قال السفير بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن زيارة وزيرى الدفاع والخارجية الروسيين رسالة بالغة الأهمية للمجتمع الدولى، موضحًا أنه لا يمكن أن يكون القرار المصرى مستقلا، وهى تعتمد على بديل واحد، مؤكدًا على أن الجانب الأمريكى أصبح يدرك تماما أن القرار المصرى أصبح مستقلا، ولا يمكن لأحد أن يتدخل فيه.
وأضاف عبد العاطى، فى مداخلة هاتفية لبرنامج "آخر النهار" الذى يذاع على قناة النهار، أن العلاقات المصرية الروسية لا يمكن أن تكون على حساب علاقتنا بأوروبا والولايات المتحدة، طالما أن هذه العلاقات تحقق المصلحة الوطنية المصرية، فيتم الحفاظ عليها، مع بناء علاقات أخرى مع أطراف عالمية، وليس فقط روسيا، ولكن الصين والهند والبرازيل، موضحًا أن كل ذلك يسهم فى تنويع البدائل، ويعظم المصلحة الوطنية المصرية، وهى البوصلة الوحيدة التى تحكم تحركاتنا الخارجية.
من جانبه قال اللواء أسامة الجريدلى، وكيل جهاز المخابرات الأسبق تعليقا على زيارة وزيرى خارجية ودفاع روسيا لمصر إن هناك عدة أبعاد حول العلاقات مع روسيا، أولها أن زيارة وزيرى خارجية ودفاع موسكو لمصر زيارة ثقيلة من نوعها، خاصة بعد أن أصبح هناك حرص مصرى على إعادة التوازن فى العلاقات الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بروسيا وأمريكا.
وأضاف الجريدلى، فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن هذا لا يعنى أنه سيتم استبدال طرف بآخر، لكنه يُعَد حقا مصريا مشروعا لتعدد الخيارات والعلاقات الخارجية بما يتفق مع المصالح المصرية الخاصة.
وأوضح الجريدلى، أن تعليق جزء من المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر تعطى للقاهرة الحقوق المشروعة الكاملة للتعامل مع روسيا التى أصبحت متقدمة فى القطاع العسكرى، خاصة فى المجالات الجوية، والدفاع الجوى، وهنا تكمن الإثارة فى أن جزءا من تجميد المساعدات قد مس ببعض نوعيات المقاتلات الموردة لمصر مثل مقاتلات "إف– 16"، وهنا يمكن لمصر أن تستعين بمقاتلات "ميج– 29" الروسية لأن موسكو تتمتع بتقنيات كبيرة فى مجال الدفاع الجوى والقوات الجوية.
وأشار وكيل جهاز المخابرات الأسبق إلى أن ثالث أبعاد العلاقات مع روسيا، هى أن العلاقات المتطورة تفتح المجال أيضا بين البلدين للتنسيق بفاعلية فى قطاع مكافحة الإرهاب فى سيناء، وفى ظل توافر الخبرات المميزة لكلا الدولتين فى هذا الخصوص، ويمكن أيضا تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدولتين.
وأوضح أنه يمكن أن يكون هناك تنسيق كامل وفعال بين الدولتين فى مجال زيادة تدفق السياحة الروسية لمصر، خاصة بالمعدلات التى تأتى إلى مصر فى السنوات الماضية، ويمكن أن ترجع السياحة إلى مصر مرة أخرى بنفس المعدلات المعروفة.
وتابع أن هناك فرصا أخرى لتنمية الاقتصاد المصرى لما تتسم به روسيا بالتقدم فى المجال الاقتصادى، وهى دولة رائدة فى مجال الغاز والنفط والبترول وغيرها من موارد الطاقة المختلفة، التى من الممكن أن تنفع بها مصر.
وأشار إلى أن الخلاصة هى أن مصر تتبع الآن سياسة منفتحة على كافة دول العالم، طالما تتفق هذه السياسة مع تحقيق مصالح البلاد، وتبتعد عن أى تقييمات أو اعتقادات غير صحيحة.
وأكد السفير عزت سعد، سفير مصر الأسبق بموسكو، أن زيارة وزيرى خارجية ودفاع روسيا إلى مصر إيجابية بكل المقاييس، أولا بالنظر إلى توقيتها، لأنها تعبر عن دعم روسيا الكبير لخارطة الطريق، والجانب الروسى أكد المضى قدمًا مع مصر للتعاون فى جميع المجالات، وهى خطوة مهمة للتعبير عن العلاقات الودية بين الطرفين.
وأضاف السفير سعد لـ"اليوم السابع"، أن الجانب الروسى سيستقبل وفدًا عسكريًا مصريًا قريبًا، لبحث احتياجات مصر من الأسلحة، كما اتفق الجانبان على عقد الدورة القادمة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والفنى والتجارى فى موسكو، مارس القادم.
وأوضح السفير، عزت سعد، أن أمريكا وأوروبا لا يمكنهم الاعتراض على ما فعله وما سيفعله الجانب المصرى من إبرام صفقات.
وأكد اللواء أحمد شوقى، خبير الاستراتيجيات بأكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، أن القصد من زيارة وزير الخارجية والدفاع الروسيين إلى مصر هو إعادة العلاقات الروسية المصرية من جديد المبنية منذ 40 عامًا، موضحًا أن نوعية صفقات أسلحة الجيش أدرى بها قيادة القوات المسلحة، وتعلم جيدًا ما تحتاجه من أسلحة تناسبها، ولا أحد يعلم ما هى نوعية السلاح التى قد تشتريه مصر من روسيا.
وأضاف شوقى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، يجب أن نتذكر أن فى حرب 73 قامت قواتنا المسلحة بالاستعانة بالأسلحة السوفيتية الصنع، رغم قيام الرئيس الراحل أنور السادات قبلها بالاستغناء عن الخبراء الروس، ولكن العلاقات بين مصر وروسيا لم تنقطع على الرغم من العلاقات التى أقامها "السادات" مع أمريكا.
وأضاف أنه بعد تفكك الاتحاد السوفيتى انقطعت علاقات روسيا مع معظم الدول، لتعيد بناء نفسها من جديد، وكانت فى فترة من الفترات مجموعة الدول الـ7 الكبار، ولكن بعد عودة موسكو من جديد أصبح مجموع الدول 8.
وأشار إلى أنه بعد ثورة 25 يناير، قررت مصر استعادة قوتها، وسياساتها الخارجية أصبحت مبنية على التعاون مع جميع الدول، وفى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى كان الاندفاع كله باتجاه الأمريكان، على الرغم من زيارته إلى روسيا، ولكن بعد ثورة 30 يونيه أدركنا تمامًا أهمية موسكو، بعد أن قامت أمريكا بتخفيض المعونة العسكرية، ولذلك يجب التعلم من الماضى وإقامة علاقات متوازنة وودية مع جميع الدول، ويجب النظر إلى أن مصر استعانت بالاتحاد السوفيتى فى حرب أكتوبر، وأن روسيا من دول العالم الكبرى التى لا يستهان بها.
وأشار إلى أنه من الممكن أن يكون هناك صفقات الأسلحة بين مصر وروسيا، خاصة أن معظم ترسانة السلاح المصرى كانت ولا تزال سوفيتية الصنع، ولا يجب أن نضع كل ما لدينا من بيض فى سلة واحدة، والاعتماد فقط على السلاح الأمريكى.
زيارة الروس للقاهرة تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.. "الخارجية": أمريكا تدرك أن القرار المصرى أصبح مستقلا..وكيل المخابرات الأسبق: العلاقات مع روسيا حق مشروع..وعزت سعد: موسكو تبحث احتياجات مصر من الأسلحة
الخميس، 14 نوفمبر 2013 11:50 م
نبيل فهمى وزير الخارجية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة