د.سمير البهواشى يكتب: لا مكان وسط الكبار إلا بالعمل

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013 12:11 م
د.سمير البهواشى يكتب: لا مكان وسط الكبار إلا بالعمل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السبب الأول للتخلف هو عدم اعتبار العمل قيمة والمجتمع الفقير ينقصه العمل وينقصه أن يتقن ما يعمله مع الإيمان بأن العمل الجيد يتأتى من مجموعة خطوات متتالية ومتكاملة تستوفى على الترتيب لا تخلو من الذوق واللمسة الجمالية، فالله جل جلاله لا يخلق الأشياء إلا من خلال أطوار مرتبة والمفهوم العلمى للعمل هو تحويل الأفكار من مجرد تصورات داخل العقول إلى أشياء ملموسة مؤثرة ذات قيمة نفعية ينطبق ذلك على تصورك لشىء ما أو لفكرة من الأفكار ونحن فى مصر لا تنقصنا الأفكار ولكن ينقصنا العمل ونظرة واحدة إلى دولة كالهند استقلت قبلنا بخمس سنوات وعدد سكانها جاوز المليار وبها العديد من الديانات ومعظم أهلها فقراء أصبحت الآن وبفضل نشاط أبنائها ومثابرتهم من النمور الآسيوية وها هم أخيرا سيرسلون قمرا إلى المريخ ويصدرون لنا اللحوم ونحن بلد النيل والزراعة والثروة الحيوانية، فلا عدد السكان كان معوقا لهم ولا الفقر كان حجة للتأخر، إذن نحن بحاجة إلى همة كبيرة تدفعنا للنهوض ببلدنا تقف وراءها وتتوازى معها قيم العدل والمساواة وحرية الفرد أيا كانت معتقداته طالما لا يضر الغير، إننا بحاجة إلى إعادة تأهيل وبرمجة للعقل الجمعى وأعتقد أن تراثنا الشعبى الأقرب إلى فهم الإنسان البسيط قادر على توصيل زبدة التجارب الطويلة من خلال كلمات موجزة إلى كل فرد من أفراد شعبنا بدون تفلسف أو تقعر فى الكلام، ألم يقل لنا المثل الشعبى إن الزبدة لا تأتى إلا بالخض، فلماذا لا نكتب مثل هذه الأمثال ونضعها على طريق مصر إسكندرية الصحراوى بدلا من الإعلانات إياها، ولماذا لا ندخلها فى بعض الكليبات الجادة، وكأننا داخلون إلى حرب، ونطبعها على كراريس المدارس والتيشيرتات وفالنات الرياضيين حتى تترسب معانيها فى عقولنا ورحم الله الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى أنهضنا صوته ذات يوم بعد قيام الثورة وجعلنا نشعر بصدق أننا قادرون على تحقيق المستحيل عندما غنى، دقت ساعة العمل الثورى بكفاح الأحرار.. فهل من عبد الوهاب وعبد الحليم جدد يظهران فى أفقنا المعاصر، لعلنا نفيق ونعى أنه لا مكان للصغار وسط الكبار فى هذا القرن إلا بالعمل.









مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة