حذر رئيس الوزراء الأردنى الأسبق طاهر المصرى من أن هناك محاولات وصفها بـ"خبيثة" تعمل على تأجيج الصراع العلنى والخفى بين المسلمين السنة والشيعة، قائلا: "إن هذا الصراع يجد من ينميه ويطور أدواته للحد الذى يجعل منه صراعا ومواجهة فى هذا الإقليم.. وهو صراع يلبس لبوس الدين للقومية فى جانب ولبوس القومية للدين فى جانب آخر".
ونبه المصرى – فى كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر حركات الإسلام السياسى فى الوطن العربى. .التحديات والآفاق) الذى بدأ صباح اليوم فى عمان – إلى أن ما يشهده العالم اليوم من بؤر صراع وتوتر هو فى حقيقة الأمر صدام حضارات وثقافات وسلاحه الخفى هو الدين.
وأفاد بأن إسرائيل تعد الدولة التى سوقت نفسها ولا تزال، وذلك باعتبارها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى المنطقة وهو ادعاء باطل. . مشيرا إلى أن نهج الحكم فى هذه الدولة يقوم على الوصول لمرحلة يهودية الدولة أى أن تصبح إسرائيل دولة لليهود دون سواهم من أتباع الديانات الأخرى، وطمس وإلغاء الهوية العربية والإسلامية فى فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
ولفت المصرى- رئيس مجلس الأعيان الأردنى السابق- إلى أن نهج الحكم فى إسرائيل يقوم أيضا على الإيحاء بالتقارب بين المسيحية والتوارة القديمة فى محاولة خبيثة وخطيرة لاستقطاب المسيحيين الجدد لعزل الإسلام والمسلمين، ومن ثم إحداث التباعد بين المسلم والمسيحى العربيين.
وقال إن كل ذلك يحدث ونحن المسلمين فى صراع دائم يكفر بعضنا البعض.. ويتكاثر الأوصياء على الدين..ويتكاثر الصدام والخلاف فى وقت تغيب فيه المرجعة الدينية الحقيقية القادرة على ضبط الأمور وتقديم الإسلام للعالم كما هو على حقيقته وبصورة تضمن للمسلمين كرامتهم وقوتهم وتمكنهم من فرض وجودهم فى عالم لا مكان ولا حضور فيه إلا للأقوياء.
وشدد على أنه لا وصاية على الدين لأحد دون الآخر. .لأن الإسلام دين الوسطية والاعتدال..وهو رحمة للناس كافة. .وأن انتشاره الكبير وبالذات خارج حدود العرب جاء بالقدوة الحسنة والنموذج الأميز.. وهو ما نحتاجه اليوم بالتأكيد كبديل حكيم للصراع الداخلى فيما بيننا، والخارجى مع العالم الآخر الذى يتعمد إلصاق تهمة العنف والإرهاب بالإسلام. .بعضه عن جهل والبعض الآخر عن دهاء، مستفيدا كثيرا من ممارسات بعض الحركات الإسلامية التى تقدم سلاحا معنويا وثقافيا للآخرين لمعاداة الإسلام والمسلمين ووضعهم بما ليس فيهم.
ودعا الحركات الإسلامية الراشدة إلى مراجعة المنهج والنهج معا وصولا إلى القناعة بأن تسويق الرأى وبنجاح، يحتاج بالضرورة إلى ثقة الآخر وطمأنينته سواء كان بين صفوفنا أو حتى خارج تلك الصفوف.
وشدد المصرى على ضرورة الكف عن الروح الاتهامية والتشاؤمية، التى لا تترك أية فرصة لاستقطاب الآخر مثلما تنمى روح العداء والكراهى والخوف، لأن ذلك ليس من شأن الإسلام أبدأ.
كما دعا إلى إدارة الخلاف ومعالجته بالابتعاد عن الأساليب الغرائزية والسادية وتغليب لغة الحوار على بنود الخلاف لأنه لا سبيل إلى منطق الحوار المفتوح الجوانب..معربا عن قناعته بأن عقودا طويلة مضت وكان من الممكن أن تستثمر أفضل ولصالح العرب والمسلمين كافة وفق منهج القدوة الحسنة.
مسئول أردنى يحذر من محاولات تأجيج الصراع بين المسلمين السنة والشيعة
الأحد، 17 نوفمبر 2013 12:15 م