اعتبر قائد لواء شهداء الإسلام، فى منطقة القلمون وعضو المجلس الثورى لاتحاد أحرار سوريا الملقب بـ "أبو فراس"، أن سقوط المنطقة التى تقع شمال غرب دمشق (منطقة القلمون)، تسهّل سيطرة النظام على الغوطة الشرقية التى تقع شرق دمشق، ولهذا السبب يشدد النظام وأعوانه الحصار على المنطقة من أجل اقتحامها.
وفى تصريحات لمراسل الأناضول فى أسطنبول، أوضح أبو فراس، الذى رفض ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، أن منطقة القلمون "عسكريًّا يفرض عليها حصار فى الوقت الحالى، من قبل قوات حزب الله اللبنانى، من طرف الحدود اللبنانية، من مناطق بريتال وحام وبعلبك، فيما يفرض النظام الحصار من المناطق الجنوبية، من منطقة رنكوس ومعسكر صيدنايا، والمعسكرات المجاورة".
ولفت إلى أن "هناك حشودًا كبيرة من قبل قوات النظام وحزب الله، وهناك احتمال بالقيام بمحاولة اقتحام المنطقة فى أى لحظة، حيث إن النظام يقصف يوميًّا المنطقة براجمات الصواريخ".
أما عن أوضاع منطقة القلمون، قال أبو فراس إن "الحصار أثّر على السكان، وهناك نقص شديد بالمواد الغذائية والمحروقات، والأيام القادمة تحمل فصل الشتاء الذى هو على الأبواب، ويعتبر فصلاً قاسيًا جدًا على المنطقة"، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن "هناك نقصًا بجميع أشكال الحياة اليومية، من بطانيات وأغطية، وكل شىء تقريبا".
وعن أهمية معركة القلمون، أفاد أبو فراس بأن "القلمون هى أول منطقة حررت فى سوريا، وأصبحت منطقة آمنة للثوار والشعب، وأصبحت قاعدة خلفية للعمل الثورى، وهناك نزوح كبير إليها من جميع مناطق سوريا، لذلك يهتم النظام بـ"القلمون"، ففى حال احتلالها، سينجح فى فتح طريق الغوطة الشرقية، لأن القلمون تعتبر خاصرة الغوطة، وإذا أعاد احتلال القلمون، سهل عليه أمر احتلال الغوطة، فالقلمون سند الغوطة، وبسقوطها تسقط الغوطة".
بالتوازى مع ذلك، أكد أبو فراس أن "كثيرًا من شباب وثوار منطقة القلمون، قاموا بعدة محاولات لفك الحصار عن الغوطة، ولم ينجحوا فى ذلك، وقدموا كثيرا من الشهداء، ومنهم أهالى "عسال الورد"، و"رنكوس"، و"يبردو"، ولكن النظام محكم الطوق بشكل كبير على الغوطة الشرقية، معتمدًا على ضرب الحاضنة المدنية (المدنيين) للتأثير على الثوار، فكان لهذا العمل تأثير نفسى أدى إلى عرقلة جهودهم فى فك الحصار عن الغوطة"، على حد تعبيره.
ودفعت المعاناة، فى الغوطة الشرقية، وندرة الخبز، وغيرها من المواد الغذائية والطبية، نتيجة للحصار المفروض منذ نحو عام من قبل قوات النظام، بعض الشبان إلى سلوك طريق، لإدخال المواد الغذائية إليها، مما أوقعهم فى كمين لقوات النظام.
ويبلغ عدد سكان الغوطة الشرقية نحو مليون ونصف المليون مواطن، نزح القليل منهم، فيما يعانى الباقون من حصار خانق، بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة على البلدات المنتشرة فيها، وقصف النظام المنطقة بالسلاح الكيمياوى فى 21 أغسطس، مما أسفر عن مقتل نحو 1600 شخص.
وتعتبر المنطقة طوقا أمنيًا شديدًا للعاصمة دمشق، وهى البوابة الأكثر ترجيحًا لدخولها، فيما يحاول النظام فصل الغوطة عن جنوب العاصمة والقلمون، لكون الغوطة ملاصقة أيضا لمطار دمشق الدولى.
أما عن استعداد مقاتلى المعارضة للمعركة، لفت إلى أنهم "يعانون نقصًا كبيرًا فى السلاح والذخيرة، من قبل فرض الحصار على المنطقة، وهذا أثر على جبهته القتالية، لكنهم يعتمدون على الله، وعلى أنفسهم، للتصدى لقوات النظام وحزب الله، إلا أن هذا لا يعنى بأنهم ليسوا بحاجة إلى ذخيرة، وإلى سلاح نوعى وفردى، بل على العكس وهناك نقص كبير فيها".
واختتم أبو فراس كلامه بالتأكيد على العودة إلى الداخل السورى، عقب 15 يومًا من اللقاءات الخارجية، مع الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهيئة أركان الجيش الحر، "وقد وعدوهم بتقديم دعم عسكرى وإغاثى لهم خلال الفترة القادمة"، متأملا أن تسفر تلك الوعود إلى نتائج جيدة.
ومنذ مارس2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السورى اعتمد الخيار العسكرى لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 133 ألف شخص، بحسب إحصائية خاصة بالمرصد السورى لحقوق الإنسان (مستقل).
قائد بالمعارضة السورية: احتلال نظام الأسد للقلمون يسهّل احتلال الغوطة
الخميس، 14 نوفمبر 2013 11:09 ص
الرئيس السورى بشار الأسد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة