زينب عبد الوهاب تكتب: الرومانسية الخشنة

الخميس، 14 نوفمبر 2013 10:20 م
زينب عبد الوهاب تكتب: الرومانسية الخشنة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن أشكو لك أنه لا يتغزل فى عينى، ولا أنه لا يذكر لون شعرى أو طوله، ولكن سأصدمك لو أخبرتك أنه منذ خمسة عشر عاماً لم يقل لى صباح الخير، كلماتك لم تصدمنى فمجرد أنكم أصبحتم سوياً فى أمان الله وحفظه وبصحة جيدة فهو فعلا صباح الخير، إذا بدأت فى الدفاع عنه سأنسحب من الحوار، لا لن أدافع ولكن دعينى أوضح وجهة نظر غائبة عنك ولا تتناسى أنى أنثى مثلك أحيا على كلمات الإعجاب والحب مع من تشاطرت معه قلبى.. أعلم مدى اختلافنا مع آدم فى التعبير عن الحب، فالحب بالنسبة لنا حنان ورومانسية وورود وشعر واهتمام، وهذه الأشياء يفعلها آدم ولكن لفترة محددة إلى أن يثبت لك أنك الأنثى التى تستحق أن يتقاسم معها الحياة.. وبعد ذلك يتحول التعبير عن حبه لك بتحمل المسئولية والوفاء بوعوده وإكرامك واحترامك، وفى الوقت الذى تعانى أنت فيه من قسوته وبخله فى كلمات الغزل والحب يتعجب هو ويقول كيف تطلب منى أن أبرهن عن حبى، أليس تقاسمها أنفاسى معى وتلبية رغباتها والوفاء بحقوقها هو قمة الحب.

ولكن أنا فى بيت أبى كنت آكل وأشرب وتلبى كل رغباتى، إذاً لماذا تركت بيت أبى، إذا كان كل ما سيربطنى بآدم المسئوليات، أبيك يفعل هذا لأنه واجبه نحوك، لا يستطيع أن يتخاذل عنه ولكن آدم يفعل هذا لأنه يحبك، فقرر أن يستغل وقته ومجهوده وعمره فى إسعادك وكفايتك، وإذا كان يفعل كل هذا لأنه يحبنى فكيف لا يلتفت إلى ليعبر عن هذا ليؤكد لى أنه يرانى ويشعر بوجودى.. هل يعلم آدم ما أعانيه عندما يضيع يومى كله وأنا أهتم بمظهرى وأجدد فيه حتى أرى منه نظرة إعجاب أو لمعة بعينيه أو كلمة إثراء على، ثم ينتهى اليوم بتجاهله وتغافله كأن شيئا لم يحدث، هل يشعر بألمى عندما يثنى على كل من حولى إلا هو؟ هل ذاق خيبة أملى عندما أقرأ نظرات الأعجاب فى عينيه بأنثى أخرى وأنا بجانبه؟ هل تعلمى أنى أغمضت عينى بعد سنة من زواجنا وسألته ما لون عينى ولم يعرف؟ إنه لا يعلم ولا يشعر إلا بنفسه ورغباته فقط.. حتى مجرد تذكيره بمناسباتنا الخاصة لنحتفل بها تشعره بالضيق ويعتبرها من التفاهه وفراغة العقل لا يفهم إن حواء تريد أن تحتفل بها فقط لتسمع منه كلمة حنونة أو اعتراف بالجميل لما تتحمله معه من تبعات الحياة.

أعلم عزيزتى وأشعر بكل احتياجاتك وآلامك ولكن دعينى أنعش ذاكرتك بشىء معظمنا مر به.. فى بداية حياتنا، وجدنا آدم الذى كتب فينا دواوين الشعر والهيام وامتلأت غرفنا بالورود والدباديب أتذكرين؟ نعم أذكر، إذاً أين هذا الآن؟ لا أعلم فقد انتهت القصة بالفشل، وربما إنه يقضى حياته مع حواء أخرى.. انتهت بالفشل أم بالهروب؟ لا أفهمك!! إن آدم الذى تتحسرين عليه لا يستطيع أن يفعل أكثر من هذا.. فقط الكلام يملأ أذنك بحلو كلماته حتى يسحرك ويأخذك بعيد عن الواقع حتى لا تطالبيه بتحمل المسئولية والوفاء بوعوده، وعندما تستيقظين من غفوتك وتطلبين منه البرهان على هذا الحب والهيام ستجدينه وقد هرب!! لأن الكلام صنعته الوحيدة التى يجيدها ولا يستطيع أن يمنحك غيرها، ولا يفرق معه أن يتركك مجروحه مكسورة لأنه لم يكن يعنى ما يقول، آدم الذى يستحق تقديرك وحبك يفعل ولا يقول عندما اختارك أنت دون النساء فهذا معناه أنك أجملهم دون أن يقول لك، عندما وضعك فى بيته وائتمنك على أسراره فهو يقول لك أنت أحسنهم، وعندما أنجب منك فهو يقول لك أنت نصفى الآخر الذى لا أستطيع أن أحيا بدونه.. آدم يحتاج أن تقرأيه لا أن تسمعيه، يجب أن تحبى اختلافه عنك لأنكما تكملان بعض، فأنت رومانسية وهو أيضاً رومانسى ولكن رومانسية خشنة.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

أشرف الزهوى

مقــال رائــع

عدد الردود 0

بواسطة:

samir

semsem

مقال رائع الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

صفصف

جيبتي من الآخر

هو ده اللي كلنا بنشوفه وبنحس بيه .. أكثر من رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

نرمين نصار

مفهوم الرمانسية

مقال رائع ...وحقيقة يعاني منها كثير من النساء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة