على حسن السعدنى يكتب:أنا لا أكذب ولكنى أتجمل

الأحد، 17 نوفمبر 2013 10:05 ص
على حسن السعدنى يكتب:أنا لا أكذب ولكنى أتجمل صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقولة مشهورة فى مجتمعاتنا، فنجد البعض يقول من الأقوال ويفعل من الأفعال تحت هذا المسمى، متخليا عن الصدق، الذى يعتبر إحدى الصفات التى عُرف بها نبينا محمد (ص) هل هذا صحيح؟ هل نحن لا نستطيع أن نتعايش إلا بأقنعة كثيفة من الأكاذيب والمجاملات والنفاق تغطى مشاعرنا الحقيقية تجاه هذا أو ذاك من الناس؟

وإن كان فى الحقيقة هو الصدق الوحيد الذى نمارسه ولا نخاف من عواقبه ما دام الشخص الذى نصارحه شخصا مسكينا لا يستطيع إيذاءنا أو محاسبتنا والحقيقة هى غير ذلك مع الأسف، الحقيقة هى أن مصالحنا الصغيرة وأنانيتنا الضيقة هى التى تجعلنا نجامل هذا وننافق ذاك خوفا من إثارة عدائهم ولفت انتباههم إلى عيوبنا وسلبياتنا ونقائصنا التى بنينا عليها حياة الأكاذيب التى نعيش عليها ونموت فيها، متجاهلين أننا ندفع ثمنا فادحا لا يعوض بكل كنوز الأرض إلا وهو احترامنا لأنفسنا فنجد من التجار من يبيع بضاعته تحت معسول الكلام، فيشترى المشترى البضاعة واثقاً ومتأكدا من جودتها، وبعد مرور أيام قليلة تظهر حقيقة تلك البضاعة.

أو من تتجمل أمام عريس ابنتها بالكلمات الحسان، وبعد الزواج نرى الوجه الآخر أو العكس، أو من تكون فى جلسة نسائية وتساير الأخريات فى الكلام تحت هذا المسمى، نعم أنا أشترى من هذا المحل أو أفعل هذا مثلكم، فكل هذه الأقوال نضعها تحت هذا المسمى، إنى لا أكذب ولكنى أتجمل.

ولكن أين الأبناء الصغار من كل هذا، فهم يتربون على ما يرونه أمامهم، لأن الابن لا يرى قدوة أمامه غير والديه، وبالتالى يفعل كفعلهم ويقول كقولهم، وبدلاً من أن نربى طفلا صادقا متأسيا برسولنا الكريم (ص) نربى طفلا كاذبا وهذه المقولة (إنى لا أكذب ولكنى أتجمل) لا وجود لها فى ديننا الإسلامى، وللأسف نجد المدارس فى الغرب تربى الأبناء على الصدق فى كل شىء، وحينما تقول للابن اكذب على نفس مقولة "نحن لا نكذب ولكن نتجمل"، نجد الابن يرفض بشدة ويقول: أنا لا أكذب حتى أكون مصدر ثقة للآخرين، حتى لو كان الآخر هذا هو طفل صغير العمر، فلماذا لا نحاول نحن الآباء أن نغير من هذه المقولة؟ مجاهدين أنفسنا والآخرين لترسيخ هذه الصفة أولاً فى أنفسنا ثم ثانياً فى أبنائنا، متذكرين ومتخذين رسولنا الكريم (ص) أسوة حسنة، حتى نفوز بثواب الدنيا والآخرة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة