مسيرة بأدوات المطبخ لأصحاب مطاعم الزمالك للمطالبة بتقنين أوضاعهم

انطلقت صباح اليوم مسيرة لأصحاب مقاهى ومطاعم الزمالك، ومئات من العاملين فيها، جابت شوارع حى الزمالك وهم يحملون أدوات المقاهى والمطاعم من صحون ومقاعد وصوانى وأكواب، فى إشارة رمزية إلى معاناتهم مع البلدية التى تطارد نشاطهم، وتجبرهم على الفرار بشكل شبه يومى حاملين هذه الأدوات.
وترفع المسيرة شعارات تطالب بتقنين أوضاعهم، وتنظيم شروط عملها فى الزمالك بشكل يحافظ على الطابع الخاص للحى، مع عدم الإضرار باستثماراتهم التى تجاوزت 80 مليون جنيه، وتفاديًا لتشريد العاملين الذين يبلغ عددهم ما يزيد على أربعة آلاف عامل وموظف.
الجدير بالذكر، أن أصحاب المقاهى قد حاولوا التفاوض مع محافظة القاهرة للتوصل إلى حل لأزمتهم التى تفاقمت فى الفترة الأخيرة، لكن المحافظ رفض فكرة الحوار، مما اضطرهم إلى التعبير عن مشكلتهم بهذه الطريقة الطريفة، واحتجاجًا على رفض محافظ القاهرة تقنين أوضاعهم.

ويقول عمر أبو زيد، أحد أعضاء رابطة مقاهى ومطاعم الزمالك "على العكس من الصورة التى يعتقدها البعض عنا، نحن نسعى إلى الحفاظ على الطبيعة الخاصة لحى الزمالك الجميل، وبالتأكيد ليس من ضمن أهدافنا تلويث البيئة أو التسبب فى إزعاج السكان الذين نكن لهم الاحترام، لكننا فى الوقت نفسه، نختلف فى قناعتنا عن هذه الطبيعة الخاصة للحى، حيث نعتبرها طبيعة عصرية ومتجددة وجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية، وهنا يأتى دورنا كصناع لهذه الصناعة."
ويضيف أبو زيد، وهو كغيره من أصحاب مقاهى ومطاعم الزمالك شاب لا يتجاوز الخامسة والثلاثين "يجب ألا يكون هناك تناقض بين السعى العام للدولة فى تشجيع الاستثمارات المتوسطة والصغيرة، ومساعدة الشباب فى شق طريقهم بأساليب راقية ومبدعة وبين سعى محافظة القاهرة إلى هدم هذا التوجه تماما ومطاردته، دون نقاش ودون النظر فى إمكانيات حل المشكلة بأسلوب يسع دورنا، ودور الدولة فى حمايتنا."
وكانت رابطة سيدات الزمالك قد نظمت وقفة احتجاجية شارك فيها حوالى 30 من سيدات الحى لمطالبة محافظة القاهرة بغلق جميع مقاهى ومطاعم حى الزمالك، وهو المطلب الذى استجاب له المحافظ على الفور.
ويقول شادى شريف، صاحب أحد المطاعم المشاركة فى المسيرة "نحن نعانى من قوانين وقرارات عتيقة وضعت فى زمن غير الزمن، لخدمة مصالح لم يعد لها وجود، ورسالتنا من هذه المسيرة السلمية الصامتة ليست سوى المطالبة بفتح باب الحوار مع الجهة الإدارية المسؤولة لنصل فى النهاية إلى حلول ترضى الجميع."
وأضاف شريف "لدينا أفكار عديدة للتعبير عن مطالبنا التى نعتبرها مشروعة، وننوى مواصلة هذه الأشكال المبتكرة من الاحتجاج السلمى الهادئ للفت أنظار سكان الحى والجهات الإدارية لموقفنا ولرغبتنا فى تعديله وتقنينه."
ويؤكد عباس الجمال، عضو الرابطة، على عدم تعارض مطالب المقاهى والمطاعم مع مطالب سيدات الزمالك فى الحفاظ على تحضر ورقى الحى ويقول "لا نخرج فى هذه المسيرة لمجرد الاحتجاج، وإنما للتأكيد على دورنا فى صناعة صورة هذا الحى، نحن نرفع لافتة وحيدة تؤكد على أننا نحن أيضا أبناء حى الزمالك، ولكننا الأبناء الذين يحرصون على أن يظل هذا الحى جاذبا وحيويا ومنتجا وخادما للاقتصاد الوطنى بالقدر الذى نستطيعه ونقدر على تطويره."
الجدير بالذكر، أن المسيرة انطلقت من شارع إسماعيل محمد إلى ميدان صديقى مرورا بشوارع أبو الفدا وشجر الدر و26 يوليو والجزيرة، ويسير العاملون فى المسيرة مرتدين ملابس العمل الرسمية فى سلسلة بشرية متحركة.