على السمان

لنطوِ صفحة الإخوان إعلامياً.. ونتفرغ للبناء

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013 08:48 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسى فى 3 يوليو الماضى سلطت وسائل الإعلام المقروءة والمرئية الضوء على جماعة الإخوان وما يرتكبونه من أعمال عنف وإرهاب، وهو أمر طبيعى بالنسبة لوسائل الإعلام التى من واجبها تعريف الرأى العام بالأحداث وخلفياتها، ولكن مع مرور الوقت شعرت أن هناك أولويات فرضت نفسها على الساحة وهى التنمية والاستثمار، أى باختصار البناء وتوفير لقمة العيش، لا سيما أن الفوضى والإرهاب كان هدفها الأول ضرب فرص التنمية والاستثمار حتى يشعر الشعب بفشل الدولة فى تحقيق مسؤولية البناء ولقمة العيش. وحينئذ يأتى انفجار الرأى العام لأسباب حياتية، صحيح أن الشعب لديه الوعى بأن التصدى للعنف ولغة القوة والمظاهرات مسؤوليته بجانب الشرطة والجيش، ولكن يجب إقامة توازن بين استمرار الإعلام بالاهتمام بالتهديدات الإخوانية للأمن القومى وبين إعطاء أولوية لمشاكلنا الاقتصادية والتنمية ليساهم أبناء هذا البلد فى تحمل عبء جهود المرحلة القادمة بما فيها «ربط الحزام» والجدية فى العمل التى افتقدناها منذ ثورة 25 يناير، وعلى مستوى آخر يعتبر تحصين قرارات المسؤولين عن الاستثمار هو حجر الزاوية لمستقبل الاستثمار، وذلك من خلال حملة إعلامية لتوعية الإعلاميين بخطر المبالغة فى الكلام عن الفساد بجرعة عالية تؤدى إلى ما نسميه «الأيادى المرتعشة» التى تغلق الباب أمام جرأة القرار وتحمل المسؤولية ما دام الضمير مرتاحا إلى نظافة اليد.. وذلك كله يحتاج إلى مناخ مشجع للاستثمار ويعد الإعلام أحد العناصر الفاعلة فى خلق هذا المناخ، نريد إعلاماً يتجرأ بأن يقول كلمة الحق تجاه الأجهزة الرقابية أمام التجاوزات والمبالغة فى الحساب والعقاب بحجة محاربة الفساد فتصبح أيادى المسؤولين مغلولة عن اتخاذ القرار الاستثمارى، وليعلم الجميع أن المستثمر لن يضيع عمره فى انتظار أن يتكرم قلم صاحب القرار بأن يضع كلمة «أوافق» بعد عمر طويل... إذا كان المستثمر ما زال على قيد الحياة..!!

حينما نسمع عن أن الأجهزة الإدارية فى الإمارات وتركيا لا تحتاج لأكثر من بضعة أيام لإعطاء المستثمر قراره بالموافقة، حينئذ من حقنا أن نتساءل لماذا يحتاج القرار المصرى لأعوام طويلة..؟! ولكن من الواجب على كاتب هذه السطور أن يعترف بأن هناك قيادات فى الوزارة الحالية مثل الوزير منير فخرى عبدالنور تجرأ أمام مجلس الوزراء على أن يطالب بأن يكون تقييم ثمن الأرض للمشروعات الصناعية من اختصاص وزارة الصناعة وليس بنظام المزاد الذى ينفر منه المستثمرون الذين يؤمنون بأن الدولة «يجب ألا تستثمر فى المستثمر» ولكن فى المشروع ذاته بإعطائه التسهيلات اللازمة التى تخلق فرص العمل والتى يصر الوزير منير فخرى عبدالنور أنها بيت القصيد الذى سيحمينا من خطر البطالة ويضمن الاستقرار، إذًا سنطوى صفحة الإخوان إعلاميًا، وسنترك مهمة التعامل مع قوى الشر والفوضى والإرهاب بين أيدى أبطال الجيش والشرطة من سيناء إلى الوادى الذين قدم كثير منهم أرواحهم كشهداء دفاعا عن الحق وقضايا الوطن لا يذكرهم الكثيرون، فى حين ارتفعت أصوات من نادوا بشعارات عن شهداء نحن فى احتياج إلى أدلة على استشهادهم حتى لا يختلط الحابل بالنابل، أعرف جيدًا أن رفقاء الطريق الذين طالبوا معى منذ 3 أغسطس بعدم المضى فى أى مصالحة قبل القضاء على الإرهاب سيعرفون جيداً أن تغيير الأولويات إعلامياً من الإخوان إلى البناء والتنمية لن ينسينا قضية نحن فيها جنود فى معركة الشرف والكرامة، وهى محو الإرهاب من حاضرنا ومستقبلنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة