بشير العدل

الإخوان.. عندما تكون الفوضى وترويع الآمنين هى الحل

السبت، 02 نوفمبر 2013 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع تيقن تنظيم جماعة الإخوان المسلحين، وأنصارها فى مصر وخارجها، من خسارتهم فى الدنيا والآخرة، بعد أن اعتدوا على الدين الإسلامى الحنيف، بممارسات العنف والإرهاب، فأذلهم الله سبحانه وتعالى بأعمالهم ووقعوا فى شرورها، ومع إيمان من يرون فى أنفسهم قادة الجماعة بعدم رجوع المخلوع محمد مرسى إلى سدة الحكم، ومع اعتراف التنظيم على مختلف مستوياته بانتهاء فترة الزعامات الشائخة التى كان يقودها المرشد محمد بديع وزمرته، تريد الجماعة ومعها حلفاؤها من أنصار الشيطان، أن تحدث مزيدا من الفوضى وعدم استقرار الأوضاع فى البلاد خاصة الأمنية منها، اعتقادا من جانبها بأنها تشغل مساحة واسعة على أرض التفاوض مع الحكومة الحالية، وتمثل تظاهراتها التى تعلن عنها ومعها ما يسمى بائتلاف دعم الشرعية، قوة ضغط على القيادة السياسية للقبول بشروط المصالحة وفقا لرؤية الجماعة وليس النظام الحاكم، أو حتى إرادة الشعب التى هى فوق كل اعتبار.

اعتقدت الجماعة خطأ أنها بممارساتها الإرهابية بحق البلاد والعباد، سوف تفرض نفسها كقوة على الأرض وتحقق مكاسب دنيوية تسعى لها، ظنا منها بأن العنف والإرهاب هو وسيلة للضغط على الدولة، ومع كل ذلك فإن تنظيم الإخوان لم تعد له القدرة على الحشد بعد أن تخلى عنه المأجورون، من الداخل والخارج، وأصحاب المصالح التى كانت تتمثل فى الدعم المالى مقابل الحشد، بل وتنفيذ عمليات مثل حرق أقسام الشرطة، واستهداف قوات الأمن والجيش، وهى العمليات التى تم تحجيمها بشكل كبير، بفعل القبضة الأمنية التى تفرضها قوات الأمن منذ فترة بعيدة، والتى أتت ثمارها فى الحد من تظاهرات الإخوان وعملياتهم الإرهابية، باستثناء بعض العمليات النوعية هنا أو هناك، فى الشوارع الضيقة حتى تبدو صورتهم لوسائل الإعلام الأجنبية فى شكل حشود لاحصر لها كما يروج أعداء الوطن، وذلك بعد أن انفض المنتفعون بالجماعة من حولها.

أصبحت رسالة تنظيم الإخوان إلى أتباعها هو الاستمرار فى عمل الفوضى فى الجامعات والشوارع والميادين، واللجوء إلى ترهيب المواطنين والأطفال الصغار وترويع الآمنين من أبناء بلادى مصر، حتى تبدو الصورة وكأن ثورة الشعب التى أسقطت مخطط الإخوان لهدم دعائم الدولة هى السبب فى عدم الاستقرار، متخذا من الحكومة الضعيفة وسياستها غير الرادعة آليات لتحقيق أهدافه فى تعطيل الدولة، ومصالح المواطنين عموما، وليس أدل على ذلك مما يحدث فى الجامعات المصرية، والتى تشهد تظاهرات لم تكن فى أى منها سلمية من جانب الطلاب المغرر بهم.

هدف الجماعة إذن من حالة الرعب ونشر الفوضى فى البلاد، هو إحداث حالة من الضغط النفسى على الشعب حتى يضغط بدوره على الحكومة لقبول الجماعة والجلوس إلى مفاوضات معها لتحقيق مكاسب تتمثل فى مشاركة سياسية أوسع، وهذا هو الهدف الذى يروج له بعض الذين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم زعماء وقادة للحراك السياسى فى الدولة، متناسين أن جماعة الإخوان أشهرت أنها إرهابية وبشكل لا يدع مجالا للشك، فكيف التفاوض إذن مع من يحمل السلاح فى وجه المصريين، وعن أى مصالحة يتحدث هؤلاء الذين يريدون تحقيق مكاسب سياسية، الإخوان طرف فى تحقيقها.

غير أن محاولات التنظيم الإخوانى المسلح بدت مكشوفة ومفضوحة أمام الرأى العام، خاصة وأن الواقع يثبت يوما بعد الآخر أن الجماعة تورطت فى كثير من أحداث العنف والقتل والحرق وترويع المواطنين، وذلك باعترافات المتهمين من أنصارها، الذين أكد بعضهم فى تحقيقات النيابة أنهم اعتلوا الأسطح وقنصوا المتظاهرين فى أحداث شارع النصر الشهير التى راح ضحيتها حوالى 70 مواطنا ما بين قتيل وجريح، فضلا عن استشهاد عدد من رجال الشرطة، هذا بجانب الشكوك التى تحيط بها فى كل الأعمال الإرهابية، سواء كانت فى شبه جزيرة سيناء، أو تلك التى امتدت لمدن القناة والقاهرة الكبرى.

العنف وإحداث الفوضى إذن أصبح المدخل والمسلك الوحيد فى نظر الجماعة للحصول على مكاسب سياسية من النظام الحالى، حتى لا يتم عزل الجماعة وإقصاؤها سياسيا بعد أن تم إقصاؤها شعبيا بسبب ممارساتها اللا أخلاقية فى حق الشعب والوطن.

ويزيد من تلك الحالة التى عليها تنظيم الإخوان المسلحين، دعم بعض المتطرفين فكريا سواء ممن يرتدون عمامة الأزهر والمقيمين فى الخارج، أو حتى قياداتها مثل عصام العريان، الذى حث الإخوان فى أكثر من تسجيل صوتى أنصار الجماعة على استمرار الحشد فى الشوارع، فى اعتقاد من جانبه بأن ذلك الأمر من شأنه أن يفتح المجال للتدخل الخارجى لإحداث مزيد من الضغط على الدولة المصرية، أو يشكل ضغطا نفسيا على الشعب وتعطيلا حقيقيا لأداء الحكومة.

ممارسات الجماعة أيضا تعد تحذيرا للحكومة وللقيادة السياسية الحالية من مخاطر الاستمرار فى سياسة الضعف والهوان فى مواجهة العنف والإرهاب الذى تمارسه الجماعة، وترسل به كرسالة لأنصارها الذين تغرر بهم وتدفن فى رءوسهم أفكارا مسمومة بأن ذلك جهاد فى سبيل الله، وأن مصيره الفوز بالجنة ونعيم الآخرة.

فما زالت الجماعة على ضلالها، وما زالت الحكومة على ضعفها، إلا أن إرادة الشعب لا تزال أقوى فى مواجهة السياستين، سواء كانت سياسة "الترهيب" من جانب الجماعة المسلحة، أو "التطييب" من جانب الحكومة، وهى إرادة قادرة على أن تحدد مصير مصر كما ينبغى له أن يكون.
* مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى محترم

الى ... نفير الظلم

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed abdalla

الراجل كلامه صح 100%

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام هلال

مهو يا نعيش عيشة فل يا نموت إحنا الكل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة