معصوم مرزوق

إيران.. وجه جديد أم قناع آخر؟!

الأحد، 17 نوفمبر 2013 02:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حملت الأنباء مؤخرًا أخبارًا جديدة ومثيرة حول تطور العلاقات بين أمريكا والغرب من ناحية وبين دولة إيران، بعد سنوات من الحصار والتهديد، وقد بدأت هذه التطورات، بعد نجاح حسن روحانى فى انتخابات الرئاسة يوم 15 يونيو الماضى، وحملت تصريحاته وتلميحاته بوادر مشجعة عن رغبة إيران فى الانفتاح على العالم.

من المهم أن نتذكر أن أبو الحسن بنى صدر أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية عام 1979، كان واجهة معتدلة أراد الخومينى أن يقدمها إلى العالم والمنطقة لتخفيف المخاوف من نجاح الثورة الإسلامية، وانتهى الأمر ببنى صدر فى النهاية إلى الفرار من إيران، وكذلك الأمر حين تولى محمد خاتمى رئاسة الجمهورية، عام 1997، حيث قدم وجهًا معتدلاً للمجتمع الدولى، وتواترت الأخبار والتحليلات المتفائلة حول بروز وجه جديد لإيران وأن قبضة الملالى قد تراخت، وأن الواقعية الفارسية وعقلية البازار «السوق» قد فرضت نفسها.. إلخ.
ولعل نتائج تجارب «الاعتدال» السابقة تشير بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن ما حدث لم يكن سوى قناع وقتى لمواجهة موقف ظرفى، بينما استمر الوجه المتشدد متواريًا لبعض الوقت، وإن لم ترتخ ملامحه المتشددة.

ولعل التطورات الأخيرة تدفعنا مرة أخرى لإعادة اختبار السياسة المصرية تجاه إيران، ليس فقط من خلال ميراثها المتراكم منذ نجاح ثورة الخومينى، وإنما من خلال نظارة الثورة المصرية والأمن القومى المصرى.

ورغم استنكارنا لسياسات المحاور والأحلاف، فإنه بات واضحًا أن مصر فى حاجة لمبادرات جديدة فى سياستها الخارجية، ودون الإغراق فى تفاصيل ربما لم يأت أوانها بعد، فإنه على صانع القرار المصرى أن يتحرك بجرأة وابتكار كى يطرق الأبواب الفارسية، ويغتنم تلك الانفراجة البادية كى يعيد رصف الطريق ما بين القاهرة وطهران، ربما يرسل ذلك رسالة إلى أطراف متعددة ومنها أنقرة السادرة فى غيها حتى تفيق.

يجب على مصر أن تبحث بعمق فى الأرضية المشتركة التى يمكن لمصر وإيران أن يقفا عليها لبناء إطار جديد لعلاقة متوازنة تحقق للبلدين مصالح أمنية مؤكدة ومصالح اقتصادية مرشحة للنمو بما يعود بالفائدة على الشعبين.

ولا يفت فى ذلك أن تحركًا مثل هذا قد يضىء بعض المصابيح الحمراء فى بعض العواصم الخليجية أو الغربية، لأننى أتصور أن هذا التحرك ينبغى أن يتم بالتنسيق مع دول الخليج الصديقة، ومن خلال التوصل سويًا إلى دراسة معمقة لجدوى هذا التحرك المصرى وفائدته سواء لأمن الخليج أو الإقليم بوجه عام.

ولا شك عندى فى أن تلك العواصم الغربية التى تتنافس الآن فى إرسال إشارات غرامية إلى طهران سوف تفهم فى النهاية الرسالة المصرية، لأن العالم لا يفهم سوى اللغة القوية التى تدرك المصلحة الوطنية وحدود الأمن القومى.

وسواء أكان ذلك التطور الإيرانى الأخير مجرد قناع مستعار أو تعبيرا عن تغير حقيقى، فإن لدى مصر وإيران أسبابًا قوية للمبادرة باستكشاف تطوير العلاقات فيما بينهما، وأرجو ألا يتسبب ترددنا فى أن نكون آخر من يصل إلى طهران، وحينها لن نجد باباً كى ندخل منه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو علي عراي من استراليا

يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عبد الله

نأمل ألا يكون قناعا

عدد الردود 0

بواسطة:

أشرف مصطقى كامل

كلام فى الهوا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة