قال الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير "اليوم السابع"، إن البلد طموحها كبير، لكن الأداء الاقتصادى والسياسى والوضع الأمنى لا يجعلها تحقق هذا الطموح، مشيرًا إلى أن البعض يريد أن يفسد الاستقرار الذى كان موجودًا طوال اليوم بميدان التحرير، بسقوط مزيد من الشهداء، موضحًا أن أهم احتفال يمكن أن نقدمه للشهداء، هو إعادة هذا البلد إلى استقراره وأمنه وإقرار دستور حقيقى نستطيع من خلاله إقامة دولة مدنية، مؤكدًا أن ما دون ذلك سيكون عبثًا، وحقوق الشهداء لن تعود بضرب المولوتوف.
وأضاف خالد صلاح خلال حوار ببرنامج "مصر الجديدة" الذى يقدمه الإعلامى معتز الدمرداش، ويذاع على قناة الحياة2، أن الداخلية الآن ليست هى الداخلية إبان أحداث محمد محمود، كما أن الإدارة العسكرية الحالية ليست هى الإدارة العسكرية التى كانت موجودة إبان الأحداث، بالإضافة إلى أن الظروف التى تمر بها مصر ليست الظروف التى كانت تمر بها مصر إبان أحداث محمد محمود.
وأكد "صلاح" على عدم إمكانية الوصول إلى معادلة القصاص العادل، قبل أن يكون لدينا مؤسسات، لافتًا إلى أن الشباب مروا بتجربة أليمة فى فترة حكم الإخوان، ولم يستطعوا الوصول إلى القصاص العادل، مضيفًا أنه ليس من المفترض فى حال عدم الوصول إلى نقطة العدالة إفساد كل المسار.
وتابع خالد صلاح: "لو سقط شهداء اليوم، سيكون ذلك بمثابة إضعاف لمسار خارطة الطريق"، مشيرًا إلى أنه بدون الوصول إلى دستور وبرلمان وانتخابات رئاسية لن يستطيع أحد الوصول إلى شىء، واصفًا ما يحدث فى الشارع بأنه "عبث مطلق"، مؤكدًا عدم تعاطفه مع أى نوع من أنواع الاحتكاك بين المتظاهرين وقوات الأمن، مشددًا على أن المستفيد الوحيد من هذا التدهور هو تنظيم الإخوان، وما يحدث فى الشارع لا يصب إلا فى مصلحتهم.
ولفت رئيس تحرير "اليوم السابع" إلى أنه لا أحد يستطيع معرفة عناصر التيار الثالث، ومن وراءهم، وما هى المصلحة من وصول مشهد اليوم إلى العنف والقتال.
وعن وضع لافتات مكتوب عليها "لا إخوان ولا فلول ولا جيش" بميدان التحرير، الثلاثاء، فى ذكرى الاحتفال بـ"محمد محمود"، قال خالد صلاح: "نفهم من تلك اللافتات أن العديدين لا يريدون دخول الإخوان أو الفلول إلى الميدان، ولكن زرع كلمة الجيش من أشخاص فاقدين للوعى السياسى، أو من الإخوان، أو من أشخاص يتعاطفون معهم هى فى النهاية أفعال تؤدى إلى العبث وسقوط شهداء، وفى حد ذاتها غرض خبيث، والمواطنون لن يقبلوا بمثل هذا العبث، وذلك حرصاً على الوصول إلى دولة القانون والدستور، وعدم الدخول إلى دوائر تؤدى إلى خسائر كثيرة فى الدولة.
وأشار إلى أن القوات المسلحة قامت بحماية الشعب المصرى على عكس ما يحدث فى الدول المجاورة من خطف للقيادات، والاغتيالات لبعض الوزراء.
وأضاف رئيس تحرير "اليوم السابع" أن بعض الشباب يعتبرون الاشتباكات مع قوات الشرطة "كنز" بالنسبة لهم، وهناك إصرار لدى فصيل معين ليصل الأمر إلى ما نشاهده الآن فى الشارع المصرى من اشتباكات وقتال بين الأهالى، مضيفاً: علينا أن ندرك الظروف الصعبة التى تمر بها مصر الآن، وكيف يمكن الوصول بها إلى بر الأمان.
وأشار خالد صلاح إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تركت الشباب فى الشوارع، وكانت تهتم بمصالحها، وحصد المقاعد بالبرلمان، مشيراً إلى أن الجماعة قدمت نفسها للمجلس العسكرى على أنهم أنصار الاستقرار والاعتدال فى البلاد.
وأكد "صلاح" أن مواجهة الشرطة والقوات المسلحة يصب فى مصلحة الإخوان لإضعاف وزارة الداخلية، ولا يمكن تبرير ذلك بأى طريقة، مشددا على تفعيل القانون للقصاص من القتلى.
وشدد خالد صلاح على أن من أخطر ما تواجهه البلاد هو المشهد الذى يؤدى إلى النتيجة التى نراها فى محمد محمود أو ميدان التحرير من اشتباكات، لافتًا إلى أن مصر لم تصل إلى أى مرحلة من مراحل التصالح مع النفس، وإدراك المسار الحقيقى للحصول على العدالة، وقال: "هناك مجموعة من القوى لم تستطع أن تتصالح مع نفسها أولا، وتجعل من مصر قيمة فى المرتبة الأولى، لأنها ترى أن مصلحتها فى المقدمة، وعلينا الكشف بدقة عن هؤلاء، ومن الذى لا يريد لنا استكمال خارطة الطريق".
وحذر خالد صلاح من مغبة عدم تأجيل الخلافات بين مختلف القوى، لأن هذا الاختلاف لم يعد مسموحا به الآن، وأن الشعب المصرى أصبح مدركًا ما يحدث، منتقدًا مشهد الشغب الموجود فى ميدان التحرير ومحمد محمود، قائًلا: "كل ما يحدث الآن فى الشارع صور باهتة من أناس تدعى أنها تتحدث باسم الشعب"، مطالبًا بالتخلص من هؤلاء.
وشدد رئيس تحرير "اليوم السابع" على أن خارطة الطريق لا تحتاج إلى صناديق للاستفتاء عليها، لأنها بالفعل تم الاستفتاء عليها فى خروج الملايين إلى الشارع، مشيرًا إلى أن الديمقراطية لا تعنى فقط الصناديق.
وأشار إلى أن ملايين المصريين لن ينخدعوا هذه المرة فى الانجراف لمشهد العنف مرة أخرى، موضحًا أن كل مؤسسات الدولة حذرت من الانجراف لهذا المشهد الذى نراه الآن فى الشارع، مشترطا أن نضع مصلحة مصر أولا حتى نستطيع الوصول إلى استقرار حقيقى.
وانتقد خالد صلاح بشدة هدم النصب التذكارى المقام فى التحرير لشهداء 25 يناير و30 يونيه، قائًلا: "ما المصلحة من هدم النصب التذكارى وهل هدمه سيعيد حقوق الشهداء، وأعتقد أن إقامته كانت لنوايا طيبة لدى حكومة الدكتور الببلاوى".
واختتم خالد صلاح حديثه برسالة إلى الشباب، داعيا إياهم لعدم استخدام القوة ضد أجهزة الدولة، وقال: "على الشباب أن يفهم أن هناك طريقا سليما للحصول على العدالة، ولا ينبغى أن نعيد تشغيل الآلة الخبيثة التى تضر البلد، وطريق العدالة هو استكمال مؤسسات الدولة، لأنه لا توجد حرية بالمولوتوف".
خالد صلاح لمعتز الدمرداش: علينا التمسك بخارطة الطريق.. وحقوق الشهداء لن تعود بـ "المولوتوف".. والداخلية الآن ليست داخلية أحداث محمد محمود.. وما يحدث بـ"التحرير" يصب فى مصلحة الإخوان
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013 11:55 م