يحيى الرخاوى

ترتيب الأفكار.. فى مقابل التداعى الطليق!!

السبت، 02 نوفمبر 2013 09:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ قبلت الدعوة الكريمة للكتابة فى هذا الموقع المضياف، وأنا أتابع التعليقات على ما أكتب، ولم أعرف حتى الآن هل من المتاح أن أشغل المساحة المخصصة لى بالرد على بعض التعقيبات أم لا، إلى أن جاءنى اليوم تعقيب على مقال أمس من شاب سمّى نفسه mm، ووجدته تعقيبا صادقا وهادئا ومتألما وغاضبا، ومهذبا، وقد تفضل باعتبارى أستاذه، فوجدت أن أعقب اليوم عليه احتراما وأمانة دون استئذان.

يومية أمس كانت محاولة منى لتقمص بعض المشاركين فى العواصف والأعاصير الجارية وكانت موجهة للشباب دون استبعاد غيرهم، لنتعلم معا ترتيب الأفكار، ومسئولية النقد، وبالذات فى حضور ربنا، وهو يرانا حتى لو نكن نراه.. يرانا جميعا، وإن كان سوف يحاسبنا فرادىّ، "وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً".

إلا أن الابن الجميل mm، برغم ذكائه وصدقه، أزاح كل الذى طلبت ترتيبه تنازليا، حتى السؤال الذى تصوّر أنه أجاب عليه، ثم وضع سؤالا واحدا من عنده يقول: لماذا أنزل للمظاهرات، وقال كلاما مثل كل الكلام، مقالا حماسيا قصيرا معاداً صادقا. كتب يقول:
"أستاذى الفاضل كل هذه الأسئلة ليس لها جواب لدىّ للأسف عدا السؤال الأول فأنا عندما أنزل للتظاهر أتحرى بدقة عدم مضايفة أحد، وبالأحرى فأنا لا أخرب ولا أحرق ولا أعطل المرور إلا عندما تتكاثف الوفود للتظاهر، فإننى أنزل لإرساء قواعد الحرية ونصرة المظلوم ومحاولة التنديد بالظلم الواقع على إخواننا المحبوسين وقبلهم، التى تم قتلهم دون وجه حق ولمساعدة الظالم على الرجوع للحق....وبالتالى لا أجد جوابا للأسئلة التى طرحتها سابقا.. لعلى أكون استطعت توصيل مفهوم وأسباب نزولى باختصار.. ولو كان نزولى لأسباب أخرى ما كان هذا العدد من القتلى من المتظاهرين".

فاحترمته وعذرته، ووصفت إجابته بين قوسين وها أنا ذا أستسمحه أن أوضح نفسى أكثر.
أولا: كان المهم عندى من كل المجموعات الخمس أن أصل إلى السؤال الأخير الذى قد يعدّل أو يصحح الإجابات العشرين التى سبقته لأننى اعتبرتها دعوة للمحاسبة الذاتية أمام الله فقط لا غير.
ثانياً: كنت قد حددت الجو الملائم للإجابة: والابن لم يتطرق إليه أصلا، فما الفائدة؟
ثالثاً: لم يتعب ابنى نفسه ليرى أن أغلب إجاباته الطليقة متضمنة فى العشرين احتمال الواردة فى الخمس مجموعات، وأنه لا معنى لها أو لا لزوم لها بدون السؤال الأخير.

عزيزى mm
إن كل ما كتبته يا ابنى هو كلام مرسل معاد، وهذا لا يعنى أنه أصبح لا لزوم له، ولكنه ليس له علاقة بما اجتهدتُ أنا فيه، فى محاولة أن نتعلم معا ترتيب الأفكار، وأن الأهم يأتى قبل المهم، وأن الله على ما نقول شهيد، وأنه يعلم السر وأخفى، وأننا نحتاج إلى طريقة أخرى للتفكير فالتفاهم.

هل تسمح لى يا ابنى أن تجيب على السؤال الأخير الذى أغفلـَته أنت تماما بهدوء وصبر:
تجيب عليه مرة وأنت مع نفسك "الأخرى"، ومرة ثانية وأنت مع ربك جدا، ومرة بعد أسبوعين، ومرة بعد ثلاث سنوات ومرة إذا أتيحت الفرصة وأنت تقرأ الشهادتين. أطال الله عمرك.
السؤال الأخير من جديد (الأهم):
حين ألقـَى الله تعالى سوف أفاجأ:
1- بالرعب وأنا أقرأ كتابى: "مَالِ هَذَا الْكِتَاب لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا"
2- أن أغلب إجاباتى السابقة لا تعبر عن الحقيقة
3- أن ربى يعلم ما بداخلى أكثر منى، وأنه سوف يحاسبنى عليه أيضا
4- أن الله يكشف العمَى فى الدنيا والآخرة "وَمَن كَانَ فِى هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِى الآخِرَةِ أَعْمَى".

آسف يا ابنى، واسمح لى أن أكرر دعائى لى ولك: اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم أنر بصيرتنا وإياهم، ولا تكلنا إلى أنفسنا أو إليهم، وإنما إليك.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

moody

يادكتور/ انا اعتبرك اخ اكبر واحب ان أتابع حديثك فى التلفاز او ان أقرأ كلامك الجميل فى اى

***************************

عدد الردود 0

بواسطة:

moody

أستكمالا لما تقولة يادكتور/ فمن اعراض مرض السياسة المصرية انة رغم من المتغيرات الحادة فلا

* ******************************************

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد العقدة

السياسة رقة الإحساس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة