مصطفى إبراهيم يكتب:مشاعرك الصغيرة

الأحد، 17 نوفمبر 2013 02:27 ص
مصطفى إبراهيم يكتب:مشاعرك الصغيرة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى فراغات الروح ومساحات النبض.. هناك دائماً قلباً صغيراً ينبض من داخلك، يحيل الظلام الدامس إلى نور يشع بالأمل.. إنها مشاعر تراكمت بداخلك بين ركام السنين، وتحت أنفاق الماضى الدفين، وبين سطور ذكرياتك الماضية.. إنها مشاعرك الصغيرة التى تمضى معك وتنمو وتكبر معك، إنها مشاعرك الراسخة فى أعماقك، بدأت معك منذ براءة طفولتك الطاهرة، وحب الناس لك.. إنها مشاعر أشبه باللوحة البيضاء النقية التى تكتب فيها عمرك بنبضات قلبك وليست بالحبر والقلم.

كثيراً من مشاعرك ترجع إلى أشيائك الصغيرة التى كنت تفعلها وأنت طفلاً صغيراً.. كراسات واجباتك والشخبطة وحقيبة مدرستك المتسخة، إنها بالفعل أشياء بسيطة لكنها راسخة متجدزة فى أعماقك، وترفض الرحيل عن خاطرك، فتجدها تقفز فى عقلك بين الحين والحين، فتبتسم عندما تتذكرها، وتشعر بارتياح وبعضاً من السلام النفسى والروحى.
إنها مشاعر الحنين لطفولتك البريئة، وشقاوة صباك، ومراهقتك العذراء المغلفة بالأمانى الجميلة، إنها تذكرك بمن علموك معانى النجاح بفطرتهم السليمة حتى أصبحت تلك المشاعر تجرى فى شرايينك وتترأى لك صورا أمام عينيك، لتعود بك إلى الزمان الطيب، والمكان الهادئ هناك حيث كنت.

إنها مشاعر تجعل ابتسامات الأمل تعلو وجهك حين تعود بالزمن إلى حيث كنت تجيد فن الإنصات للكبار، وتجالس الحكماء للبحث عن كل الطرق للإرتواء والاستزادة من المعرفة الحقة التى تشكل وجدانك، حين كنت تعانق الليل حتى ترى نور الصباح.

إنها بالفعل مشاعرك الصغيرة فى رحلة العمر التى بكيت فيها من أشياء، وضحكت فيها من أشياء، فكانت المواقف بمثابة العبرة والاعتبار.. يا الله ما أجمل مشاعرنا الصغيرة المخبئة تحت جلدنا، وتحت وسادة ذكرياتنا التى لا يعلمها إلا الله! حين نتذكرها ونقرؤها يأخذنا الحنين لنتسامر معها عندما نشعر بالضيق وظلم الناس والسنين.

ما أجمل تلك المشاعر، وما أنقاها، وما أحجونا إليها بعد أن تلوثت النفوس، ولم يعد الزمان هو الزمان، ولا المكان هو المكان.. دعونا نسترجع ما مر بنا من شريط العمر لنتذكر دائماً مشاعرنا الصغيرة حتى تبقى نفوسنا متعلقة بالطهر والنقاء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة