تتوقف عليه حياة10قرى..

السقوط يهدد كوبرى منشاة الحاج العُلوى ببنى سويف

السبت، 02 نوفمبر 2013 07:32 م
السقوط يهدد كوبرى منشاة الحاج العُلوى ببنى سويف كوبرى منشاة الحاج العُلوى ببنى سويف
كتب محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يضع أهالى قرى قبلى مركز إهناسيا المدينة محافظة بنى سويف، والذين يستخدمون كوبرى منشاة الحاج العلوى، على بحر يوسف، أيديهم على قلوبهم خوفا من سقوط الكوبرى، الذى تم بناؤه عام 1965، من ارتفاع حوالى 20 مترا، حيث يخدم أهالى أكثر من عشر قرى فى الوصول إلى زراعاتهم، والتلاميذ والطلاب إلى مدارسهم والموظفين إلى أعمالهم ناهيك عن السيارات الملاكى والأجرة والنقل الخفيف والثقيل والجرارات والمقطورات الزراعية.

ويربط الكوبرى بين محافظتى بنى سويف والفيوم، وبين قرى إهناسيا بعضها والبعض الآخر طوال هذه السنوات, وفى السنوات الأخيرة بدت عليه علامات الشيخوخة فضلا عن الإهمال الشديد، الذى أصابه حتى وصل الأمر مؤخرا إلى أن تحركت عجلاته من القمرات التى تحمل الكوبرى وهو ما ينذر بوقوع كارثة قد يذهب ضحيتها العشرات من أهالى هذه القرىن أو غيرها خاصة أن الكوبرى تآكلت مداخله تجاه قريتى منهرة ووش الباب، ومنشاة الحاج، وعبد الصمد, وسرق اللصوص الكثير من الحواجز الحديدية التى تحمى المارة والسيارات من السقوط فى مياه البحر.

ومن مظاهر الإهمال فى حق الكوبرى أيضا أن حمولته منذ إنشائه فى الستينيات كانت 30 طنا فقط، وكانت فى مدخل الكوبرى تجاه مستشفى شاطر زاده وحجز المياه يافطة أو لافتة، (لوحة معدنية) تحمل هذا التحذير من تجاوز الحمولة وما زالت هذه اللوحة موجودة حتى الآن، رغم طمس أرقامها والإهمال فى تجديدها وتحديثها.
وفى بداية إنشاء الكوبرى كان هناك التزام بحمولته قبل أن تظهر الشاحنات الثقيلة والعملاقة الحديثة التى أصبحت، وفى غفلة من المسئولين، تمر على الكوبرى بحمولة تزيد على 200 طن، ناهيك عن المعدات الثقيلة من لوادر وكراكات ومصفحات ومجنزرات وهو ما عجل بفصل جسد الكوبرى عن الطرق المؤدية إليه، بل إنّ جسد الكوبرى نفسه حدث به شرخ كبير من ناحية مدخل قرية منهرة يهدد بسقوطه.

الأهالى من جانبهم، تقدموا بأكثر من شكوى وعلى مدار السنوات الماضية للتحذير من الإهمال الذى أصاب الكوبرى، وتطالب بسرعة صيانته وترميمه حتى لا تقع الكارثة، كما أخبرنا بذلك المحاسب نادى محمود سالم، من منشاة الحاج، والذى أضاف أننا تقدمنا بعشرات الشكاوى للمسئولين بمجلس مدينة إهناسيا ولمديرية الطرق ثم شكاوى أخرى لمحافظ بنى سويف، وسمعنا أن الكوبرى خصص له مبلغ يزيد على 30 ألف جنيه، ومع ذلك ما زال الإهمال هو سيد الموقف، ويبدو أن المسئولين ببنى سويف لن يتحركوا حتى تقع الكارثة، ويأتوا للمشاركة فى تقديم واجب العزاء فى الضحايا وصرف التعويضات لذويهم.

محمد صلاح ميهوب، بمحكمة أهناسيا المدينة ومن أهالى منشاة الحاج، والذى يتعجب من استمرار الإهمال فى حق أهالى القرى، التى يستخدم أهلها الكوبرى ويحذر أنه لو سقط فسوف تكون أم الكوارث لأنه حلقة الوصل بين قرى قبلى إهناسيا والمدينة والمحافظة ولا يوجد غيره طريقا يربط بين الأهالى ومصالحهم سواء كانوا طلابا أو موظفين أو مزارعين. وطالب بسرعة الاهتمام به من جانب المحافظة وهيئة الطرق والكبارى.

وأشار محمد عبد الحليم حمد سائق من أهالى القرية إلى أن الإهمال يضرب الكوبرى من بداية مداخله ناحية الحجز "بوش الباب" حتى نهايته فى منشأة الحاج حيث اعتدت المنازل والمحلات والسوبر ماركة على حرم الكوبرى والطرق الموصلة إليه إلى جانب الإهمال فى الصيانة وعدم وجود دوريات، كما كان فى الماضى تمنع الشاحنات الثقيلة من المرور عليه.

حيث كان فى السبعينيات وأوائل الثمانينات يقف على الكوبرى دورية طوال 24 ساعة لحمايته من سرقة اللصوص للحديد وفى نفس الوقت لمنع السيارات التى تزيد حمولتها عن حمولة الكوبرى، وأضاف حمد أنّ الكوبرى يخدم أهالى عشرات القرى وأكثر من 100 ألف نسمة من إهناسيا وخارجها وربط ثلاث محافظات ببعضها، وهى الفيوم والمنيا وبنى سويف، وتقريب المسافات وتوفير الوقت والجهد والأموال منذ إنشائه عام 1968 ضمن خطط الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى التنمية للنهوض بالريف المصرى ووضع البنية الأساسية من طرق ومواصلات وكبارى ووحدات صحية ومدارس وكهرباء وصرف صحى وغيرها لربط الريف بمميزات وخدمات وإمكانيات الحضر.

وقد أوقعت الدراسات والبحوث والتخطط الحكومى وقتها قريتى منشاة الحاج ومنهرة بمركز إهناسيا المدينة محافظة بنى سويف فى بؤرة التنمية الريفية وحصلت القريتان على ما يعتبر نصيب الأسد من الخدمات الريفية فى هذا الوقت المبكر من عمر ثورة يوليو عام 1952 وفازت، كما يقول محمد عبد الحليم، ببناء عدد من المدارس الابتدائية والوحدات الصحية وخط للسكة الحديد يصل من مدينة بنى سويف إلى قرية منشاة عبد الصمد التى لا يفصلها عن القريتين سوى 500 متر تقريبا مرورا بالمركز فى إهناسيا المدينة لخدمة أكثر من عشر قرى.

أضاف أنه وكان من ضمن ما حصلت عليه القريتان أيضا خطة لإنشاء هذا الكوبرى العلوى على بحر يوسف والذى يربط القريتين منهرة ومنشاة الحاج علاوة على الهدف الإستراتيجى والتنموى الأسمى من إنشاء الكوبرى وقتها فى الستينيات والذى كان يتمثل فى النظرة المستقبلية لأكبر من ذلك بكثير مثل ربط الفيوم ببنى سويف وربط شرق بحر يوسف بغربه بما يشمله هذا الربط من نقل تلاميذ وطلاب المدارس والموظفين والحاصلات والمنتجات واحتياجات الزراعة من أسمدة طبيعية وكيماوية وماكينات رى وجرارات زراعية وغيرها بعد أن كانت عملية الربط والتنقل بين شرق إهناسيا وغربها من المستحيلات، بل ربما تشبه رحلات الموت نتيجة استخدام قوارب صغيرة لا تكاد تحمل إلاّ القليل من الأشخاص وكمية لا وزن لها من الاحتياجات المنزلية من أكل وشرب وملابس ناهيك عن تعرض هذه القوارب للانقلاب من وقت لآخر فى عرض البحر وبما تحمله فى أى وقت خلال رحلتها من شاطىء منهرة إلى منشاة الحاج أو العكس , ثم استُبدلت القوارب بعد ذلك وفى مرحلة أخرى بما كان يسميه الآباء والأجداد بـ (الصندل) وهو ما يُعرف بالمعديات حاليا.

وكان (الصندل) أكثر أمنا كما يقول رجب سعيد فلاح من قرية منهرة إلاّ أنه كان يحتاج إلى مجهود كبير من حوالى عشرة رجال لسحب حبل أو جنزير يحركه عند الشروع فى تحريكه من الشاطئ وخلال رحلة إبحاره بما يحمله من أهالى القرى ومتطلبات الأسرة والتقاوى والبذور والسماد والسبخ البلدى (السماد الطبيعى) والركش.

وكان يتم نقل الجرارت الزراعية أيضا فى هذا الصندل, حتى جاء الفرج من عند الله – على حد قول الحاج حنفى محمود سعداوى – الذى أضاف قائلا. .بدأنا نشاهد سيارات نقل كبيرة تحمل زلطا ورملا وحديدا وأسمنتا ومعدات ثقيلة...وكُنّا قبلها بشهور نسمع أن الرئيس جمال عبد الناصر سيبنى لنا كوبرى لحل مشاكل هذه القرى والمراكز... وفعلا تحول الحلم لحقيقة عندما بدأنا نشاهد وقتها فى الستينيات معدات كبيرة وهائلة تحمل الحديد والأسمنت والعمال والمهندسين تتبع شركة مختار إبراهيم وتم بناء الكوبرى الذى أصابه الإهمال ويهدد بكارثة إذا لم تتم صيانته فى أسرع وقت فسوف نعود إلى أيام القوارب والصنادل والمعديات وهو ما يعنى أننا سنعود إلى الستينيات من جديد.

























مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة