كشف نقيب الصحفيين الأسبق، مكرم محمد أحمد لقناة "سى.بى.سى" سرا يذاع لأول مرة فى برنامج بهدوء مع الإعلامى عماد الدين أديب، وهو أنه أول من حصل على الصيغة النهائية لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وأنه ظل مترددا لمدة 5 أيام قبل نشرها وذلك أثناء وجوده بالولايات المتحدة الأمريكية فى بعثة دراسية لدراسة السياسة الداخلية الأمريكية، وكان يتردد وقتها على الملحق العسكرة فى حينه أبو غزالة والراحل أسامة الباز المفاوض الأهم فى المفاوضات. وكشف عن أنه أول من أعلن فى مانشيتات الأهرام عندما كان مسئولا عن ديسك الجريدة، عن تأكيده زيارة السادات للقدس، رغم اختفائها من الجرائد الرسمية بعد أن اعتقد الجميع أن ما قاله السادات فى البرلمان عن استعداده للذهاب لآخر لعالم، وأنه مستعد لزيارة الكنيسيت الإسرائيلى ذاته مجرد "زلة" لسان، وأوضح أن نشر الصيغة النهائية للاتفاقية كانت فرصة لقياس الرأى العام حول الاتفاقية.
وتابع مكرم محمد أحمد، أن الرئيس السادات حادثه بعدها، قائلا "برافو" وتساءل لماذا لم تنشر باقى الجرائد، وأشاد بموقفه مؤكدا له أنه بالفعل سيذهب إلى القدس.
وقال مكرم، أنه احترم الرئيس السادات على موقفه وكان داعما له عكس ما كان قبل الحرب، لأنه كان يرى كما يرى الصحفيون فى هذا الوقت أن مصر تريد الحرب بشرف، وبعد أن انتصرت مصر فى الحرب تغير موقفه داعما للحل السياسى، مشيرا إلى أن المثقفين لم يكونوا داعمين للحرب قبل 73 ويرون أن الحل الوحيد هو السلام، لافتا إلى وثيقة توفيق الحكيم فى هذا الخصوص والتى تسربت إلى بيروت فى هذا التوقيت، مؤكدا أن السبب فى تغيير موقفه غير الانتصار فى المعركة أنه شاهد بنفسه آثار الحرب الوخيمة وما عاناه أثناء عودته فى قارب من غزة وكان يرى الطائرات الإسرائيلية تمطر الجنود المصريين العراة فى الصحراء بالقنابل.
كما كشف مكرم محمد أحمد عن اعتراف الرئيس عرفات له بأن الفلسطينيين ارتكبوا خطأ كبيرا بعدم الجلوس إلى مائدة المفاوضات، وتلبية الدعوة لمؤتمر مينا هاوس، مؤكدا أن ما تم عرضه على الفلسطينيين أكثر كثيرا مما تم عليه التفاوض بعد ذلك.
وأوضح مكرم محمد أحمد، أن السادات أكثر الزعماء العرب قراءة لطبيعة شعبه، وأن اليساريين صوروا زيارته إلى القدس بأنها خيانة لكن الشعب المصرى استقبله بعد عودته استقبال الفاتحين دون آية تنظيمات مسبقة، مؤكدا أن قرار السادات كان قراره المنفرد ولم يكن قرار الأمريكيين لأنه كان يائسا من تحركاتهم خطوة للأمام، وبعد أن أدرك السادات إدراكا نهائيا أن الحرب لن تحسم القضية لصالح أحد من الطرفين، وبعد أن استعادت مصر شرفها فى أكتوبر، فضلا عن وضع اقتصادى صعب كان قد شارف على الإفلاس وتوتر الوضع الداخلى، وأن الأمريكيين اعتبروا قرار السادات تهورا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة