لن يقاس يوما الحب بدرجة انتهائك بعده.. بكم ليلة مت شوقا.. ولا بكم يوما توقفت حياتك انتظارا.. ولا بكم فرصة تخليت تقديسا لمكان لمحبوبك فى قلبك.
بموتك حزنا.. لن يدخل اسمك فى كتاب العاشقين
ولا بكم ألمك.. سيسطر اسمك فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية
ولا بيوم فراقك.. سيحزن العالم كل عام لذكراك
ولا بمكان تعتقد أنه شهد فراقك.. سيشن السائحين حاملين أمتعتهم لزيارته.
فقد رحل.. ومازالت الشمس تشرق كل صباح ولن تعتذر حزنا.. ومازالت العصافير تعزف سيمفونيتها ابتهاجا ولم تبدلها بسيمفونية أكثر حزنا لمواساتك.. مازالت الجبال تقف شامخة .. ومازالت البحار تسير والأنهار تجرى.. تماما كما كانت.
لم يتغير شىء ولن يتغير.
انظر لنفسك.. لم يأخذ منك جزءا من جسدك يوم أن رحل.
أنت من وضعت أسطورة الموت شوقا.. أنت من وقفت متاريس الحياة بداخلك.
أنت من أقنعت نفسك بأنه هو الماء والهواء ودمك وقلبك.. وأنه هو الحياة
ولكن يمكنك تحسس مكان قلبك.. فما زال ينبض تماما كما كان.
ويمكنك أخذ نفسك.. فما زال هناك هواء.. تماما كما كان.
يمكن أن تنظر للمرآة لتفقد نفسك.. أنت أنت تماما كما كنت.. لم ينقصك سوى تلك البسمة التى اعتقدت خطأ أنه أخذها يوم أن رحل.
رحل.. ورحلت معه تلك الأساطير التى سطرت عن موت العشاق للفراق.
فلم ينقص العالم إلا فردا.. فليذهب إلى الجحيم وحده.. وتكمل أنت حياتك مع باقى البلايين القاطنين على هذا الكوكب.
