حفر الكاتب والروائى والسيناريست والقاص والرحالة صبرى موسى اسمه بين أعلام الأدب والصحافة، واستطاع أن يجعل لنفسه بصمة خاصة فى كل مجال، وكل نوع أدبى، هو أحد أقطاب مجلة صباح الخير أيام مجدها الذهبى، اليوم يرقد مريضًا، يقاومه رغم تجاهل الدولة له ممثلة فى وزارة الثقافة.
صبرى موسى الذى اتسمت مؤلفاته بتغلغلها فى نسيج المجتمع، وتتشابك خيوطها الأخلاقية والاجتماعية فى شبكة أدبية احترافية فى كتابتها، مختلطاً فى أنحاء بلاده بمختلف طبقاتها ليتخذ من معرفته الميدانية ومغامراته الحياتية سلاحاً فى رحلته مع القلم، فبعث الحياة ثانية فى حروف كلماته بتعاويذ الموهبة السحرية الثلاثية "الصحافة، والأدب، وشخصيته المغامرة".
ولد صبرى موسى فى مارس 1932 بمدينة دمياط، درس الفنون الجميلة واشتغل مدرساً للرسم فى بداياته، ثم اشتغل بالصحافة فى جريدة الجمهورية عام 1954، وكان أحد أفراد الكتيبة التى أنشأت مجلة "صباح الخير" عام 1956 بقيادة أحمد بهاء الدين.
صبرى موسى الروائى قدم العديد من الروايات منها "حادث النصف متر"، ورائعته "فساد الأمكنة" 1973 التى فازت بجائزة الدولة التشجيعية، وجائزة بيجاسوس الدولية وترجمت إلى عدة لغات؛ كذلك رواية عن المستقبل هى "السيد من حقل السبانخ" عام 1982.
صبرى موسى الرحالة خلال رحلاته الفريدة والمتنوعة والممنهجة، التى قام بها فى عمق مصر، شمالها وجنوبها، وجولاته فى أوروبا، قدم ثلاثة كتب عن رحلاته هى "فى الصحراء عام 1964، فى البحيرات عام 1965، وغذاء مع آلهة الصيد عام 1972".
جانب آخر من جوانب صبرى موسى الإبداعية هو القاص الذى بدأه مبكراً فى الخمسينيات وانطلق منه إلى ممارسة باقى أنواع الإبداع، وترك فيه خمس بصمات هى "القميص، لا أحد يعلم، وجهاً لظهر، مشروع قتل جارة، وحكايات صبرى موسى".
أما موسى السينمائى، ساهم فى تحويل أعمال يحيى حقى إلى السينما، فأصبحت علامات السينما الكلاسيكية العربية هما "البوسطجى" إخراج كمال حسين، حصل جائزة أحسن فيلم عام 1968، وقنديل أم هاشم إخراج كمال عطية، وله عدة أفلام مأخوذة من أعمال أدبية منها "الشيماء" عن مسرحية لعلى أحمد باكثير، فيلم حبيبى أصغر منى عن قصة إحسان عبدالقدوس، فيلم الأسوار عن قصة عبد الرحمن الربيعى، كما أعدت روايته القصيرة "حادث النصف متر" مرتين فى السينما مرة فى مصر ومرة فى سوريا، وأفلام قاهر الظلام، رغبات ممنوعة، ورحلة داخل امرأة.
حصد صبرى موسى، خلال مسيرته الإبداعية العديد من الجوائز والتقديرات، بدءاً من جائزة الدولة التشجيعية فى الأدب، ووسام الجمهورية للعلوم والفنون لمرتين، مروراً بالميدالية الذهبية الأمريكية لجائزة بيجاسوس للأعمال الأدبية الأجنبية، وأخيراً جائزة الدولة التقديرية.