شهد الدكتور حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الاثنين، وضع حجر الأساس للنصب التذكارى لشهداء ثورتى 25 يناير، و30 يونيه، والذى سيقام فى ميدان التحرير رمز الثورة المصرية وذلك تخليداً لذكراهم.
وجاءت كلمة رئيس مجلس الوزراء فى الاحتفالية:
الأخوة والأخوات أبناء شعب مصر العظيم
أتحدث إليكم من هذا الميدان الخالد.. هذا الميدان الذى تشهد كل بقعة فيه على تلك الأيام المجيدة من تاريخ مصر.. حين هبّت جموع الشعب من كل الفئات والأعمار والتوجهات.. مطالبة بالحرية، والحياة الكريمة، والعدالة الاجتماعية.
أراد الشعب، واستجابت إرادة الله لدعوات المصريين، وانحازت قواتنا المسلحة الباسلة لإرادة الشعب، فتكللت ثورة الخامس والعشرين من يناير بالنجاح.. فأسقطت النظام.. وأنهت عقود من حكم الفرد، مُعلنة بدء مرحلة جديدة من تاريخ مصر، تكون فيها السيادة للشعب، فيختار من يريد ليحكمه، ويسحب منه الثقة إذا ما حاد عن الطريق، أو انحرف إلى مسار يخالف القيم التى قامت من أجلها ثورة يناير.
الأخوة والأخوات
لقد أبهر شعب مصر العالم أجمع على مدار ثمانية عشر يوماً من أيام ثورة يناير، فانحنى الجميع إعجاباً بقدرة هذا الشعب على القيام بثورة سلمية منظمة، تضافرت فيها جهود المصريين، وانصهرت كل فئات الشعب فى بوتقة واحدة، يجمعها يقين راسخ بقدرتها على التغيير.
وفى الثلاثين من يونيه خرجت جموع الشعب من جديد، بعدما أيقنت أن نظام الحكم القائم آنذاك قد حاد عن أهداف ومبادئ ثورة يناير، ومرة ثانية تنحاز القوات المسلحة لإرادة الشعب، فالشرعية للشعب، يمنحها لمن يشاء، وينزعها ممن يشاء.
الأخوة والأخوات
لم يكن لكل هذا أن يتحقق، لولا تضحيات شهداء أبرار سالت دماؤهم الزكية وصعدت أرواحهم الطاهرة إلى ربها، فى كفاحهم لتحقيق الحرية والكرامة.
واليوم ونحن نضع حجر الأساس للنصب التذكارى للشهداء بميدان التحرير، نبعث برسالة إلى شهداء الوطن الأبرار بأن شعبنا لن ينسى تضحياتكم أبد الدهر، فقد خلدتم أسماؤكم بحروف من نور، وضحيتم بأرواحكم من أجل أن تعيش الأجيال القادمة فى عزة وكرامة.
وغنى عن البيان، أن مسار الأحداث بين الثورتين، وكذا ما تلا من أحداث بعد ثورة الثلاثين من يونيه لم يكن بالمسار الهيّن، أو اليسير، إذ أن الطريق إلى الديمقراطية والكرامة كان محفوفاً بالصعاب، حيث سقط العديد من شهداء هذا الوطن فى أحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، وماسبيرو.
كما استشهد من أبناء هذا الوطن جنود من قواتنا المسلحة الباسلة، ومن رجال الشرطة الأبطال، على أيدى جماعات الإرهاب والعناصر الإجرامية والتخريبية، ولهم جميعاً ولأرواحهم الطاهرة نقول "إننا على الدرب سائرون، لنحقق لمصرنا الغالية ما تستحقه من مكانة بين الأمم، كما لن يهدأ لنا بال حتى نقطع أيادى الإرهاب، وندحر قوى التخريب والإجرام، لينعم أبناء مصر أينما كانوا بالأمن والأمان".
كما لا يفوتنى أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى مصابى الثورة، وأسر الشهداء، وأؤكد لهم أن رعايتهم واجب علينا، وأننا لن نتخلى عنهم، وأن مطالبهم تمثل أولوية لدى الحكومة نسعى لتلبيتها بكل ما لدينا من إمكانيات.
الأخوة والأخوات
إن مصر الآن تعيش مرحلة انتقالية بالغة الأهمية، إذ يجرى العمل على صياغة دستور جديد للبلاد، دستور يمثل تطلعات وآمال المصريين جميعا بكل فئاتهم وأطيافهم، ثم يعقب ذلك إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية لتكتمل المؤسسات الدستورية المنتخبة، وفق إرادة شعبية حرة.
من جهة أخرى، تعمل الحكومة على توطيد الأمن والاستقرار وتحقيق سلامة المواطن وحقوقه كأولية أولى، وعلى الصعيد الاقتصادى للاستجابة للمطالب العاجلة والملحة دون أن نغفل المطالب طويلة الأجل والمتمثلة فى إعادة هيكلة الاقتصاد، وتعظيم موارد البلاد، وترشيد المصروفات، وتحسين مستوى المرافق والخدمات، وزيادة الاستثمارات وفرص العمل.
نعم إننا نمر بمرحلة تأسيسية طريقها صعب، لتحقيق ما نصبوا إليه من حرية وعدالة وتقدم، ونحن واثقون من النجاح، واثقون فى أن ما نتحمله الآن سيجعل حاضر المواطن المصرى أفضل من ماضيه، ومستقبله أفضل من حاضره.
أشكركم جميعاً، وأدعو الله أن يكلل جهودنا بالنجاح، إنه على ما يشاء قدير، وهو نعم المولى ونعم النصير، رحم الله أرواح الشهداء وأسكنهم فسيح جناته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لشهداء ثورتى يناير ويونيه..
ننشر كلمة "الببلاوى" خلال وضع حجر أساس النصب التذكارى بـ"التحرير"
الإثنين، 18 نوفمبر 2013 10:51 ص