وثيقة الـCIA تكشف: السادات يرى نفسه أبا للمصريين ويحظى بدعم أغلبية الشعب.. الاقتصاد يشكل نقطة ضعفه.. الرئيس تمكن من التلاعب بالخصوم السياسيين بمهارة وكان أكثر صعوبة على اليساريين

الخميس، 14 نوفمبر 2013 01:36 م
وثيقة الـCIA تكشف: السادات يرى نفسه أبا للمصريين ويحظى بدعم أغلبية الشعب.. الاقتصاد يشكل نقطة ضعفه.. الرئيس تمكن من التلاعب بالخصوم السياسيين بمهارة وكان أكثر صعوبة على اليساريين الرئيس الراحل أنور السادات
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "سياسة السادات للتحرير"، نشرت الـCIA وثيقة ترصد فيها الوضع السياسى فى ظل عهد الرئيس أنور السادات، الذى نال مساحة اهتمام كبيرة من الوثائق المفرج عنها، وتقول الوثيقة التى كتب على صفحاتها "سرى"، "إن مصر الآن وسط حملة انتخابية عجل بإجرائها الرئيس السادات لتخليص مجلس الشعب من أشد منتقدى معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أن ذلك الوضع يعكس نهج السادات المتناقض لتحرير السياسة فى مصر.

وأوضحت أنه من جهة، كان هو مسؤولا عن التقدم الذى لا يمكن إنكاره فى تحريك دفة مصر بعيدا عن الحكومة الاستبدادية، وأقرب إلى ديمقراطية على الأسلوب الغربى، فسمح بتشكيل الأحزاب السياسية المتنافسة لأول مرة بعد إلغائها فى ظل عهد عبد الناصر، والانتخابات الحالية هى الثانية التى يرعاها منذ بدء برنامج التحرير، أما من الناحية الأخرى، الأحزاب التى يشجعها السادات-حزبه و"المعارضة" الرسمية لا تختلف إلا قليلا، بينما نادرا ما يسمح لهؤلاء الذين يقدمون بدائل حقيقة بالمشاركة. والانتخابات الحالية دعا إليها لأن السادات أقرب لأن يكون متيقنا من هزيمة نواب المجلس الذين يعارضون سياساته، فضلا عن أن الحكومة تحركت فى الأسابيع الأخيرة لتثبيط عزيمة جماعات المعارضة سواء اليمينية أو اليسارية.

وأضافت الوثيقة، أنه رغم نهج السادات المتقطع للتحرر السياسى، إلا أن التأثير العام للبرنامج ساهم فى تعزيز شعبيته، "فالكثير من المصريين يقدرون التناقض الحاد بين مصر فى عهد السادات وبين المناخ القمعى الذى خلقه عبد الناصر، حتى المتشددين فى اليمين واليسار، الذين رأوا فى بعض المناسبات اعتقال أعضائهم، والغارات على المطابع، ومنع الصحف والمجلات، واستفادوا من القلق حيال حريتهم المدنية.

ومضت الوثيقة الأمريكية تقول: "منتقدو سياسات السادات يغتاظون من قلة تسامحه مع الآراء المعارضة، ولكن هؤلاء المنتقدون يمثلون أقلية متميزة. فالسادات بالفعل يحظى بدعم أغلبية الشعب- أو لا يمكنه التحرك ضد معارضيه من خلال انتخابات أغلب الظن ستكون حرة من تدخل الحكومة المباشر.

وتابعت الوثيقة السرية، أن أغلب الشعب المصرى يرى السادات كما يرى نفسه كوالد مسئول عن تنظيم حياة الدولة لصالح أبنائه، والحفاظ على النظام وقت الضرورة، الطبقات العليا التى تحظى بتعليم أفضل ومتوقع منها أن تكون متحمسة للمزيد من الديمقراطية، أحبطها إلى حد ما سياسة التحرير الاقتصادى الذى اتبعها السادات، إذ كانت عودة إلى سياسة اقتصادية أكثر تحفظا. فهم كانوا المستفيدين الأوائل لسياسة "الباب المفتوح" فى عهد الرئيس عبد الناصر.

وأكدت الوثيقة أن الاقتصاد المصرى يشكل نقطة ضعف السادات، نظرا للتأثير المزعج الذى من الممكن أن ينتج عنه، فضلا عن أن الاتجاه الاقتصادى الجديد أثر بشكل كبير على الجيش. ونظام السادات يرتكز على دعم الجيش، وليس على قبول الفلاحين الذين يشكلون كتلة شعبية وينظرون إلى السادات كواحد منهم، والجيش مهتم بشكل أساسى بقضايا الخبز، ولا يتساءل عن معاهدة السلام مع إسرائيل (والتى يشجعها)، أو قطيعة الدول العربية.

ورأت الوثيقة أن قدرة السادات على الحفاظ على الممتلكات فى مصر محدودة فى أفضل الأوقات، كما أن سياسياته الخارجية قيدت يديه أكثر، وما زاد الموقف سوءا خلافاته مع الدول العربية. وطالما الاقتصاد المصرى غير مستقر، لا يمكن القول إن موقف السادات فى مأمن من التهديدات.

وأضافت: "من وجهة نظر سياسية، السادات تمكن من التلاعب بالخصوم السياسيين بمهارة، فسمح بالنشاط القانونى للمنافذ اليمينية واليسارية، وكان أكثر صعوبة على اليساريين، الذين لا يحظون بمتابعة كبيرة نظرا لطبيعة المجتمع التقليدية والدينية بشكل عميق، أما مع اليمين المتشدد، كان السادات أكثر حرصا. حتى مؤخرا، عندما منحت جماعة الإخوان المسلمين –أكثر أصوات اليمين تأثيرا- حرية العمل، وسمح لمجلتها الشهرية بالنشر رغم المعارضة المستمرة لسياسات الحكومة، كما سمح لها بالهيمنة على النشاط الطلابى فى الحرم الجامعى. وفى الأسابيع الأخيرة اتجه النظام ضد اليمين، إلا أن النهج الجديد تم كبح جماحه لتجنب المواجهة، السادات لم يكن يريد أن يواجه الإخوان المسلمين –بتأثيرها الضخم- كما لم يكن يريد أن يسمح بثورة تسير على خطى الأسلوب الإيرانى. وكانت إستراتيجيته ضمان الغياب المستمر للحركات الدينية المنظمة، أو القيادة التى تتمتع بكاريزما والتى من شأنها أن تركز على الاستياء ضد النظام.

ومضت الوثيقة تقول إنه رغم أن السادات كان رئيسا منتخبا، والشعب انتخب مجلس الشعب وهناك أحزاب سياسية ومؤسسات ديمقراطية، إلا أن قشرة الديمقراطية رفيعة. فالسادات افتتح برنامج "التحرر السياسى" لكنه لم يقدم سوى إصلاحات مختارة بحرص، وفى إيران، برنامج مشابه خرج عن السيطرة.

والسادات أراد أن يسمح لشعب مصر بالحرية للتصرف فى شئونهم وفقا لمتغيرات غير محددة، ولكنها وضعت من قبله. هو أرادهم أن يختاروا ما اعتقد هو أنه أفضل بالنسبة لهم.

وكشفت الوثيقة من ناحية أخرى، أن قرار السادات بالسماح للإخوان المسلمين بدرجة هامة من الحرية للعمل قد يحتوى على بذور مشكلة مستقبلية، وهناك مقارنات واضحة بين الأصوليين المسلمين الورعين المتمثلين فى الإخوان المسلمين فى مصر، وبين هؤلاء الذين يقودهم آية الله خومينى فى إيران، وهناك اختلاف جوهرى وهو أن المسلمين فى مصر ليس لديهم قائد واحد قادر على تركيز طاقتهم لتحقيق أهداف سياسية، والسادات –وهو رجل متدين بدرجة كبيرة- لديه تعاطف مع وجهة نظر الإخوان المسلمين. والمؤشرات تقول إن الجماعة لا تبادله هذا التعاطف، وتعتبره منافق، إلا أنهم ينظرون إليه بأفضل ما يمكن أن يحصلوا عليه، نظرا للقمع الذى تعرضوا إليه فى ظل عهد عبد الناصر، وليس لديهم ميل حتى الآن لتحدى النظام بصورة تهدد مصلحتهم، ولكن إن فعلوا ذلك، أغلب الظن سيتخذ السادات قرارا صارما بشأنهم. فهو اتخذ بالفعل تدابير أولية هدفها تحذيرهم.

وثائق الـCIA تكشف عن سعى الأمريكان للتخلص من الدعم المالى الخليجى لمصر قبل "اتفاقية السلام".. أشارت إلى قلق حيال الضغط العربى على السادات لعدم المضى فى اتفاق سلام ثنائى

المخابرات الأمريكية: كثير من الإسرائيليين لم يثقوا بالسادات

تقييم المخابرات الأمريكية للتوازن العسكرى بين العرب وإسرائيل عام 1978: تل أبيب لها التفوق العسكرى وتستطيع هزيمة العرب على كل الجبهات.. السادات قد يلجأ للحرب لو لم يحدث تقدم مرضى بالمفاوضات

المخابرات الأمريكية: وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل ثانى أهم شخصية فى مفاوضات كامب ديفيد بعد السادات.. موشيه ديان صاحب النفوذ الأكبر فى الوفد الإسرائيلى.. إسرائيل أرادت الاحتفاظ بقاعدة جوية فى سيناء

وثائق لـCIA: إسرائيل أرادات الاحتفاظ بحقوق فى النفط المكتشف بسيناء

المخابرات الأمريكية: السادات أثبت قدرته على قراءة مزاج المصريين

وثيقة للمخابرات الأمريكية.. تتوقع مبارك أو محمد الجمسى خليفة للسادات.. وتصف الرئيس الأسبق بـ"بطل حرب".. وتتحدث عن استياء الجيش من الأداء الداخلى للسادات

الـ"سى آى إيه" ترفع السرية عن الوثائق الخاصة بكامب ديفيد..مبارك كان المستفيد الأساسى من تغييرات السادات عام 1978..وأمريكا توقعت اغتياله قبل 5 أعوام من مقتله..والإخوان تلقت أسلحة من الخارج لإسقاط نظامه

المخابرات الأمريكية: السادات لم يرفض سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية

الـCIA:عرفات فضل حوار مباشر مع أمريكا عام 1978 ولم يكن يثق بالسادات

الـCIA: مبارك كان المستفيد الأساسى من تغييرات السادات عام 1978

الـCIA:الجناح العسكرى للإخوان لم يحل فى الخمسينات واستمر فى أنشطته

فى وثيقة جديدة.. أمريكا توقعت اغتيال السادات قبل 5 أعوام من مقتله

المخابرات الأمريكية:ليبيا دعمت الإخوان عام 1976 للانقلاب على السادات






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة