وثائق الـCIA تكشف عن سعى الأمريكان للتخلص من الدعم المالى الخليجى لمصر قبل "اتفاقية السلام".. أشارت إلى قلق حيال الضغط العربى على السادات لعدم المضى فى اتفاق سلام ثنائى

الخميس، 14 نوفمبر 2013 12:01 م
وثائق الـCIA تكشف عن سعى الأمريكان للتخلص من الدعم المالى الخليجى لمصر قبل "اتفاقية السلام".. أشارت إلى قلق حيال الضغط العربى على السادات لعدم المضى فى اتفاق سلام ثنائى الرئيس الراحل أنو السادات
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشفت إحدى الوثائق السرية الخاصة باتفاقية كامب ديفيد، والتى أفرجت عنها وكالة المخابرات الأمريكية CIA، الأربعاء، ضمن مئات الوثائق، عن قلق أمريكى حيال التبعات الاقتصادية التى يمكن أن تواجهها مصر نتيجة لتوقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.

والوثيقة الصادرة بتاريخ 17 ديسمبر 1977، ناقشت رد الفعل الخليجى على الاتفاق، باعتبار دول الخليج داعما ماليا رئيسيا لمصر فى هذه الفترة، وتشير إلى أن المبادرة الدبلوماسية للرئيس أنور السادات ربما تتسبب فى صعوبات اقتصادية خطيرة لمصر، إذ رأى المانحون الماليون للبلاد، أن الرئيس يميل إلى عقد اتفاق منفصل مع إسرائيل، إذ كان الزعماء العرب يعارضون الطبيعة الثنائية لمبادرة السادات حيال السلام مع إسرائيل، خشية من أن يكون هدفه هو حل مشكلة سيناء فقط من خلال اتفاق سلام منفصل.

وتشير إلى أن مصر كانت بحاجة إلى 500 مليون دولار إضافية خلال النصف الأول من عام 1978 لتمويل احتياجات ضرورية، وسد مدفوعات الديون المستحقة، محذرة من أن القاهرة ستواجه أزمة مالية إذا امتنع العرب عن دعمها.

وأوضحت الوثيقة، أن هناك خلافا بين الرئيس السادات والمانحين العرب بشأن كيفية إنفاق أموال المساعدات، ووفقا للوثيقة فإن ثلثى المساعدات النقدية لمصر فى ذلك الوقت كانت تأتيها من المنظمة الخليجية للتنمية فى مصر، وهى المنظمة العربية التى أسسها السعوديون، وقد تم استنزاف معظم أموال القرض البالغ 2 مليار دولار الذى منحته المنظمة لمصر عام 1977 فى مواجهة أعمال الشغب التى اندلعت ضد نظام الرئيس السادات.

وأضافت الوثيقة، أن ما تبقى من أموال هذا القرض والتى تبلغ 750 مليون دولار، شهد خلافا بين القيادة فى مصر ودول الخليج، الذين فضلوا البقاء على المبلغ لإنفاقه فى أحد المشروعات. بينما رغب الجانب المصرى فى الحصول على 550 مليون دولار لإدخالهم ضمن نفقات حتى عام 1978.

وحملت الوثيقة تحذيرا بشأن احتمال تجميد أولئك المانحين دعمهم لمصر، حتى يتأكدوا من عدم إقدام السادات على عقد اتفاق سلام منفصل مع إسرائيل.

لكن اللافت أن وثيقة أخرى بتاريخ 17 فبراير 1978، تحدثت عن تحسن التوقعات المالية لمصر بشكل كبير خلال الأشهر القليلة السابقة، بسبب ارتفاع التحويلات الخاصة وآفاق إنتاج النفط التى يمكنها سد فجوة العجز المالى إلى النصف خلال العامين التاليين، باعتباره سبيلا للتخلص من الدعم المالى العربى لمصر.

وقالت الوثيقة نصا: "فى ظل هذه الزيادة فى تلقى الاحتياطى الأجنبى، فإن موافقة الولايات المتحدة على طلب مصر بالحصول على مساعدات بقيمة 800 مليون دولار، من شأنه أن يقلل بشكل كبير حاجة مصر للنقد العربى خلال عامى 1978 و1979".

وأضافت "إذا بقيت التحويلات الخاصة عالية وتم تسريع عملية الإنتاج من حقل البترول الجديد فى خليج السويس، فإن حاجة مصر إلى الأموال العربية سوف تتلاشى، ولن يتبقى من سلسلة التمويل العربى، ذات التأثير على مبادرات السادات الخارجية، سوى التمويل السعودى.

والوثيقتان ربما يشيران إلى أن المساعدات الأمريكية السنوية لمصر، والتى نصت عليها اتفاقية السلام عام 1979 ضمن البنود الرئيسيىة لها، والتى تبلغ 2 مليار دولار تتوزع بين 1.2 مساعدات عسكرية والباقى مساعدات اقتصادية وتنموية، ربما كانت بديلا عن الدعم العربى الخليجى لمصر.


موضوعات متعلقة..


المخابرات الأمريكية: كثير من الإسرائيليين لم يثقوا بالسادات

تقييم المخابرات الأمريكية للتوازن العسكرى بين العرب وإسرائيل عام 1978: تل أبيب لها التفوق العسكرى وتستطيع هزيمة العرب على كل الجبهات.. السادات قد يلجأ للحرب لو لم يحدث تقدم مرضى بالمفاوضات

المخابرات الأمريكية: وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل ثانى أهم شخصية فى مفاوضات كامب ديفيد بعد السادات.. موشيه ديان صاحب النفوذ الأكبر فى الوفد الإسرائيلى.. إسرائيل أرادت الاحتفاظ بقاعدة جوية فى سيناء

وثائق لـCIA: إسرائيل أرادات الاحتفاظ بحقوق فى النفط المكتشف بسيناء

المخابرات الأمريكية: السادات أثبت قدرته على قراءة مزاج المصريين

وثيقة للمخابرات الأمريكية.. تتوقع مبارك أو محمد الجمسى خليفة للسادات.. وتصف الرئيس الأسبق بـ"بطل حرب".. وتتحدث عن استياء الجيش من الأداء الداخلى للسادات

الـ"سى آى إيه" ترفع السرية عن الوثائق الخاصة بكامب ديفيد..مبارك كان المستفيد الأساسى من تغييرات السادات عام 1978..وأمريكا توقعت اغتياله قبل 5 أعوام من مقتله..والإخوان تلقت أسلحة من الخارج لإسقاط نظامه

المخابرات الأمريكية: السادات لم يرفض سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية

الـCIA:عرفات فضل حوار مباشر مع أمريكا عام 1978 ولم يكن يثق بالسادات

الـCIA: مبارك كان المستفيد الأساسى من تغييرات السادات عام 1978

الـCIA:الجناح العسكرى للإخوان لم يحل فى الخمسينات واستمر فى أنشطته

فى وثيقة جديدة.. أمريكا توقعت اغتيال السادات قبل 5 أعوام من مقتله

المخابرات الأمريكية:ليبيا دعمت الإخوان عام 1976 للانقلاب على السادات

وثيقة الـCIA تكشف: السادات يرى نفسه أبا للمصريين ويحظى بدعم أغلبية الشعب.. الاقتصاد يشكل نقطة ضعفه.. الرئيس تمكن من التلاعب بالخصوم السياسيين بمهارة وكان أكثر صعوبة على اليساريين





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة