فى ذكرى الاحتفال بعاشوراء، والتى يحييها الشيعة بعدد من مساجد آل البيت، وأهمها مسجد الإمام الحسين، بدأت وتيرة الأحداث تشتعل فى الساعات الأولى من اليوم، الخميس، بين السلفيين والشيعة، ونشبت مشادات كلامية بين الطرفين الذين تواجدوا داخل ساحة المسجد، تطورت إلى اشتباكات بالأيدى، مما اضطر الأجهزة الأمنية للتدخل لفض الاشتباك.
ومنعاً لاشتعال الأزمة داخل المسجد، وحدوث فتنة طائفية بين الشيعة الموجودين بكثافة بمحيط مسجد الإمام الحسين، والسلفيين، اتخذت وزارة الأوقاف إجراءات احترازية، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وأكد الدكتور أسامة هاشم الحديدى، إمام وخطيب مسجد الحسين، أنه تم التنسيق بين وزارتى الأوقاف والداخلية على غلق المسجد بعد كل صلاة منعا لاستخدامه فى أى أغراض بعيدًا عن الصلاة، ومنعا لحدوث أى اشتباكات بين الشيعة والسلفيين فى ذكرى عاشوراء، خاصة فى ظل الدعوات المتبادلة بين الطرفين بالتواجد داخل المسجد فى هذا اليوم.
من جانبه، صرح اللواء جمال عبد العال، مدير مباحث القاهرة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأجهزة الأمنية لا تتدخل فى قرار غلق المساجد أو الدخول إليها، ولا تملك مثل هذا القرار، موضحاً أن الأمر يعود إلى وزارة الأوقاف.
وتنفيذا لتلك الإجراءات الاحترازية، أغلقت قوات الأمن التابعة لقسم شرطة الجمالية جميع أبواب مسجد الحسين، وفتحت الباب الرئيسى فقط وأقامت عليه كمين شرطة يفتش الزوار.
كما تم إغلاق باب السيدات والسماح لهن بالدخول من البوابة الرئيسية مع الرجال، بينما انتشر رجال المباحث فى جميع أرجاء حرم المسجد، خارجه وداخله، وتم إغلاق ضريح الإمام الحسين، ومنع الزيارات، كما قررت إدارة المسجد غلق الجامع مباشرة عقب كل صلاة، وهو ما حدث بالفعل عقب صلاة الظهر.
وبالرغم من رفض التيار السلفى دعوات الشيعة بإحياء ذكرى عاشوراء، أكد الناشط الشيعى الطاهر الهاشيمى، أن شيعة مصر يزورون ضريح الحسين منذ أول شهر محرم، وسيظلون هكذا حتى أربعينية الحسين، مؤكداً على تواجدهم اليوم بالمسجد.
وعلى صعيد آخر، لم تتوقف المشادات فى ذكرى عاشوراء بين الشيعة والسلفيين، ولكن أهالى الجمالية دخلوا طرفا فى هذا الصراع، حيث وقعت مشادات بين عدد من الشيعة الزائرين للمسجد وبين أهالى حى الجمالية، بعد أن ردد أحد أفراد الشيعة عبارة "لبيك يا حسين" بصوت عالٍ، اعتراضا على غلق قوات الأمن الضريح، وإخراج جميع المصلين من المسجد.
وأكد مدير مباحث القاهرة اللواء جمال عبد العال، أن الأهالى ألقوا القبض على طالب شيعى يدعى عمرو عبد الله إبراهيم لظهوره فى وسائل الإعلام ونشر المذهب الشيعى، إلى جانب إهانته للصحابة أثناء وجوده بساحة مسجد الحسين اليوم، بحسب الأهالى، وحرر كل من وليد إسماعيل وعلاء السعيد محضرا بقسم شرطة الجمالية بالواقعة، وجارى العرض على النيابة.
كما كادت أن تنشب اشتباكات بالأيدى بين أحد أهالى الجمالية وسيدتين يرافقهما رجل، كانوا يجلسون خارج المسجد ويتوجهون بالدعاء من خلال كتيبات شيعية، بها أدعية خاصة.
وحاول أحد الأشخاص التعدى عليهم، لولا تدخل رجال الشرطة فى اللحظة الأخيرة للفصل بينهم.
على الجانب الآخر، نفى محمد أبو سمرة، الأمين العام للحزب الإسلامى، نية التحالف الداعم للإخوان تنظيم مظاهرات فى منطقة الحسين، وأمام الحسينيات، لمنع الشيعة من ممارسة شعائرهم الدينية.
وقال "أبو سمرة"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، إن التحالف لا يسعى لمنع أحد من ممارسة شعائره الدينية، ونحن لدينا هدف أسمى من ذلك، مؤكدا أن انتهاء حظر التجول سيساعد على تنظيم مظاهرات حاشدة فى الشارع.
وأوضح "أبو سمرة"، أن تظاهرات الغد ستكون حاشدة باعتبارها المليونية الأولى بعد انتهت حظر التجول، وستكون استعدادا للتظاهرات الضخمة التى سننظمها فى ذكرى محمد محمود.
إلى هنا، حذر الشيح محمد الشهاوى، رئيس المجلس الصوفى العالمى خلال السنوات الماضية، من الاختراق الشيعى لأهل التصوف، كما شدد فى هذه التحذيرات على أهل التصوف بأنهم لن يسمحوا لمن يسبون أمهات المؤمنين والصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم بنشر هذا المنهج.
وحذر "الشهاوى"، فى بيان صادر عن المجلس الصوفى العالمى اليوم، من دعوة البعض للاحتفال بمسجد الإمام الحسين فى ذكرى استشهاده.
ووصف "الشهاوى" الدعوة بأنها تأجيج للفتن بين المصريين، وأن مسملى مصر من أهل السنة والجماعة، ولا يطيقون من يسب أمهات المؤمنين والصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم، خاصة السيدة عائشة بنت أبى بكر وحفصة بنت عمر، رضوان الله عليهم وأرضاهم أجمعين، كما أوضح بأن مسلمى مصر لا يطيقون خزعبلات الشيعة، مثل جلد الأجساد أو لطم الخدود.
وأضاف "الشهاوى"، أنه فى حالة احتفالهم بهذا اليوم يجب ألا يتعرض لهم أحد، والمطلوب فقط هو إبلاغ الجهات المعنية حتى لا نترك لهم مجالاً لتأجيج الفتن.
كما طالب "الشهاوى"، رئيس المجلس الصوفى العالمى وشيخ الطريقة البرهامية الشهاوية، الشعب المصرى خاصة أهل التصوف بأن يضع قدوته الإمام الأكبر شيخ الأزهر الذى أسمع رئيسهم أحمدى نجاد، الرئيس الإيرانى السابق والوفد المرافق له عندما زاروا مصر، ما يكرهون سماعه، وقال لهم ليس عندنا سوى مذهب أهل السنة والجماعة، ولا نحب الفكر الشيعى الذى يطعن فى القرآن والسنة ويحارب أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأمهات المؤمنين رضى الله عنهم وأرضاهم، ويتهم أم المؤمنين الصديقة السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها بنت الصديق، ونحن من ذلك براء.
وطالب "الشهاوى" أيضاً جميع الفصائل الدينية بالتوحد والوقوف خلف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب فى هذه القضية لأنها قضية فى غاية الخطورة، كما طالب الأزهر الشريف، الذى هو رمز الوسطية، بالتصدى بكل قوة لمحاولات نشر التشيع وتوعية المواطنين وتسليحهم بسلاح العلم الشرعى الوسطى الصحيح، كما تعودنا من الأزهر الشريف.
هدوء بمسجد الحسين رغم احتفالات الشيعة بمختلف انحاء العالم
الخميس، 14 نوفمبر 2013 03:31 م
الحسين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة