ذلك كله كان يحدث، وطلاب الإخوان ينظرون من الشبابيك العلوية، ينادون على زملائهم، وبينما كانت الأشياء تطير من الشبابيك إلى الأرض، كانت الصفافير تعلو، وأيادى طلاب وطالبات الإخوان تلتهب بالتصفيق، وكأنهم فى غزوة فتح كبرى، وكأنهم فى حرب لا هوادة فيها مع عدو يقف فى جبهة مقابلة.
تؤدى المظاهرات رسالتها الناجحة، حين تكسب متعاطفين من جبهة ما يطلق عليها «حزب الكنبة»، لكن الحصيلة الحقيقية لم تكن كذلك، ومن رأى ما فعله طلاب الإخوان فى جامعة الأزهر، صب لعناته عليهم، وحين وقعت عيون المشاهدين على يافطة تصف شيخ الأزهر الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب بـ«البابا»، كان الرد مزيدا من اللعنات على هؤلاء الذين غابت عقولهم، واختاروا الانتصار لتنظيمهم بتلك الأوصاف اللعينة، التى تؤدى إلى فتنة بين المسلمين والمسيحيين.
خرجت المظاهرات بذلك عن رسالتها، وفضحت من وراءها، وأكدت أننا أمام جماعة لا يعنيها الشعب الذى تتحرك فى وعائه، ولا تفهم فى مسألة كيف تكسب لها أرضية جديدة، ولوضعنا مظاهرات طلاب الجماعة فى الجامعات الأخرى لوجدناها تعطى صورة متكاملة عن هؤلاء الذين يخربون.
ماذا سيقول المصريون عن تلك المظاهرات؟
هل يفكر طلاب الإخوان فى رد فعل البسطاء حين يسمعون ويرون سبابا لشيخ الأزهر بكل ما يمثله من قيمة دينية رفيعة؟، هل يفكرون فى رد فعل هؤلاء البسطاء حين يرون كل هذا التلذذ من التدمير؟ بنى الإخوان سيرتهم شعبيا عبر بكائية طويلة عن الظلم الذى لحق بهم تاريخيا، لكنهم الآن يخسرون بكل سهولة ما كسبوه.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
نحو الإخوان: فعل ماضى ..فعل مضارع ..فعل فاضح
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن من جمهورية الموز
حجيج دبى .. متى يكفون .. ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
المهاجر
تاريخ الحركات الطلابية عريق والإ ما كانت ثورة يناير المجيدة
عدد الردود 0
بواسطة:
ههههههههههههههههههه
1- نحو العسكر وماسحى بيادتهم من بنى ناصر ..
عدد الردود 0
بواسطة:
زيكو
القضيه و الجريمه و العقاب
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي عبد الحميد
حجيج محور قطر _تل أبيب برعايه CIA
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
نحو تعليق 4 ...انتهى الدرس ولن أشرح لك من بعده شيئا
عدد الردود 0
بواسطة:
!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .
دائما متألق كعادتك رقم "1" استاذنا العظيم " خالد الشيخ " و رائع فى فن