جهات سياسية إسرائيلية: تل أبيب فشلت فى منع اتفاق الغرب مع إيران

اعترفت جهات سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، بأن إسرائيل فشلت فى منع التوصل إلى اتفاق بين الغرب وإيران، وأن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن مثل هذا الاتفاق سيتم التوصل إليه خلال جولة المحادثات، التى ستستأنف غدًا فى جنيف أو بعد ذلك بوقت قصير.

جاء ذلك فى تقرير أصدره مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، موضحًا أن تلك الجهات بدأت توجه انتقاداتها للخط السياسى، الذى اتبعته الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا، خاصة بالنسبة لكل ما يتعلق بالهجوم الحاد على وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" وعلى موقف الإدارة الأمريكية فى الشأن الإيرانى، وأن هذا الهجوم ألحق بإسرائيل ضررًا، خاصة وأن "كيرى" ليس عدوًا لإسرائيل، فالحكومة الإسرائيلية تواسى نفسها قليلاً بأن الاتفاق الجديد يختلف عن الاتفاق الذى كان معروضًا فى السابق، ومع ذلك فإنهم يعتقدون بأنهم تمكنوا إلى لفت أنظار العالم إلى البنود المهمة بالنسبة لهم.

وأشار المركز إلى محاولة "نتنياهو" خلال الأسبوعين الماضيين التأثير على مضمون الاتفاق المرتقب مع إيران، كما شن هجمة إعلامية شرسة فى كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية، آملاً فى أن يساهم هذا الموقف على الأقل فى تغيير نص بعض البنود فى الاتفاق لفرض مزيد من القيود والشروط على إيران، ولكن مع ذلك فإن المسئولين الإسرائيليين اعترفوا بأن إسرائيل خسرت هذه الجولة.

وتطرق المركز إلى الصحف الإسرائيلية، التى أعلنت صباح اليوم أن وزير الخارجية الأمريكية "جون كيرى" أعلن إرجاء زيارته إلى إسرائيل، والتى كان من المقرر لها يوم الجمعة القادم، وذلك لتفادى مواجهة علنية جديدة مع نتنياهو.

ونقل المركز عن موظفين أمريكيين رفيعى المستوى قولهم: "إن الزيارة المذكورة لم تكن أدرجت رسميًا وبشكل نهائى على جدول أعمال كيرى، على الرغم من إعلان نتنياهو مطلع هذا الأسبوع عنها، فوزير الخارجية الامريكى كيرى مهتم الآن بمتابعة المحادثات التى ستنطلق مجددًا غدًا الأربعاء فى جنيف مع إيران، ولا يعتزم الانجراف لمواجهة جديدة مع نتنياهو"، كما أوضح كيرى، أنه يحق لنتنياهو أن يعرب عن معارضته للاتفاق المرتقب مع إيران، وقد اعتبر كيرى أن الاتفاق مع إيران سيقلل من مخاطر تهديد أمن إسرائيل، ومن المقرر أيضًا أن يلتقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكى، لإطلاعهم على حيثيات الاتفاق المرتقب مع إيران، ولكى يطالبهم بالامتناع عن فرض عقوبات جديدة على إيران.

وأكد المركز، أن "نتنياهو" يحاول ممارسة ضغوط على كيرى باتهامه الولايات المتحدة بالتسرع فى المساعى للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووى، ولأن ذلك تكون الإدارة الأمريكية تقامر بأمن إسرائيل فى سعيها للتوصل إلى اتفاق مع طهران حول الملف النووى الإيرانى، وحذر مجددًا من أن إسرائيل يمكن أن تشن ضربات عسكرية بمفردها لأن رفع أو تخفيف العقوبات عن إيران سيمنحها القدرة على صناعة القنبلة النووية فى غضون ثلاثة أسابيع.

واختتم المركز تقريره بعدة تساؤلات منها "هل النهج السياسى القاسى الذى اتبعته الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا قد ألحق بإسرائيل ضررًا خاصة وأن كيرى ليس عدوًا لإسرائيل؟ وهل اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وبين نتنياهو فى موسكو سيعمل على إقناع روسيا بالموقف الإسرائيلى؟ وهل سينجح نتنياهو بإقناع بوتين بتغيير شروط الصفقة المرتقبة مع إيران؟ "