"الميراث".. معالجة لقضية العبث بالإرث الحضارى وصراع بين العلم والدجل

الجمعة، 15 نوفمبر 2013 11:04 م
"الميراث".. معالجة لقضية العبث بالإرث الحضارى وصراع بين العلم والدجل غلاف الرواية
كتب ياسر أبو جامع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تدور رواية "الميراث" حول واحدة من أخطر القضايا التى تواجهها مصر، وهى تهريب الآثار والمتاجرة بها، والعبث بالكنوز الأثرية التاريخية، إنها القضية التى يتورّط فيها سياسيون، ورجال قضاء، ورجال الدين، وفقاً لما ترويه أحداث الرواية الروائية.

ورواية "الميراث" للروائية أمل صديق عفيفى، الصادرة عن "الدار المصرية – اللبنانية"، وفيها تُعالج الكاتبة موضوعة الإرث الحضارى الذى يجرى العبث به، وتطرح سؤال الهوية، وتعرّج على الاصطدام بين الغرب والشرق فى أنماط العيش وأساليب الحياة، وتمرّ بصراع الأجيال، وتفكّك الفساد السياسى والدينى والقضائى، وتكشف تحكّم المعتقدات الشعبية بالعقل العربى.. تفعل الرواية ذلك كلّه من خلال حكاية الكاتب والصحفى يوسف، بطل الرواية، وأسرته، والحكايات الفرعية المرتبطة بها، والمتمحورة عليها.

ففى الوقائع المحوريّة بالرواية، يُشكّل هبوط أسعار البورصة المفاجئ نقطة تحوّل فى حياة يوسف وأسرته فى "نيوجرسى"، مما يعرضه للإفلاس، وتفشل محاولاته فى تمديد مدّة سداد القرض الكبير الذى، فيقرر العودة إلى مصر لطلب المساعدة من أبيه.

لكن موت أبيه المفاجئ يعتبر نقطة تحوّل أخرى تجعل يوسف يفكر فى فتح ملف الميراث ويبدأ الصراع الخفى المعلن حول هذا الميراث، بين راغبٍ فى بيع بعضه وراغبٍ فى الحفر بحثاً عن كنوز مدفونة تحت فيلا الفيوم، بين مطالب بهذا الجزء منه ومطالب بتلك الحصة، فتنجلى مجريات الصراع فى النهاية على البيع، ولكن "روان"، زوجة يوسف، تصر على الحفر وتقرر مباشرته بنفسها فى حديقة الفيلا.

بينما يشكّل كلام "منصور"، ابن عم يوسف، وانضمامه إلى بعض جلسات الحفر التى تجرى فى طقوس شبه سحرية، تميل إلى مناخات الواقعية السّحرية التى عرفتها الرواية فى أمريكا اللاتينية، تحوّلاً آخر فى شخصيّة يوسف، فيقتنع بمباشرة الحفر بشروط الشيوخ المشعوذين، على رغم فشل الجلسات التى حضرها واحدة تلو الأخرى.

أمّا حادث السّير الذى كاد يودى بحياة زوجته "روان فيمثّل أيضاً لحظة تحوّل أخرى فى حياة يوسف الذى يكفّ عن التفكير بـ"ميّادة"، رفيقة الصّبا، إلّا أنّ نقطة التحوّل الأساسيّة التى تحكّمت بنهاية الرواية تتـــمثّل فــــى جلسة الحفر الأخيرة فى فيلا الفيّوم، وتمخّضت عـــن سقوط قتلى، فينتفض يوسف على شيخ البلد ضارباً بتهديده المبطّن عرض الحائط، ويقرّر وقف الحفر تاركاً ما تحت الأرض للجيل المقبل، رافضاً السفر إلى أميركا بغية فتح مكتب أبيه "لازم اسم بابا يعيش"، كأنها هى عودة الابن الضال، بعد تجارب مؤلمة، دفع ثمنها غالياً.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة