نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية، وثائق متعلقة بتوقعات السلام بين مصر وإسرائيل، بتاريخ الخميس 10 أغسطس 1978، وكتبت على الصفحة الأولى من الوثيقة، "أن الكشف غير المصرح به معرض للعقوبات الجنائية"، ورصدت من خلال الوثائق رد فعل مصر حيال لقاء كامب ديفيد بما يشمل ذلك من ردود أفعال وسائل الإعلام المصرية.
وقالت الوثيقة، إن رد فعل المسئولين المصريين ورجال الجيش والمفكرين حيال إعلان اللقاء الثلاثى فى كامب ديفيد كان إيجابيا بشكل كبير، وأن الخطر يكمن فى أن التوقعات ارتفع سقفها بصورة غير واقعية، وربما يكون هناك رد فعل ضد سياسات الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، إن لم تسفر المحادثات عن تقدم ملموس، أما تصريحات المسئولين الإسرائيليين العلنية فعكست قلقهم حيال تقديم الولايات المتحدة خطة سلام.
أما عن وسائل الإعلام المصرية، فأشارت الوثيقة إلى أنها تشدد على ظهور الولايات المتحدة كـ"شريك كامل" فى عملية السلام، وهى عبارة جاذبة تعنى للمصريين أن واشنطن ستعرض مقترحاتها الخاصة، فيما يؤكد راديو القاهرة، أن نتيجة المؤتمر ستعتمد على الدور الأمريكى، خاصة فيما يتعلق بقدرة الإدارة الأمريكية على الضغط على إسرائيل.
ومضت الوثيقة تقول إن السادات وافق على اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بيجن، والرئيس الأمريكى، جيمى كارتر، بعدما أخبر بأن هناك عناصر جديدة فى عملية المفاوضات على رأسها طمأنة الولايات المتحدة للسادات بالدعم المستعدة لتقديمه.
وأضافت أن المصريين على ما يبدو يشعرون بالرضا لما يعتبرونه سياسة ناجحة مطبقة من قبل السادات، خاصة لأن اجتماع القمة يأتى فى ظل اعتقاد سائد بأن عملية السلام على حافة الانهيار، فيما كان يشعر المسئولون بالارتياح لأنهم يجدون أملاً فى مبادرة السادات، إلا أن البعض يرى أن الاجتماع أداة لحفظ ماء وجه السادات، وأنه مجرد عرض بلا جوهر.
وفى تصريح للصحفيين الثلاثاء، تضيف الوثيقة، نفى "بيجن" أن تعرض الولايات المتحدة خطتها الخاصة للسلام، وأكد أن هذه الخطة من شأنها تناقض المباحثات المباشرة التى خصصت هذه القمة للترويج لها، وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق فى حوار له، إن إسرائيل سترفض أى مقترح أمريكى لا يتطابق مع متطلبات الأمن الإسرائيلية.
وأوضحت الوثيقة، أن "بيجن" أشار إلى أنه قبل الدعوة الأمريكية لأنها فرصة للمضى قدما بمباحثات السلام المباشرة "دون شروط مسبقة".
فيما استجابت الصحافة الإسرائيلية مترددة، حيث أعربت عن أملها فى أن تسفر المباحثات المباشرة عن زخم جديد، ولكنها حذرت من أن الولايات المتحدة ستريد من الضغط على بيجن، لتقديم تنازلات أساسية فيما يتعلق بقضية الضفة الغربية.
وثائق الـCIA تكشف رد فعل وسائل الإعلام المصرية والإسرائيلية حول اجتماع "كامب ديفيد".. المصريون اعتبروا أمريكا "شريكا كاملا" فى عملية السلام.. وقلق إسرائيلى من وضع واشنطن للخطة خوفا من "التنازلات"
الجمعة، 15 نوفمبر 2013 11:14 ص