تقييم المخابرات الأمريكية للتوازن العسكرى بين العرب وإسرائيل عام 1978: تل أبيب لها التفوق العسكرى وتستطيع هزيمة العرب على كل الجبهات.. السادات قد يلجأ للحرب لو لم يحدث تقدم مرضى بالمفاوضات

الخميس، 14 نوفمبر 2013 11:59 ص
تقييم المخابرات الأمريكية للتوازن العسكرى بين العرب وإسرائيل عام 1978: تل أبيب لها التفوق العسكرى وتستطيع هزيمة العرب على كل الجبهات.. السادات قد يلجأ للحرب لو لم يحدث تقدم مرضى بالمفاوضات صورة أرشيفية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قدمت واحدة من وثائق المخابرات الأمريكية السرية التى أزيح عنها الستار مؤخرا، تقييما للتوازن العسكرى العربى الإسرائيلى، فى مرحلة ما قبل كامب ديفيد، ووفقا للوثيقة الصادرة بتاريخ "31 أغسطس 1978" بعنوان: "الخلفية العسكرية لمفاوضات السلام المصرية الإسرائيلية"، فإن الولايات المتحدة قيمت هذا التوازن كالتالى:

*إسرائيل زادت من هامش تفوقها العسكرى على الجيوش العربية منذ حرب 1973، ويمكنها أن تشن حربا شاملة، وهزمت بشكل حاسم كل العرب على كل الجبهات، والكفاءة الاستثنائية لعمليات القوات المسلحة الإسرائيلية تؤكد تفوقها العسكرى، ونتج هذا عن مزايا جودة القوة البشرية والمعدات والبنية التحتية.

*والعرب برغم ضعفهم عسكريا يظل أمامهم خيارات عسكرية، فأى هجوم على إسرائيل سيكون له هدفان: تحسين الموقف السياسى العربى بكسر الجمود فى المفاوضات، وإيذاء الإسرائيليين سواء بالخسائر أو الارتباك الاقتصادى، لكن لو استخدموا الخيار العسكرى ربما يخاطر العرب بهزيمة كبيرة وخسائر للمكاسب على الأرض التى حقوقها نتيجة لحرب 1973.


ومضت الوثيقة قائلة، إن ضعف الجيش المصرى يجعل تجدد العداوات أكثر مخاطرة بالنسبة للقاهرة، ففرص مصر فى تحقيق إجراء كبير مفاجئ تراجعت بحقيقة أن الإسرائيليين بعد ما حدث فى 1973 سيشعرون بضغط قوى لشن هجوم وقائى لو قامت مصر بحشد قواتها، والهزيمة الكبيرة ستجعل الجيش المصرى ضعيفا لعدة سنوات بما ينتج عنه تغيير للحكم فى القاهرة.

ومضت الوثيقة قائلة إنه حتى لو تم إجراء تحسينات على المدى الطويل فى القدرات العسكرية المصرية، فلن تزيد من نفوذ القاهرة على إسرائيل التى لا يزال لديها خيار الاعتماد بشكل أكبر على السلاح النووى للردع، كما أن تلك التحسينات ربما تدفع إسرائيل للمبادرة بالعداء من أجل تشتيت برامج الجيش المصرى.

ووفقا للوثيقة، فإن السادات ومستشاريه العسكريين يعترفون بالآفاق القاتمة للقوات المسلحة، لكن ربما يختار السادات بشكل متردد الخيار العسكرى لو شعر بأنه لم يعد من الممكن تحقيق تقدم مرضى فى المفاوضات، وقبل اللجوء للعمل العسكرى ربما سيحاول السادات على الأرجح تنسيق تخطيطه مع دول عربية أخرى، وتحسين موقفه من خلال الحصول على مساعدات عسكرية ليبية أو سوفيتية.

وتحدثت الوثيقة عن نقاط الضعف العسكرية الإسرائيلية، قائلة "إن إسرائيل لديها حساسية شديدة إزاء حدوث خسائر كبيرة فى الأرواح، نظرا لقلة عدد سكانها، وزيادة استخدام الأسلحة القاتلة يعنى وقوع خسائر بشرية أكبر"، حيث إن عدد القتلى الإسرائيليين فى حرب 1973 كان أكبر ثلاث مرات من عدد من فقدوا فى حرب 1967".

والأمر الثانى، أن إسرائيل يجب أن تعتمد على حشد الاحتياط لبدء أى عمليات عسكرية محدودة، وهو ما يمكن أن يسبب ارتباكا للاقتصاد الإسرائيلى. ومن الأمور التى تثير قلق إسرائيل فى هذه المرحلة، التوسع الكبير فى حجم قواتها المسلحة، الذى سيكون صعبا بسبب قصور الموارد البشرية. كما أن التطوير العسكرى العربى يمكن أن يجعلها الخاسر الحقيقى فى أى حرب مستقبلية حتى لو حققت نصرا تكتيكيا، وكذلك فإن ميزانيتها الدفاعية تمثل 30% من ميزانية الدولة وستصبح أكبر لو زادت التوترات مع العرب.

ويدرك مناحم بيجين هذه المشكلات الخطيرة، إلا أن الثقل الذى يحمله فى تفكيره يواجهه فهمه للتاريخ اليهودى وشكوكه فى خصومة العرب، فهو يرى العرب محدودين وأهدافهم تهدد وجود إسرائيل كدولة يهودية، ورغم اعتراف بيجين بأن إسرائيل قوية عسكرية ويمكن أن تنسحب بشكل آمن من مواقعها العسكرية فى هذا الوقت، فإنه يظل ملتزما بمفهوم أرض إسرائيل التاريخية، ولن يمانع بيجين من معارضة اتفاق لا يحمى بشكل واضح ما يرى أنه مصالح إسرائيل.


موضوعات متعلقة..

وثائق الـCIA تكشف عن سعى الأمريكان للتخلص من الدعم المالى الخليجى لمصر قبل "اتفاقية السلام".. أشارت إلى قلق حيال الضغط العربى على السادات لعدم المضى فى اتفاق سلام ثنائى

المخابرات الأمريكية: كثير من الإسرائيليين لم يثقوا بالسادات


المخابرات الأمريكية: وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل ثانى أهم شخصية فى مفاوضات كامب ديفيد بعد السادات.. موشيه ديان صاحب النفوذ الأكبر فى الوفد الإسرائيلى.. إسرائيل أرادت الاحتفاظ بقاعدة جوية فى سيناء

وثائق لـCIA: إسرائيل أرادات الاحتفاظ بحقوق فى النفط المكتشف بسيناء

المخابرات الأمريكية: السادات أثبت قدرته على قراءة مزاج المصريين

وثيقة للمخابرات الأمريكية.. تتوقع مبارك أو محمد الجمسى خليفة للسادات.. وتصف الرئيس الأسبق بـ"بطل حرب".. وتتحدث عن استياء الجيش من الأداء الداخلى للسادات

الـ"سى آى إيه" ترفع السرية عن الوثائق الخاصة بكامب ديفيد..مبارك كان المستفيد الأساسى من تغييرات السادات عام 1978..وأمريكا توقعت اغتياله قبل 5 أعوام من مقتله..والإخوان تلقت أسلحة من الخارج لإسقاط نظامه

المخابرات الأمريكية: السادات لم يرفض سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية

الـCIA:عرفات فضل حوار مباشر مع أمريكا عام 1978 ولم يكن يثق بالسادات

الـCIA: مبارك كان المستفيد الأساسى من تغييرات السادات عام 1978

الـCIA:الجناح العسكرى للإخوان لم يحل فى الخمسينات واستمر فى أنشطته

فى وثيقة جديدة.. أمريكا توقعت اغتيال السادات قبل 5 أعوام من مقتله

المخابرات الأمريكية:ليبيا دعمت الإخوان عام 1976 للانقلاب على السادات

وثيقة الـCIA تكشف: السادات يرى نفسه أبا للمصريين ويحظى بدعم أغلبية الشعب.. الاقتصاد يشكل نقطة ضعفه.. الرئيس تمكن من التلاعب بالخصوم السياسيين بمهارة وكان أكثر صعوبة على اليساريين





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة