قرر ضياء رشوان، نقيب الصحفيين، مساء أمس الجمعة، التحقيق مع جميع أعضاء الوفد المصرى المتواجد حالياً فى "رام الله"، لحضور الاحتفال بعيد "الاستقلال الفلسطينى"، وفى مقدمتهم أعضاء مجلس النقابة الثلاثة المشاركين ضمن الوفد، وذلك للوقوف على حقيقة وملابسات دخول عدد من أعضاء الوفد إلى مدينة "القدس المحتلة".
وأوضحت نقابة الصحفيين، فى بيان لها أمس الجمعة، أنها فوجئت بأنباء ترددت عن أن عدداً من أعضاء الوفد، خلال وجودهم فى "رام الله"، عبروا إلى "القدس المحتلة"، وهو ما يعد مخالفة لقرار الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين المصريين.
كان وفد من نقابة الصحفيين، قد سافر إلى أراضى السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، عبر الأردن، ضمن وفود من نقابات عربية عدة وبالتنسيق مع اتحاد الصحفيين العرب، للمشاركة فى الاحتفال بعيد الاستقلال الفلسطينى.
وجاء السفر تلبية لدعوة تقدمت بها نقابة الصحفيين الفلسطينية، أكدت خلالها أن الوفد سيدخل إلى الأراضى الفلسطينية، عبر الأردن، وبدون أى تعاملات مع الاحتلال الإسرائيلى، حرصاً على قرار النقابة المصرية، واتحاد الصحفيين العرب، بعدم التطبيع مع العدو الصهيونى.
يذكر أن تلبية النقابة المصرية لدعوة النقابة الفلسطينية، جاء فى إطار دعم صمود الصحفيين الفلسطينيين فى مواجهة سلطات الاحتلال، وكسر الحصار المفروض عليهم من تلك السلطات، وذلك بعد اعتراف المجتمع الدولى والأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، وتحديًا لمؤامرات الاحتلال الإسرائيلى لتشديد الحصار على أراضى السلطة الفلسطينية، وهو التوجه نفسه الذى يتبناه اتحاد الصحفيين العرب، الذى قرر فى الاجتماع الأخير لأمانته العامة ومكتبه الدائم، الذى عُقد قبل عشرة أيام فى الكويت، أن يعقد الاجتماع القادم للأمانة العامة للاتحاد بمدينة "رام الله"، فى شهر مايو من العام المقبل.
من جانبه، أجرى الرئيس الفلسطينى، محمود عباس، اتصالا هاتفيا مساء أمس، بالوفد الصحفى المصرى المشارك ضمن فعاليات إحياء الذكرى التاسعة للشهيد ياسر عرفات.
واستنكر الرئيس الفلسطينى خلال الاتصال التليفونى مع رئيس الوفد هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، ما بثته بعض وسائل الإعلام من أن مشاركة الوفد المصرى فى تلك الفعاليات تعتبر تطبيعا مع الكيان الإسرائيلى، مؤكدا ترحيب بلاده بالزيارة الأولى التى بادرت بها نقابة الصحفيين المصرية للمشاركة فى تلك الفعاليات.
وقال أبو مازن، إن الرئاسة الفلسطينية ستصدر بيانا فى وقت لاحق لتوضيح مشاركة الوفد المصرى داخل الأراضى الفلسطينية فى تلك الفعاليات.
وتعليقا على قرار نقابة الصحفيين المصرية، وصف الدكتور عبد الناصر النجار، نقيب الصحفيين الفلسطينيين، الادعاء بالتطبيع ضد الوفد الصحفى الذى زار فلسطين، وقام بعضهم بزيارة القدس المحتلة بأنه محاولة "غبية" للنيل من متضامنين مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى.
وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين، خلال مؤتمر صحفى عقد منذ ما يزيد عن ساعة، ردا على بيان صدر من نقابة الصحفيين يطالب بالتحقيق مع الوفد الذى يزور الأراضى الفلسطينية: "من يريد أن يحافظ على القضية الفلسطينية ويحافظ على الأرض يكون جزءا منها وليس جزءا عليها، ومن يرفض الزيارة يقول للاحتلال افعل ما تريد فى القدس وإن القدس لكم".
وخاطب "النجار" الوفد المصرى قائلا "كنتم جزءا من المقاومة اليوم فى بلعين، حيث اخترق العشرات الجدار، وقصفتم السلك الشائك حول معسكر الاعتقال فى بيتونيا وقمتم بتغطية الأحداث مباشرة".
وشدد نقيب الصحفيين الفلسطينيين: لا نريد من أى عناصر فى مصر أى مزايدات المزايدة لأن هذا الوفد عايش معاناة الشعب الفلسطينى، ودخلوا إلى القدس تهريبا وبدون تصريح من إسرائيل مثلما يدخل النقيب الفلسطينى، وبنفس المعاناة التى يعامل بها الفلسطينيون، مضيفا: "من يريد الأقصى يجب أن يدافع عنه ولا يزايد أحد".
من ناحيته، قال السفير ياسر عثمان، سفير مصر برام الله، إن وفد نقابة الصحفيين المصرية قام بعمل بطولى لدعم الشعب الفلسطينى على الأرض، مشيراً إلى أن الوفد زار القدس الشرقية، مضيفاً "إذا اعتبرنا القدس الشرقية تابعة لإسرائيل فنحن مع الموقف الإسرائيلى الذى يعتبر القدس عاصمة له".
وأضاف السفير خلال مؤتمر صحفى، مساء أمس، عقده فى رام الله بمقر إقامة الوفد الصحفى المصرى، الذى يزور فلسطين حاليا لدعم الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال، أن أعضاء الوفد المصرى جاءوا هنا لمساندة الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال، مؤكداً أن الوفد لم يتعامل سوى مع الشعب الفلسطينى والسفارة المصرية والمسئولين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن جميع ردود الأفعال كانت مرحبة وإيجابية ومشجعة.
ولفت عثمان إلى أن الوفد الصحفى المصرى، التقى بالرئيس الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، الذى اعتبر أن هذه الزيارة باكورة لدعم العلاقات بين الشعبين، كما أن المواطنين رحبوا بهذا الوفد بحسب ردود الأفعال التى رصدتها السفارة".
وأوضح السفير، أن الزيارة دعم للصحافة الفلسطينية، مضيفاً أن الزيارة ونتائجها دعم للشعب الفلسطينى، وأن الوفد جاء لزيارة دولة فلسطين، وتحمل أعباء جسيمة.
من جهته، قال هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، وأحد أعضاء الوفد، إنهم لم يحصلوا على تأشيرة إسرائيلية للوصول إلى رام الله، مؤكداً أن الدعوة التى وجهت لهم لزيارة فلسطين، جاءت من اتحاد الصحفيين العرب بمعرفة نقابة الصحفيين، مضيفاً أن ذلك تم باتفاق مع وزارة الشباب الفلسطينى.
وأوضح يونس، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "ممكن" على فضائية "سى بى سى"، مع الإعلامى خيرى رمضان، أنه ليس دقيقا بأن الدعوة قاصرة على الأراضى الفلسطينية، مشيراً إلى أن كل ما أقامته إسرائيل هو على أراضى فلسطينية.
ولفت يونس إلى أنه كان يجب على نقابة الصحفيين، أن تتواصل مع الصحفيين قبل التحقيق معهم، مؤكداً أن هناك بعض الزملاء دخلوا القدس دون التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلى، ولكن عن طريق التهريب على نفقتهم الشخصية.
فيما قال كارم محمود سكرتير عام نقابة الصحفيين، إن زيارة أعضاء نقابة الصحفيين لرام الله عرضت على المجلس وبموافقة منه، موضحا أن الدعوة كانت قاصرة على زيارة الأراضى الفلسطينية.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "ممكن" على فضائية "سى بى سى"، مع الإعلامى "خيرى رمضان"، أن البعض يقول إن عدد من الزملاء زار القدس المحتلة، وهو مخالف لما هو متعارف عليه، مشيرا إلى أنه لم يحال أحد للتحقيق، ولكن سيتم التحقيق فى الواقعة.
وأشار سكرتير عام نقابة الصحفيين أن واقعة قيام الزملاء بزيارة القدس المحتلة حتى لو عبر التسلل كان لا يجب، مؤكدا أنهم لم يستطيعوا التواصل مع الصحفيين.
أخبار متعلقة :
◄نقابة الصحفيين تقرر التحقيق مع أعضائها فى واقعة دخول إسرائيل
◄هشام يونس: لم نحصل على تأشيرة إسرائيلية لزيارة رام الله
◄سفير مصر برام الله: زيارة الوفد الصحفى للقدس المحتلة ليس تطبيعاً
◄نقيب صحفيى فلسطين يرفض إحالة الوفد المصرى للتحقيق لزيارتهم القدس
◄"سكرتير النقابة": دعوة الصحفيين كانت لزيارة الأراضى الفلسطينية فقط
أزمة زيارة الوفد الصحفى المصرى للقدس المحتلة.. "الصحفيين" تقرر التحقيق مع أعضائها والنقابة الفلسطينية تستنكر.. أبو مازن يرفض اتهام الزائرين بالتطبيع.. هشام يونس: لم نحصل على تأشيرة إسرائيلية
السبت، 16 نوفمبر 2013 12:29 ص
ضياء رشوان نقيب الصحفيين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة