ليبرمان سليط اللسان يعود لقيادة الخارجية الإسرائيلية.. ويحن على حكم «مرسى» والإخوان .. العلاقات الجامدة لمصر مع إسرائيل ربما ستكون مادة خصبة للمتطرف ليبرمان لإطلاق قذائفه القذرة ضد مصر

الخميس، 14 نوفمبر 2013 12:25 م
ليبرمان سليط اللسان يعود لقيادة الخارجية الإسرائيلية.. ويحن على حكم «مرسى» والإخوان .. العلاقات الجامدة لمصر مع إسرائيل ربما ستكون مادة خصبة للمتطرف ليبرمان لإطلاق قذائفه القذرة ضد مصر ليبرمان
تحليل يكتبه: هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


بإعادة تعيين المتطرف اليمينى أفيجدور ليبرمان وزيرا لخارجية إسرائيل فى حكومة بنيامين نتانياهو عقب تبرئته من تهم الفساد التى كان متورطا بها، ارتكب نتانياهو خطأ وحماقة لن تمحى من على جبينه ما دام حيا.

ليبرمان المتغطرس الذى لا يعرف عن الدبلوماسية شيئا، وصاحب التصريحات العنترية، ويكفى القول إنه هدد بضرب السد العالى فى عام 2002، كما هاجم الاتحاد الأوروبى، عندما قرر الاتحاد وقف استيراد الفواكه والموالح من المستوطنات الإسرائيلية العام قبل الماضى، ووصفهم بالمأجورين ووصف جنوب أفريقيا بالمعادية للسامية، عندما قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب تضامنا مع الفلسطينيين، ودعا إلى التعامل مع المفاعلات النووية الإيرانية مثل المفاعل النووى العراقى الذى تم تدميره فى عام 1989. حماقة نتانياهو دفعته إلى اختيار هذا الرجل الذى لا يستطيع السيطرة على فمه من إطلاق صواريخ لسانه يمينا ويساراً، فبدلا من تعيين شخصية يسارية أقل حدة من تطرف اليمين، يستطيع استعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر من جديد، خاصة أن مصر سحبت سفيرها من تل أبيب منذ نوفمبر الماضى، وعدم وجود مقر محدد للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة، عين هذا الرجل المعروف عنه سوء أدبه.

الغريب فى الأمر أن ليبرمان لم يعترض على حكم الإخوان المسلمين فى مصر، الذى استمر لمدة عام، حيث إنه لم يفتح فمه بكلمة واحدة تسىء للرئيس المعزول محمد مرسى، رغم أن جماعة الإخوان النواة الأساسية لحركة حماس التى وصفها فى عام 2006 بأنها حركة الإرهابيين، لكون سمة التطرف العامل المشترك بينها والإخوان، بل كان من المؤيدين لاتفاق التهدئة الذى راعته مصر فى نوفمبر 2012 والذى ينص على وقف كل الأعمال العدائية من قبل حماس.

ليبرمان المتطرف له سابقة مع الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى عام 2008 عندما قال من على منصة الكنيست: «إذا لم يأت مبارك إلى زيارة إسرائيل.. فليذهب إلى الجحيم»، كان هذا التصريح فى وقت كانت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب هادئة إلى حد كبير، حيث تقبلت الرئاسة المصرية هذا التصريح بضبط النفس والاكتفاء بمقاطعة ليبرمان دبلوماسيا من خلال رفض مبارك أى لقاء رسمى معه، بل ورفض استقباله فى مصر.

العلاقات الجامدة بين مصر وإسرائيل على كل المستويات ربما ستكون مادة خصبة للمتطرف ليبرمان، فى أن يطلق لسانه السليط مرة أخرى تجاه مصر، خاصة أنه منذ ثورة 25 يناير 2011 لم يزر نتانياهو الأراضى المصرية أو حتى أى أحد من وزرائه، الأمر الأشبه بالمقاطعة.

السؤال الذى يطرح نفسه هنا: ماذا لو أطلق هذا الأحمق لسانه تجاه مصر، لجمود العلاقات الحالية، خاصة أن الحكومة الحالية لم تعين سفيراً جديدا لها فى تل أبيب عقب سحب السفير عاطف سالم من تل أبيب بعد عملية قصف غزة فى نوفمبر 2012 والتى عرفت بـ«عمود السحاب»، كما أنه لم يتم تحديد مقر للسفارة الإسرائيلية بعد اقتحامها وإنزال العلم الإسرائيلى فى أكتوبر 2011، وماذا لو طلب ليبرمان زيارة مصر ورفضت القاهرة، وهذا وارد بشكل كبير، فإنه لن يستطيع تمالك نفسه ولا لسانه، وفى اعتقادى الشخصى، القيادة الحالية لن تسمح بتكرار سيناريو مبارك مع ليبرمان، وسيتم وضع حد لتطاولاته على مصر.

البغض على ليبرمان بعد تنصيبه وزيرا للخارجية لم يكن فقط لدى المصريين، وإنما أيضا داخل إسرائيل، فلقد طالب بنيامين بن اليعازر، عضو الكنيست السابق عن حزب العمل، بمنع ليبرمان من الإدلاء بأى تصريحات، لأن ذلك سيؤثر على العلاقات مع مصر، وأن يكتم فمه لمدة لا تقل عن عام.

كما طالب عمير بيرتس ووزير الدفاع السابق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، بفصل وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان من منصبه لضلوعه فى تدهور علاقات إسرائيل بمصر وتركيا.

ودعت رئيسة حزب ميرتس الإسرائيلى زهافا جالؤون، رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إلى عدم تعيين النائب المتطرف أفيجدور ليبرمان وزيرًا للخارجية، ورأت جالؤون أن ليبرمان حوّل إسرائيل إلى دولة منبوذة، وأن تعيينه فى منصب وزير الخارجية سيلحق المزيد من الأضرار بعلاقات إسرائيل الهشة مع حلفائها، وسيمس بمكانتها فى العالم، وسيكون له تأثير هدام على المفاوضات مع الفلسطينيين وسيعتبر بمثابة رسالة مفادها أن إسرائيل غير معنية بالتوصل إلى تسوية سياسية.

على ليبرمان أن يدرك مدى الحرية التى أصبح الشعب المصرى يتمتع بها بعد ثورتين ومحاكمة رئيسين، وعليه أن يحذر من غضب المصريين إذا ما فكر فى إهانة أحد من رموز الوطن أو أطلق تهديداته مرة أخرى ولن يكتفى المصريون حينها بالهجوم على السفارة الإسرائيلية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة