قدم تحليل صادر عن المخابرات الأمريكية معلومات عن شخصية السادات، فى إطار ما يقومون بإعداده من صور لشخصية القيادات البارزة فى الشرق الأوسط.
وجاء فى واحدة من الوثائق التى أزاح "السى أى إيه" عنها الستار مؤخرا، أنه ما كان يذكر بانتظام عن السادات أنه كان مهتما بدوره فى التاريخ وأن شغله الشاغل "الصورة الكبرى" ممزوجة باشمئزازه من التفاصيل.
وكان وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كسينجر قادرا غالبا على التغلب على الجمود فى المفاوضات بسبب التفاصيل الفنية بفضل مناشدته لأهداف السادات على المدى البعيد.
وتحدث السفير الأمريكى فى القاهرة فى السبعينيات إليتز عن حكاية ساخرة ومسلية تجسد هذه الفكرة. حيث كانت المناسبة غداء استضافه السادات بعد الإنجاز فى المفاوضات. وكان من الحضور السادات وزوجته السيدة جيهان ووزير الخارجية الأمريكى هنرى كسينجر والسفير الأمريكى. وقال كسينجر خلال الاجتماع "سيدى الرئيس برؤيتك الواسعة للتاريخ ورفضك أن يتم إغراقك فى مستنقع التفاصيل التافهة، لم نكن أبدا لنصل إلى هذا اليوم". فرد السادات قائلا: "لا هنرى.. بل إنها كانت مهارتك فى التفاوض التى أتت بنا إلى هذا اليوم". فرد كسينجر قائلا "بل إنها قدرتك سيدى الرئيس على التفكير بشكل استراتيجى" وعند هذه النقطة قاطعته جيهان السادات بصوت مرتفع للسفير إليتز "لا.. ها نحن سنبدأ من جديد".
وتشير الوثيقة إلى أن ثقة السادات بنفسه ورؤيته الخاصة لها كانت أساسية فى تطوير سياسته الخارجية المبتكرة، وكذلك كان يمتلك المرونة والقدرة على الخروج من العزلة الثقافية للعالم العربى.
ويرى السادات نفسه كاستراتيجى كبير ومستعد لتقديم تنازلات تكتيكية إذا ما اقتنع بأن أهدافه كلها ستتحقق. وقد سمحت ثقته بنفسه له بأن يقوم بمبادرات جريئة، بل وتجاوز فى أحيان كثيرة اعتراضات المستشارين.
المخابرات الأمريكية: السادات كان مشغولا برؤية الصورة الكلية للأحداث
الخميس، 14 نوفمبر 2013 08:37 م
السادات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة