كشف موقع "ديلى بيست" الأمريكى عن خلاف داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع مصر، ولاسيما بين وزير الخارجية جون كيرى ومستشارة الأمن القومى سوزان رايس.
وقال الموقع إنه قبيل زيارة كيرى الأخيرة لمصر طلبت منه رايس أن يدلى ببيانات قوية عن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى، وفى طريقه إلى القاهرة قرر كيرى ألّا يعبأ بتعليمات البيت الأبيض.
وأضاف الموقع، فى تقرير خاص له، أن التوتر بين رايس وكيرى ظهر للرأى الأسبوع الماضى، عندما وضعت رايس تقييم نقدى للحكومة المصرية، والذى تناقض مع تقييم كيرى بأن مصر على مسار الديمقراطية، وهذا التصدع الذى أصبح معلنا الآن ظل وراء الكواليس على مدار أشهر، ويوضح سياسات البيت الأبيض ووزارة الخارجية المتباينة بشكل ملفت للنظر.
ونقل ديلى بيست عن مشرعين بالكونجرس وخبراء ومسئولين من الحكومتين المصرية والأمريكية قولهم إن هذه المعارك والارتباك الداخلى يعرقلان نهج الإدارة إزاء مصر.
وقال أحد مسئولى الإدارة الأمريكية قوله عن جون كيرى، لا يتفق مع رايس حول أجزاء كبيرة من سياسة واشنطن إزاء مصر واتخذ قرار متعمدا وواعيا بعدم ذكر مرسى فى لقاءاته بالقاهرة، ولم تكن رايس راضية عن هذا، وأكد مسئولان آخران بالإدارة الأمريكية الخلاف بين "رايس" و"كيرى" حول هذا الأمر.
وأشار المسئولان إلى أن الخلاف بين وزير الخارجية ومستشارة الأمن القومى بشأن كيفية معالجة العلاقة المضطربة والصاخبة مع مصر ما هو إلا أحدث مثال على الكيفية التى أدار بها البيت الأبيض نهج السياسة الأمريكية إزاء مصر بطريقة تتعارض مع رغبات وزارة الخارجية والبنتاجون.
وكان "كيرى" امتنع عن ذكر مرسى علنا أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، وقال مسئولون بالإدارة الأمريكية ومصادر مقربة من الحكومة المصرية إن كيرى لم يثر أيضا مسألة محاكمته فى مختلف لقاءاته الخاصة مع المسئولين المصريين.
بينما أبدت رايس ثناء أقل ومزيدا من النصح للحكومة المصرية فى تصريحات لها يوم 13 نوفمبر الماضى، وقالت: "حاولنا أن نبين للشعب المصرى والحكومة المصرية أننا ندعمهم فى انتقالهم مرة أخرى إلى حكم مدنى منتخب".
ويتابع ديلى بيست قائلا إنه قبل أن يختلف كيرى ورايس علانية حول مصر، فإن البيت الأبيض والخارجية الأمريكية اشتبكا بشكل سرى حول سياسة الإدارة إزاء القاهرة، وخلال مراجعة الإدارة للمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، والتى استمرت على مدار أشهر، ضغطت الخارجية والبنتاجون داخليا للحفاظ على معظم المساعدات، بينما أصر البيت الأبيض على تعليق أغلب المساعدات العسكرية، وربط مزيد من التقدم بالحكومة المصرية.
ونقل ديلى بيست عن أحد الخبراء المتخصصين فى الشأن المصرى، والذى يرتبط بعلاقات وثيقة بوزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل، قوله إن هناك خلافات حقيقية فى النهج الأساسى إزاء مصر بين سوزان رايس وجون كيرى، فلم يكن ليكون هناك أى وقف للمساعدات على الإطلاق لو كان الأمر بيد جون كيرى وتشاك هيجل.
ويوضح ديلى بيست أن رايس التى أمضت الجزء الأكبر من حياتها فى التعامل مع أفريقيا لديها سجل طويل من التأكيد على حقوق الإنسان والمخاوف المتعلقة بالديمقراطية، بينما يميل كيرى إلى الدبلوماسية الاقتصادية والتواصل مع الأنظمة التى ربما لا تكون فى أفضل سلوك لها، ويرتبط هيجل بعلاقات وثيقة مع قادة الجيش المصرى، إلا أن العديد من المسئولين قالوا أيضا "إن الخلاف يأتى من انحياز الخارجية الأمريكية المؤسسى نحو العمل مع الحكومات الموجودة فى السلطة والحفاظ على علاقات مهمة".
وفى القاهرة اتبع كيرى توصية منظومته البيروقراطية الخاصة بعدم ذكر اسم مرسى، كما أن السفارة الأمريكية فى القاهرة، والتى تخشى على أمنها منذ هجمات 11 سبتمبر 2012، تشعر بقلق أيضا من الإدلاء ببيانات قوية بشأن محاكمة مرسى، بينما يصّر البيت الأبيض على أن كل أقسام الإدارة الأمريكية تشارك الهدف العام وهو مساعدة مصر.
ومن جانبه، قال باتريك فينترل، المتحدث باسم رايس لديلى بيست إن فريق الأمن الوطنى بأكمله بما فيهم السفيرة رايس ووزير الخارجية جون كيرى والدفاع تشاك هيجل يعملون من أجل تنفيذ سياسة أوباما فى مصر، وهى تشجيع الانتقال نحو حكم مدنى منتخب وشامل، والحكومة المؤقتة الحالية وضعت خارطة طريق واضحة لإعادة مصر نحو الحكم الديمقراطى، ونحن فى مختلف أنحاء الإدارة نعمل مع قادة مصر لتشجيعهم بقوة على الوفاء بالتزاماتهم.
ومع ذلك يقول مسئولون وخبراء إن سياسة الإدارة الأمريكية إزاء مصر تعيقها ليس فقط التوترات الداخلية، ولكن أيضا كونها قائمة على رد الفعل ودون إستراتيجية طويلة المدى يحددها الرئيس أوباما.
وفى مصر يتلقى المسئولون رسائل متباينة من الأجزاء المتنوعة للحكومة الأمريكية لما سبب الارتباك وهم يحاولون تحديد رد الفعل إزاء الإجراءات الأمريكية الأخيرة، فعلى سبيل المثال لم تخبر الإدارة الأمريكية مصر ما يجب أن تفعله تحديدا لرفع التعليق الجزئى للمساعدات، حسبما أفاد مصدر مقرب من الحكومة المصرية.
وأضاف المصدر "إنهم يتلقون رسائل مختلفة من أشخاص مختلفين فى واشنطن، وهناك ارتباك فى مصر بشأن ماهية السياسة الأمريكية، فهناك غموض وسياسة غير واضحة".
ديلى بيست: انقسام داخل الإدارة الأمريكية حول مصر.. مستشارة الأمن القومى طلبت من كيرى الحديث عن محاكمة مرسى لكنه رفض.. مسئولون: وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين عارضا تعليق المساعدات لمصر
الإثنين، 18 نوفمبر 2013 08:53 م
جون كيرى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
كل مصرى يسأل نفسة اية سبب دعم امريكا وخوفها من محاكمة تنظيم الاخوان ؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مرفت
خليك في حالك
عدد الردود 0
بواسطة:
د.منير
مسرحية - مسرحية
عدد الردود 0
بواسطة:
EMANFAWZY
قلق امريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد فخر الدين المصرى
رآيس خرساء وعمياء وبكماء