نبه د. سليم الجبورى نائب الأمين العام للحزب الإسلامى العراقى رئيس كتلة الوسط فى البرلمان إلى أن التيار الصدرى الشيعى، الذى تأسس فى العام 2003 بعد احتلال العراق، بات يزحف بهدوء لمفاصل الدولة.
جاء ذلك، اليوم، الاثنين، فى الورقة التى عرضها الجبورى، أمام مؤتمر "حركات الإسلام السياسى فى الوطن العربى..التحديات والآفاق"، المنعقد حاليا فى عمان لليوم الثانى على التوالى، بعنوان "تجربة حركات الإسلام السياسى فى السلطة والحكم..العراق نموذجا".
وأظهرت الورقة أن حركات الإسلام السياسى الشيعى تحظى بالدعم الإيرانى فى الوقت الذى يتعرض فيه الانسجام بين القوى الإسلامية للضعف، والعمل السلمى المجرد للابتزاز، علاوة على عدم وجود تحالفات سياسية إستراتيجية بين هذه القوى، وارتفاع منسوب خجل الخطاب الإسلامى وعدم ارتقائه لخطاب الدولة.
وأفادت بأن التيار الصدرى الشيعى بات يضم تيارات واسعة من الشيعة باعتباره حركة مرجعية أكثر منها سيادية، كما كان له دوره فى تشكيل ميلشيات عسكرية فى العام 2006 قبل صدور قرار من مقتدى الصدر بحل جيش المهدى، وشارك بالانتخابات وحصل على 30 مقعدا من أصل 130 مقعدا فى عام 2007 مقابل 40 مقعدا عام 2010، حيث يعتمد على الوجوه الشابة.
وعرضت الورقة لمرحلة وصول إسلاميى العراق إلى السلطة بعد عام 2003، وتبوأ الحركات الإسلامية مقاليد الحكم ودورها فى تفعيل المعارضة الداخلية والخارجية قبل الغزو الأمريكى للعراق، وتشكيل العقل السياسى الإسلامى.
وتناولت أفكار ومواقف حركات الإسلام السياسى فى العراق، حيث عرضت تجربة حزب (الدعوة الإسلامى الشيعي) الذى تأسس عام 1957 وتناولت مراحل مواجهاته مع النظام فى العراق وانتقاله من الصراع الثقافى إلى الصراع المسلح عام 1979 بعد تأسيس جناحه العسكرى فى ذلك العام وتلقيه الدعم من النظام الإيرانى وقتها، موضحة أن فقدان الحزب للتعاطف الشعبى جاء بسبب وقوعه فى العديد من الأزمات بسبب تسلمه للسلطة بعد عام 2003.
وتطرقت الورقة لتجربة المجلس الأعلى الإسلامى العراقى "الشيعي" الذى تأسس عام 1983 وفقا لخلفية عسكرية بعد تزايد الأسرى العراقيين لدى إيران وسعيه (المجلس) لبناء علاقات حميدة مع إيران ودول الخليج فى ذات الوقت وعدم مشاركته فى أية وزارة حاليا بعد أن كان مسيطرا على الوزارات السيادية عام 2007.
وتناولت تجربة الحزب الإسلامى العراقى الذى تأسس عام 1960 ومنعه من مزاولة نشاطه، واعتقال الكثير من قياداته قبل معاودته مزاولة النشاط السياسى سريا فى التسعينيات، وإعادة تشكيله فى الخارج على يد إياد السامرائى، وعودته للعمل من داخل العراق عام 2004 ومشاركته فى حكومة إياد العلاوى.
وأظهرت الورقة التزام هذا الحزب السنى للعمل السياسى، وحمله لفكر الإخوان المسلمين ومشاركته فى الحكم وسعيه لتحقيق التوازن بين المكونات العراقية المختلفة، وتعزيز الوحدة الوطنية وتبنيه مواقف جريئة فى القضايا السياسية ورؤيته حول إزالة الاحتلال بالتزامن مع إعادة بناء الدولة.
ونبهت إلى أن الحزب تعرض لعدد من الهزات منها انسحاب بعض قياديه، وضعف الدور الأمنى وطغيان العمل المسلح، وتعرضه لهجوم من قبل الأحزاب العلمانية والاعتداء على مقراته وأفرداه.ولفتت إلى رفض الاتحاد الإسلامى الكردستانى – يحمل فكر الإخوان المسلمين – التعامل مع الاحتلال الأمريكى ورؤيته بأن ممارسة السلطة تكون بأسلوب ديمقراطى بعيدا عن الديكتاتورية ودوره المهم بين أحزاب المعارضة داخل إقليم كردستان.
وانتقلت الورقة إلى تقييم مشاركة حركات الإسلام السياسى العراقية فى الحكم، حيث استعرضت التحديات كالوضع الاجتماعى والنزاع المسلح، وعدم وجود أحضان شعبية للعمل الإسلامى السنى.
الحزب الإسلامى بالعراق: التيار الصدرى الشيعى يزحف بهدوء لمفاصل الدولة
الإثنين، 18 نوفمبر 2013 11:06 ص