"أنا كبش فداء للكبار" بهذه العبارة بدأ عم سيد عبده رضوان المتهم الرئيسى فى حادث قطار أسيوط حديثه لـ"اليوم السابع" فتبدو ملامح الحزن والأسى واضحة على هذا الرجل الذى يقع مسكنه البسيط وسط منازل أهالى الضحايا الذين فقدوا أطفالهم فى هذا الحادث.
كانت المفاجأة التى اكتشفناها قبل أن نلتقى به هى تعاطف عدد من أهالى الأطفال الشهداء معه، رغم أنه المتهم الرئيسى بالتسبب فى الحادث، حيث اعتبروه كبش فداء لمنظومة الفساد، خاصة أنه لا يمكن حتى الآن إثبات ما إذا كان قد تلقى الإشارة التليفونية أم لا.
يمر الرجل على هذا الطريق المشئوم يوميا راكبا "عربة كارو" بينما يغطى أجزاء من وجهه خشية أن يراه أحد من أهالى الضحايا الحادث الأليم.
توجه "اليوم السابع" إلى منزله الصغير المبنى بالطوب اللبن، وهو عبارة عن غرفة وحيدة أقل من البسيطة بالطابق الأول يشرح حالها جزءا من حال هذا الرجل وظروفه.
بمجرد أن بدأنا الحديث مع عم "سيد "الذى تحدثت عنه كل وسائل الإعلام والذى حملته هيئة السكة الحديد مسئولية الحادث، لم يتمالك دموعه وبكى قائلا: "أقسم بالله أنى مظلوم... اسمى سيد عبده وعندى 56 سنة، وبشتغل فى هيئة السكة الحديد من 26 سنة، متزوج وعندى 9 أبناء "7 بنات وولدان " أفرجوا عنى على ذمة القضية وعايش أسوأ أيام حياتى ما ليش مصدر رزق غير المهنة دى وطبعا أنا دلوقت موقوف عن العمل وحال بيتى زى ما أنتوا شايفين".
وعن تفاصيل يوم الحادث قال: "توجهت إلى مزلقان قرية المندرة لأستلم العمل من زميلى فى تمام الساعة: 6:45 دقيقة مساء يوم الجمعة وقضيت ليلتى بالمزلقان وقبل الحادث بـ7 دقائق تلقيت إشارة من عامل البلوك بغلق المزلقان لمرور أحد القطارات، فقمت بذلك ومر القطار، وبعده فتحت المزلقان مرة أخرى، وفوجئت وأنا على المزلقان بقدوم قطار بسرعة هائلة، أثناء مرور أتوبيس الأطفال فاصطدم القطار بالأتوبيس، وحدث ما تعرفونه فقمت على الفور بترك مكانى خوفا من أن يفتك بى الأهالى الغاضبون وسلمت نفسى للشرطة".
وأقسم عم سيد باكيا أنه لم يتلق أى إشارة من عامل البلوك بشأن مرور القطار، المتسبب فى الحادث، وأضاف: "أكثر ما يحزننى هم الأطفال الأبرياء وأسرهم الذى أصابهم الحزن ولو كان فى إيدى أى حاجة علشان أنقذهم كنت عملتها حتى لو ضحيت بروحى، لكن أنا كبش فداء للكبار فلو كنت قد تلقيت الإشارة لأغلقت المزلقان فهذه مهنتى".
وأوضح عم سيد أنه قدم للنيابة العامة عشرات الشكاوى المقدمة لهيئة السكة الحديد منه ومن زملائه فى مزلقان المندرة، ضد عمال البلوك الذى يسبقهم بشأن مفاجأتهم أكثر من مرة بمرور القطارات دون تلقيهم إشارة مما يعرض حياة المواطنين للخطر ولكن دون جدوى.
وأضاف: "أنا بيتى اتخرب ومستقبلى ومستقبل عيالى ضاع من غير ذنب أسرتى مالهاش عائل غيرى وعندى 7 بنات والولدان صغيران ومايقدروش يشتغلوا , عيالى هيضيعوا لو اتسجنت".
اصطحبنى عم سيد إلى باقى منزله قائلا: "ده بيت الراجل اللى اتهموه بأنه يتعاطى مخدرات وأنه كان نايم فى البيت، وقت الحادث حتى إنهم قالوا إنى كنت أشرب شيشة وقت الحادث، وأنا لا أدخن الشيشة ولا حتى السجائر إلا إذا أعطانى أحد سيجارة فأقسمها اتنين، فالمنزل يتكون من غرفتين غرفة فى كل دور من الأدوار وصالة صغيرة يضع فيها أثاث منزله البسيط المكون فقط من بوتاجاز سطحى تسبب دخانه فى تغيير لون الحائط وقفص من الجريد به بعض الأطباق عفا عليها الزمن وغيرت النيران لونها وطفلان صغيران حفاة وسط المنزل بينما لا يوجد فى الطابق الثانى سوى دولاب متهالك عفا عليه الزمن".
وفى نهاية اللقاء قال عم سيد: " أنا عارف إنى ها ضيع علشان فقير وغلبان وما ليش ضهر وفى كل الحوادث دى مفيش غير العمال الغلابة، هما اللى بيدفعوا التمن ويشيلوا الشيلة بدون ذنب , لكن ربنا موجود وماليش غيره وعشمى فيه كبير أنه يظهر براءتى".
وكانت النيابة العامة قد وجهت لـ"سيد عبده رضوان" عامل المزلقان وحسين عبد الرحمن عبد الحليم ملاحظ البلوك، ثلاثة اتهامات وبالعرض على المحكمة قضت محكمة جنح منفلوط وقتها برئاسة المستشار ضياء خيرى بحبس المتهمين 10 سنوات مع الشغل وكفالة 100 ألف جنيه، لكل منهما عن التهم الثلاث التى وجهت إليهما وهى القتل الخطأ والإصابة الخطأ وتعريض وسيلة من وسائل النقل العام للخطر، وغرامة 500 جنيه بتهمة إتلاف مال عام وإهمال وغرامة 50 جنيها عن تهمة إتلاف أتوبيس المعهد.
وإلزامهم بأداء المدعين بالحق المدنى 51 جنيها على سبيل التعويض المؤقت وإلزام رئيس هيئة سكك حديد مصر بصفته ورئيس معهد نور الإسلام الأزهرى النموذجى، بقرية بنى عدى بصفته بمبلغ 51 جنيها، على سبيل التعويض المدنى المؤقت وبعد استئناف الحكم تم إخلاء سبيل المتهمين وحددت جلسة لسماع الشهود.
وخلال آخر جلسة طلب محامو المتهمين سماع أقوال النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود وسؤاله فيما صرح به فى أحد وسائل الإعلام بشأن نيته حبس وزير النقل والمواصلات وقت الحادث ورئيس الوزراء وعدم مقدرته على ذلك بسبب حكم الإخوان وقتها، وتم تأجيل القضية إلى جلسة 10 ديسمبر المقبل لسماع أقوال عبد المجيد محمود.
"اليوم السابع" فى منزل المتهم فى حادث قطار تلاميذ أسيوط.. عم سيد: لم أتلق أى إشارة من عامل البلوك بغلق المزلقان.. ويؤكد: أنا كبش فداء للكبار وعيالى هيضيعوا لو سجنت
الأحد، 17 نوفمبر 2013 04:38 م
عم سيد عبده رضوان المتهم الرئيسى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
ارحمونا
شكلة عمى سيد اخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر
عاشت مصر حرة
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر
عاشت مصر حرة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشريف عصام القاوى
ربنا يعينك ان كنت مظلوم
التعليق فوق