تناولت صحيفة الجارديان البريطانية صباح اليومن ملفا كاملا عن الكاتبة البريطانية دوريس ليسنج، وذلك عقب إعلان رحيل ليسنج الحائزة على نوبل 1994 مساء أمس الأحد على لسان ناشرها .
قالت مارجريت آتوود، كاتبة التقرير الثقافى على الجارديان إنها التقت بـ"ليسنج" أكثر من مرة، وكانت امرأة حادة الملاحظة، وثاقبة الرؤية وكانت تعانى دومًا من آلام المعدة والعصبية، لكنها دائما ما كانت مشغولة الفكر مرددة أنها لم تحصل من الحياة على المتعة بقدر ما حصدت الألم .
تقول مارجريت، إن ليسنج كانت لديها طاقة عالية كمن يقود سيارة بجنون، ويحدث شرارة بالرصيف، سخطت فى مقتبل حياتها على التعليم الرسمى وعلى النظام الأسرى برمته، وتركت التعليم الثانوى لتعمل مربية أطفال ثم عاملة تليفونات، ثم بائعة وسائقة، وكاتبة على الآلة الكاتبة فى النهاية، كانت قد ثقفت نفسها بنفسها، وأسست مفاهيمها عن الحياة من الصفر، تزوجت ليسنج مرتين، واستنتجت أن الزواج لا يصلح لامرأة عملية وكاتبة، نشرت بشكل دورى ولم تنقطع عن الكتابة تحت أى ظرف بداية من عام 1949، عندما كتبت روايتها الأولى " العشب يغنى" حتى بعد أن حصلت على نوبل استمرت فى الكتابة حتى عام 2008، عندما نشرت رواية "الفريد وإيميلى"، ولم تتوقف ليسنج عن نشر قصصها حتى قبيل وفاتها بشهور فى الصحف والمجلات الدورية .
وأضافت "مارجريت" دافعت ليسنج عن حقوق النساء دون الشكوى من ظلم الرجال والوقوف فى وجه البيض ضد ظلمهم للسود، ووصفت دولة روديسا بالدولة العنصرية حتى منعت من دخولها مدة لا تقل عن عشرين عاما.
ليسنج وسيمون دى بوفوار :
وقالت مارجريت، إن ليسينج كانت شبيهة سيمون دى بوفوار فى بريطانيا بحسب ما وصفتها مارجريت، يقول النقاد إن ليسنج كانت تكتب بمنتهى الحماسة بكامل قلبها وروحها وبكل قواها، كانت أكثر الكتاب الذين احتاطوا من الشيوعية الستالينة، وممن نبهوا بخطر القتل والحروب، وكانت لها مقولات بليغة فيها هذا الشأن منها " ما يثير اشمئزازى هو أن أرى أن الطريقة التى تثيركم جميعًا هى لحظة نشوب الحرب" ، "لقد شكلتنا الحرب جميعاً فشوهتنا، لكن يبدو أننا ننسى"
وأضافت، كانت المعادل الموضوعى لسيمون دى بوفوار رغم أنهم لم يلتقيا لكن كلاهما دافعا عن حق المرأة، وانخرطا بالسياسة والأدب وبنيا أمجادهما من لاشئ .
دور يس ليسنج التى حصدت الجوائز الدولية، ووسام الشرف من الطراز الرفيع من ملكة بريطانيا، وجائزة نوبل فى الآداب، ودرع النمسا كان رحيلها مساء أمس "صدمة" غير متوقعة، هزت الوسط الثقافى والمجتمع الإنجليزى مساء أمس .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة