تحت عنوان "نساء مصر يرفضن الترهيب" علقت الكاتبة الأمريكية العراقية زينب شلبى على الدراسة التى أجرتها مؤخرا مؤسسة تومسون رويترز والتى وصفت مصر باعتبارها أسوأ بلد فى العالم العربى فيما يتعلق بحقوق المرأة، مشيرة إلى انتشار التحرش الجنسى وختان البنات وتصاعد سطوة الجماعات المتشددة، مما يجعل وضع المرأة سيئا للغاية.
وقالت شلبى، عضو مؤسسة "WOMEN FOR WOMEN INTERNATIONAL" البريطانية فى مقالها بصحيفة الجارديان، السبت، أنه على الرغم من هذه المؤشرات السيئة فإن المرأة المصرية ترفض الترهيب ويأمل الكثيرون أن حملتهم وصوتهم سوف يسودا فى نهاية المطاف.
وتحدثت الكاتبة عن دور المرأة المصرية التى وقفت فى طليعة ثورة يناير 2011، وتعددت مساهمتها بين العمل فى الحركة العمالية إلى الصحافة وكسر المحرمات بمقاضاة الحكومة على مضايقاتها. ومع ذلك فبعد أقل من ثلاث سنوات من الثورة فإن استطلاع رويترز يعلن أن مصر هى الأسوأ للمرأة فى العالم العربى، متسائلة عما إذا كان الربيع العربى قد أدى إلى انحدار حقوق المرأة فى المنطقة ولاسيما مصر، كما تقول الدراسة؟
وتقول إن المرأة المصرية بالتأكيد تم تهميشها سياسيا، بعد الثورة، سواء من قبل المجلس العسكرى، الذى يسيطر عليه الجنرالات الذكور، حيث قلص تمثيلها فى البرلمان ولم يضمن أى تمثيل لها فى اللجنة الأولى لصياغة الدستور، علاوة على ما واجهته المتظاهرات من مضايقات أمنية كان أبرزها خضوعها لاختبارات العذرية.
ثم كان من بعده حكم جماعة الإخوان المسلمين، حيث ألغى الرئيس المعزول محمد مرسى بعض حقوق المرأة مثل رفع القيود عن تعدد الزوجات واقترح تخفيض سن الزواج وقوض من حقوق المرأة فى طلب الطلاق. وهو ما يعكس الثقافة الأبوية للإخوان.
وتؤكد الكاتبة أن نساء مصر عاقدات العزم، أكثر من أى وقت مضى، على مواجهة هذه التحديات. فبينما بقين صامتات حيال مواجهة التحرش الجنسى من قبل، فإنهن يتجهن إلى الفيسبوك للإدلاء بشهادتهن، اليوم، وينشئن الحملات العامة فى مواجهته.
وتخلص بالقول إن الربيع العربى حول قضايا المرأة إلى معركة فى الحرب الأيديولوجية بين الإسلاميين وما يسمى بالحداثة. وقد بات نساء مصر يرفعن أصواتهن وينظمن الاحتجاجات ليس فقط من أجل حقوقهن ولكن من أجل جميع من يؤمنون بالحرية والديمقراطية واستقرار المنطقة ككل.