نرصد أحزان "أم" فقدت ابنها برصاصة من جانب بلطجية مسلحين بالوراق.. قالت: الجناة اقتحموا الشارع للانتقام من"عجوز" فقتلوا ابنى بلا ذنب وهربوا حاول إنقاذ طفليه من الموت فحصدوا روحه.. وأولاده بقوا أيتام

الأحد، 17 نوفمبر 2013 03:01 م
نرصد أحزان "أم" فقدت ابنها برصاصة من جانب بلطجية مسلحين بالوراق.. قالت: الجناة اقتحموا الشارع للانتقام من"عجوز" فقتلوا ابنى بلا ذنب وهربوا حاول إنقاذ طفليه من الموت فحصدوا روحه.. وأولاده بقوا أيتام الأم الثكلى تحمل قميص ابنها الملطخ بدمائه
كتب:بهجت أبو ضيف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك حيث الدماء تسيل بلا ذنب، قتلى وجرحى تختلط دماؤهم بالتراب، يسقطون واحدا تلو الآخر بلا هوادة، تدور الأحداث .. المشاغبون الذين يتقلدون دائما دور البطولة، سطوتهم وقوتهم تحولهم إلى جناة، بينما آخرون يدفعون الثمن، تساعدهم طيبتهم كثيرا وقلة حيلتهم وعجزهم عن الدفاع عن أنفسهم أحيانا، فى إتقان دور المجنى عليهم، لا يعرفون إلا الشكوى، ينتظرون نجدتهم، إلا أن تلك النجدة تتأخر كثيرًا وأحيانا أخرى لا تأتى أبدا.

فى "الوراق" الحى الشعبى الذى ينتمى إلى محافظة الجيزة، وقعت جريمة قتل الضحية فيها لا ناقة له ولا جمل فى أحداثها، سوى أنه حاول إنقاذ طفليه من الموت، حيث تدور حرب الشوارع، بين بلطجية مسلحين وبين سكان شارع يدافعون عن أنفسهم من الموت، الذى حضر إليهم يرغب فى اقتحامهم وحصد الأرواح منهم على يد هؤلاء البلطجية.

المجنى عليه "عمرو سيد محمد" شاب فى الثلاثين من عمره، متزوج منذ 7 سنوات، له من الأبناء اثنان، أكبرهما يبلغ 6 سنوات بينما الأخر ما زال فى الرابعة من عمره، يقيم بشقة بعيدا عن الشارع الذى شهد الأحداث، لكنه كما تعود دائما ومنذ زواجه، يزور والدته مع كل مساء أثناء عودته من عمله قبل توجهه إلى مسكن الزوجية، يطمئن عليها، يحضر لها حقنة الأنسولين للحفاظ على نسبة السكر فى دمها حتى لا تصاب بغيبوبة "السكر"، يجهز لها طعامها، بينما هى تودعه بسيل من الدعاء"ربنا يكرمك ويرزقك من حلاله، ربنا يوقف لك ولاد الحلال، ربنا يرزقك الذرية الصالحة يابنى".

تكفيه تلك الدعوات التى كان يتلقاها من والدته ويصفها لزوجته وأصدقائه بقوله"أنا عايش ببركة ودعاء أمى"، وموعد حضوره إليها أصبح ثابتًا، ولا يتأخر عنها مهما تكن ظروفه.

فهى تعيش بمفردها بعد سفر ابنها الأصغر للعمل كسباك بالقرى السياحية الجديدة، حتى جاء اليوم الذى أطاحت أحداثه بسكون تلك الأسرة البسيطة، حيث كان يجلس بجانب أمه فى شقتها الصغيرة بالطابق الثانى بشارع الشهيد الطيار عبدالله، وفجأة يشق الهدوء الذى يسيطر على الشارع صوت وابل من الأعيرة النارية التى تخترق الحوائط وتبحث عن البشر.

يسرع هو لاستطلاع الأمر من النافذة، يشاهد عددا من الأشخاص تظهر على وجوههم علامات القسوة والرغبة فى الانتقام، يتذكر فى لحظات أن طفليه اللذين أحضرهما لزيارة جدتهما يلهوان بالشارع، يسرع لإنقاذهما قبل أن يصيب الرصاص جسدهما، وفى ثوانٍ معدودة كان بالشارع، إلا أنه تحول إلى جثة، حيث اختلطت دماؤه بالتراب، سقط دون أن ينطق بكلمة يودع بها والدته وطفليه وزوجته، التى كانت تنتظره يعود إليها بالأمل فى الحياة مثل كل مساء.

يستكمل المسلحون إطلاق الرصاص، ويخرج سكان الشارع لمواجهتهم، عبوات الزجاج والعصيان الخشبية سلاحهم الوحيد أمام فوهات الأسلحة، يصاب منهم من يصاب ويهرب الجناة، ينقل الأهالى جسد "عمرو" ملطخا بالدماء، يحاولون إسعافه إلا أن روحه قد صعدت إلى السماء.

تحريات فريق البحث الجنائى الذى شارك فيه اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، واللواء مجدى عبد العال مدير المباحث والعميد محمود خليل رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة توصلت إلى أن سبب نشوب تلك الأحداث، اصطدام سائق توج توك يدعى "عمرو .د" بعجوز أثناء سيره بالشارع ونشوب مشادة كلامية بينهما مما دفع ابن العجوز للاعتداء على السائق بالضرب، ليستعين السائق بأنصاره من البلطجية الذين أطلقوا الأعيرة النارية بعشوائية على الشارع الذى يقيم به العجوز وابنه للانتقام منهم.

يلقى رجال المباحث القبض على اثنين من المتهمين وهما :"حسن فلس" و"سامى البولاق" ويفر باقى الجناة هاربين.

"اليوم السابع" التقت والدة المجنى عليه، سيدة عجوز أتى مرض السكر على أطراف قدميها، تجاعيد الزمن ترسم على وجهها، تحكى عن ابنها الذى فقدته قائلة"أنا عايشة لوحدى بعد "عمرو" ما مات، كان مالى عليا دنيتى، ابنى الكبير وهو المسئول عنى، كان دايما يقولى متشيليش هم ياحاجة، طالما أنا موجود، أنتِ الخير والبركة"

أضافت: "يوم الحادث كان موجود معايا بيحضر لى حقنة الأنسولين، وولاده سيد وسيف كانوا بيلعبوا فى الشارع، فجأة لقينا ضرب النار فى كل مكان فى الشارع، وهو خاف على أولاده وجرى عشان يلحقهم، ومن ساعتها مشفتوش تانى، أستنيت عشان يرجع تانى لكن لقيت جيرانى بيقولولى إنه اتصاب وراح المستشفى، لكن أنا حسيت إنى مش هشوفه تانى، وبعدين عرفت أن "عمرو" مات".

وتواصل والدة عمرو :"ابنى كان غلبان وكان شغال الصبح فى شركة بالوراق وبعد الضهر شغال فى مطعم عشان يلاحق على مصاريف أسرته ومصاريف علاجى، ولاده دلوقتى بقوا أيتام ومحتاجين حد يصرف عليهم، وأنا مش عارفه هعمل إيه، البلطجية انتشروا فى كل مكان ومحدش قادر عليهم، نفسى الشرطة ترجع زى ما كانت عشان تقبض عليهم، لكن للأسف مفيش فايدة، مش باقى لى غير قميص "عمرو" اللى فيه دمه، وصورته اللى بنام وهى فى حضنى، نفسى أشوفه فى الحلم عشان وحشنى، ومش عارفة أعمل إيه".

شقيق المجنى عليه يستكمل حديث والدته بعد أن انهارت فى البكاء قائلا:" البلطجة عندنا فى الوراق بقت فى كل مكان، وتجار المخدرات والسلاح منتشرين فى الشوارع، البلطجية اللى قتلوا أخويا فى ناس منهم متقبضش عليها، وبيهددونا عشان نتنازل عن القضية، الناس دى معروفة لضباط المباحث، ونفسنا يقبضوا عليهم علشان نخلص منهم والمنطقة تنضف منهم".
















مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة