وثائقيات عربية تنافس على جوائز "المهر العربى" فى "دبى السينمائى"

الأحد، 17 نوفمبر 2013 01:17 م
وثائقيات عربية تنافس على جوائز "المهر العربى" فى "دبى السينمائى" أحد الأفلام الوثائقية المنافسة
كتبت علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت إدارة "مهرجان دبى السينمائى الدولى"، اليوم الأحد، عن القائمة النهائية للأفلام الوثائقية العربية المُرشّحة فى الدورة العاشرة للمهرجان، للتنافس على جائزة "المهر العربى للأفلام الوثائقية"، التى تتضمّن جائزة أفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل مخرج وثائقى. هذه المسابقة التى تأسّست فى 2006، للاحتفاء بمواهب وإبداعات السينما العربية، وعرضها على أوسع نطاق للجمهور وصانعى السينما، عبر الاستفادة من مكانة المهرجان إقليمياً وعالمياً، وسوف يتمّ الإعلان عن الأفلام الفائزة خلال الحفل الختامى للدورة العاشرة، التى تُقام خلال الفترة من 6- 14 ديسمبر 2013.

وقال مسعود أمرالله آل على، المدير الفنى لـ"مهرجان دبى السينمائى الدولى": "إن قائمة الأفلام الوثائقية العربية، التى تمّ اختيارها للتنافس على جوائز "المهر العربى"، فى الدورة العاشرة، هذا العام، ويؤكد على قدرة الأفلام الوثائقية على الاستفادة من الرؤى الشخصية، والتقنيات التجريبية، لسرد روايات واقعية.

وأضاف: "حظيت الأفلام الوثائقية بحضور قوى فى العالم العربى، وقد شهدت تطوّرات جذرية، مع حالة الحراك العربى، لم تكن متوفرة فى السابق، حيث تمكّنت من إبراز ملامح تلك المتغيرات، بكل جرأة.

وتعكس الوثائقيات التى يعرضها المهرجان هذا العام مختلف جوانب المجتمع، من وحى الشارع العربى، وتتميز بثراء فحواها، وتطرّقها لعدد من المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، المتداخلة، التى شكّلت ملامح المنطقة، خلال العقود الماضية وحتى اليوم.

وتشهد المسابقة، هذا العام، مشاركة المخرجة سارة فرانسيس بفيلم "طيور أيلول"، الذى يستكشف شوارع بيروت، من خلال كاميرا داخل شاحنة. على طول الطريق، يجلس بعض الأشخاص داخل الشاحنة، ليعبروا عن شعور، أو حالة ما. كل واحد منهم هو عبارة عن وجه وجسم وصوت ومشاعر ووجهة نظر وذاكرة. اعترافاتهم صادقة وحميمة، سرعان ما تفرغ العربة، وتطوف بيروت، بحثاً عن شىء، أو شخص ما.

أما "حبيبى بيسّتَنّانى عند البحر" للمخرجة ميس دروزة، فيروى قصة المخرجة، التى قامت لأول مرة برحلة عودة إلى وطنها فلسطين، لقد غادرت عزلتها، ولحقت بحبيبها حسن، الذى لم تلتقِ به أبداً، "حسن" الفنان الفلسطينى الذى كشف لها النِقابَ عن عالم مثالى جميل. فى أرض مجزّأة مغمورة بسنوات طويلة من النضال، وجدت ميس حبها الوادع، ينتظرها فى وطن محمى ومتماسك بفضل فلسطينيى اليوم، أولئك الفلسطينيون الذين تصدّوا لواقعهم اليومى، دون اكتراث لحاجاتهم الشخصية، من خلال التشبّث بأحلامهم.

ومن مصر، يحضر المخرج محمد القليوبى، بفيلمه "اسمى مصطفى خميس"، الذى يفتح للمرة الأولى ملفاً غامضاً، ظلّ مغلقاً أكثر من ستين عاماً، منذ ثورة يوليو 1952، رغم تأثيره العميق على تاريخ مصر المعاصر، والثمن الفادح الذى دفعه الشعب المصرى نتيجة لهذا الحدث، الذى حاول البعض التقليل من قيمته، وحاول الكثيرون من الساسة فى مصر المعاصرة وغضّ الطرف عنه. يعود الفيلم إلى "كفر الدوّار"، التى شهدت، بعد ثلاثة أسابيع فقط من قيام ثورة يوليو، إضراباً سلمياً لعمال مصنع غزل النسيج، فكانت نهايته دامية، بشكل مفجع.


ويتطرّق فيلم "البحث عن ساريس"، للمخرجة جنان كولتر، لقضية فلسطين فى الماضى والحاضر، وشهادات المُصمّمين على العودة، حيث تتنقل الكاميرا إلى مخيم قلنديا للاجئين فى الضفة الغربية، ورحلة بالسيارة مع ثلاثة من اللاجئين، فى قالب من الاستعارة القوية، التى تعكس الضياع، ومحاولة استكشاف الماضى.

ننتقل إلى لبنان، ونساء سجن بعبدا، اللواتى يشكّلن المحور الأساسى لفيلم "يوميّات شهرزاد"، الذى تمّ تصويره أثناء جلسات العلاج بالدراما والمسرح، التى أقامتها مخرجة الفيلم زينة دكاش عام 2012، داخل السجن. تغوص السجينات فى أعماق تجاربهنّ الذاتيّة، وتُعبرّن عن صعوبة حياة المرأة فى مجتمع تحكمه العقلية الذكورية، من خلال تقديم أول عمل مسرحى داخل أسوار سجنٍ نسائى عربى.

ومن أجواء الصراعات والمعاناة، إلى الغناء الشعبى الذى تتميز به الأحياء الشعبية فى مصر، وفيلم "اللى بيحب ربنا يرفع ايده لفوق" للمخرجة سلمى الطرزى، الذى تسجّل من خلاله إحدى طفرات هذا اللون الغنائى الشعبى، الذى لم يكن يتقبّله الكثيرون فيما سبق، ولكنه أصبح، بعد الثورة المصرية، الموضةَ الموسيقية الجديدة، ولفت انتباه وسائل الإعلام. أوكا وأورتيجا ووزة، هم ثلاثة من أشهر نجوم هذا النوع من الموسيقى، وقد وجدوا أنفسهم ضيوفاً فى برامج التليفزيون، وأصبحوا يقدّمون عروضهم للصفوة. يطرح الفيلم السؤال: هل سيحتفظ هؤلاء بهويتهم فنانين مستقلين، أم تبتلعهم صناعة الموسيقا السائدة؟

تأخذنا المخرجة سارة إسحق، فى فيلم "بيت التوت"، فى رحلة إلى حياتها الشخصية. عندما كانت فتاة يافعة، لم تعد تطيق العيش تحت وطأة ضغوط الحياة فى اليمن، فقرّرت، وهى ابنة لأب يمنى وأم اسكتلندية، الرحيل إلى اسكتلندا، حيث تعيش والدتها. كان لوالدها شرط وحيد، هو أن تحافظ على هويتها اليمنية.


نعود مجدداً إلى مصر، وفيلم "الميدان" للمخرجة جيهان نجيم، التى ترصد من خلال عدستها، تلك التحولات الاجتماعية التى طرأت على مصر، بعد الإطاحة بدكتاتورية استمرت لأكثر من 30 عاماً، ثم تبعتها بإطاحة ثانية لحكم محمد مرسى فى صيف 2013. يتتبع الفيلم مجموعة من اليافعين الثوار، الذين لا يمتلكون سلاحاً، سوى هواتفهم المزودة بكاميرات، وشبكات التواصل الاجتماعى، وإرادة وتضحية، للتحرّر من قيود القمع كافة.

ويشارك فيلم "موج" للمخرج أحمد نور، الذى يعتبر فيلماً وثائقياً شخصياً، تمّ تصويره فى مدينة السويس خلال الثورة المصرية، حيث حصلت تلك المدينة الباسلة على نصيب أوفر من التغطية الإعلامية، بالمشاركة مع ميدان التحرير. يروى المخرج خمس فترات من حياته هناك، تمثّل خمس موجات خاصة فى حياته وحياة جيله وعمر مدينته.

أما فيلم "الحى يروّح"، للمخرج التونسى محمد أمين بوخريص، فيعود إلى يناير 2011، والانتفاضات الشعبية فى تونس، والدموية فى عدد من بلدان العالم العربى، ضدّ الأنظمة المستبدّة. يُلاحق الفيلم ستة من مراسلى الحروب، أولئك الذين على موعد مع التاريخ، لا يمكن لهم التغيّب عنه، فهم جنود الخفاء الذين يسعون إلى توفير المعلومة، والصورة الحيّة، التى نحتاجها لمعرفة ما يدور فى العالم، بما فى ذلك أقسى الصور. إنّهم مراسلون ومصوّرون مختلفون عن غيرهم، فهم عيوننا وآذاننا فى قلب الحدث، مهما كان مروّعاً، معرّضين حياتهم للخطر فى كل لحظة. مراسلو الحروب الذين تابعنا مغامراتهم فى أقصى درجات الخطر، بدءاً من تونس ثم مصر وصولاً إلى ليبيا وسوريا. بعضهم تعرّض لطلقات الرّصاص، والبعض الآخر لقى حتفه فى قلب المعركة، ما هى دوافع هؤلاء المراسلين؟ ينقلون لنا صوراً غريبة وأحياناً مفزعة من قلب الحروب ومع ذلك لا نعرفهم. هذا الفيلم يحاول الاقتراب منهم، ورصد شهاداتهم، وتناقضاتهم، وخصوصاً إنسانيتهم.
وفى إطار عائلى بأبعاد تاريخية يتناول المخرج فيليب عرقتنجى الأحداث السورية فى "ميراث"، حيث يُجبر هو شخصياً للمرة الثالثة على مغادرة وطنه، فيثير ذلك فى نفسه تساؤلات وتأملات.

وكيف واصلت عائلته على مدى خمسة أجيال الهرب من الحروب، فيعود إلى محاولة اكتشاف أصوله، ابتداء من سقوط الدولة العثمانية، مروراً بتأسيس إسرائيل، والحرب الأهلية اللبنانية.

ويتطرّق "لوبيا حمرا"، الوثائقى المُبتكر، للمخرجة الجزائرية ناريمان مارى بن عامر، لقضية الصراعات التى استهلكت قدرات الجزائر عقوداً من الزمن، من خلال تجسيد تلك الحقبة، عبر مشاهد يرسمها الأطفال، من خلال وهمهم البرىء.

أما "الواد، الواد"، للمخرج عبدالنور زحزاح، فيتتبع نهر "الواد" العظيم، من منبعه عند قمم سلسلة جبال أطلس، فى بليدة، إلى مصبه على البحر المتوسط، على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة الجزائرية. يستكشف الفيلم مختلف الوجوه الجزائرية، وثراء العلاقة الإنسانية والعادات والتقاليد.

فيما تأخذنا المخرجة دليلة النادر، فى "صوت المدينة"، لسماع حسّ كازابلانكا الخافت كل ليلة، عند عتبة بيت أحد سكانها، ليخبرنا عن ما يربط هذه المدينة بالشخصية التى تُقدّم لنا. يرصد الفيلم الحياة اليومية لشخصياته، لتخبرنا عن ما له علاقة بواقعهم، مثل الهجرة غير الشرعية، وحياتهم الجنسية، والبطالة، ولينتهوا جميعاً متسائلين السؤال نفسه: كيف للحياة أن تكون أفضل بين بلدان الشمال والجنوب؟. سيختلط الواقع بالسحر ليبنى دراما هذا الفيلم، كاشفاً لنا وجهاً إنسانياً عابراً للقارات.

إلى مجتمع عربى آخر، يعانى الكثير من الأزمات الاجتماعية، وفيلم "أرق"، للمخرجة اللبنانية ديالا قشمر، الذى تدور أحداثه حول خلية شبّان مهمشين، يُطلق عليهم تسمية "زعران حى اللجا"، ويرسمون ملامح شارع شعبى فى بيروت، يتناقض بين الالتزام والفوضى، والشجاعة والخوف، وبين الشهامة والعنف، وبين العقيدة أو الانحراف.




















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة