د. رضا صالح يكتب: الثورة الحقيقية

الأحد، 17 نوفمبر 2013 04:00 م
د. رضا صالح يكتب: الثورة الحقيقية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الذى أقصده بالثورة الحقيقية هو ألا نكتفى بالكلام عن الثورة وسرقتها، الثورة الحقيقية لم تأت بعد، هى أن يفعّل كل منا إمكاناته ويستغل طاقاته من أجل إصلاح البلد، هو أن نغير أنفسنا أن نثور عليها وعلى سلوكياتنا، ألا نكتفى بأن ننظر إلى ما حولنا فى سخط ونندب حظنا لأننا وقعنا أعواما طويلة فى حبائل نظم بالية، لا.. فالثورة الحقيقية هى أن نحلم ونتخيل ما نريد، وهذه وظيفة عقول الدولة ومفكريها، أدبائها وفنانيها، ونجلس سويا لنضع خطة واضحة لتصوراتنا، لننظر إلى الأمام؛ إلى مستقبل الأجيال القادمة، وما نزرعه لهم من الآن، لننظر إلى مئات السنين القادمة، ولا نكتفى بالنظر تحت أقدامنا ونكتفى بخطط تملأ فقط بطوننا، نجلس لنتفق أولا على ما نحلم به وعلى ما نريد، ونبدأ بوضع خطط تحت الأرض وفوق الأرض وفى الماء وفى السماء، هذه هى أربع، الأولى تحت الأرض وهى أن نبدأ بالبنية التحتية التى أرى أنها صارت بالية ويجب استحداثها لتكون كافية للقرون القادمة، أن نبدأ بتوسعة الكثير من الطرق وما يستلزمه من نزع ملكية وتعويض أصحابها، إذا لم نفعل هذا اليوم فسنندم أشد الندم فى مستقبل أيامنا القريبة والبعيدة، لأن الأزمات تفاقمت وصار العبء قاسيا وشديدا، وصارت الطرق كأنها للحوادث وليست للسير، نحتاج إلى استحداث لشبكات المياه والصرف، ودق طرق جديدة واسعة أقول واسعة بمعنى الكلمة، تفى بالمستقبل، فى السويس مدينتى- مثلا- فى الماضى تركت الأمور سائبة واخترع أنصاف المتعلمين وأصحاب المصالح فكرة عمل محلات على الطريق الأساسى الموصل لعشرات المدن والأحياء الجديدة – شارع الجيش مثلا، كان يجب الاحتفاظ بهذه المساحة التى أقيمت عليها المحلات للتوسعة المستقبلية للطريق، وكذلك فى شارع بورسعيد، أقيمت محلات بالقرب من ميدان الهويس مما ضيق الطريق ومنع التوسعة المستقبلية، نهيب بالمسئولين نزع ملكية هذه المحلات وتعويض أصحابها وتوسعة الطرق، كذلك طريق الجناين، من الذى أدخل الشريط الضيق المحيط بالطريق ليصبح – على ما نرى– داخل كردون المبانى؟ هذه جريمة مكتملة الأركان، فى أى دولة متحضرة يعمل حساب للشأن العام أولا، يليه الشأن الخاص، لقد طنطن المسئولون الصغار فى الأيام السابقة ووافقوا للأهالى على مصالحهم الصغيرة إزاء التنازل عن اثنين: أولهما المصلحة العامة، وهذه جريمة، وثانيهما وهى فتح الدرج، لتلقى الأموال الحرام.

وعلى الله قصد السبيل؛ اللهم إنى قد بلغت، اللهم فاشهد.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة