الدولة الغويطة

الدولة العميقة أو الدولة الغويطة هو مصطلح نسمعه من بعد قيام ثورة 25 يناير، فى 2011 كان يطلق عليهم الطرف الثالث أو الثورة المضادة، وفى الانتخابات الرئاسية فى 2012 برز مصطلح الدولة العميقة مرة أخرى، حيث كان واضحا دعمها لأحمد شفيق مرشح الدولة العميقة والنظام القديم، وربما هذا كان هو السبب الذى دفع مجموعات وأفرادا كثرا لعصر الليمون من أجل إسقاط مرشح الدولة العميقة وشبكات الفساد، ويطلق عليها أيضا فى بعض الكتابات مصطلح البيروقراطية، وهو يعتبر مصطلحا أكاديميا أكثر دقة، فالدولة الغويطة أو الدولة العميقة أو البيروقراطية مقصود بها شبكات الفساد وشبكات المصالح التى تكونت فى السنوات السابقة، شبكة رجال الأعمال فى الحزب الوطنى الحاكم الذى عاث فى الأرض فسادا أكثر من 30 عاما، وهى الشبكة التى نهبت مصر واحتكرت كل السلع الرئيسية وبسبب عضوية الحزب الوطنى تم تقديم كل التسهيلات لهم من أراضى الدولة بثمن بخس، أو مصادر الطاقة، أو تهرب من الضرائب، أو تستر الأجهزة الأمنية على كل وقائع الفساد طوال فترة حكم مبارك.

وليس غريبًا أنه بعد شهور قليلة من تفويض مبارك للمجلس العسكرى فى 11 نوفمبر 2011 أن يقوم شباب الثورة باعتبار المجلس العسكرى جزءا من الدولة العميقة بعد شهور قليلة من توليهم، فهتاف يسقط حكم العسكر فى 2011 لم يكن «تلاكيك»، بل كانت هناك أسباب موضوعية أدت لذلك العداء، فالمجلس العسكرى الحاكم فى هذا الوقت خليفة لمبارك قام بالحفاظ على نفس المنظومة الفاشلة والفاسدة فى السلطة، وحافظ على كل الأجهزة بفسادها و«عبلها» بدون أى تغيير، كل هذا وأكثر يعتبر جزءا من الدولة الغويطة التى حافظ عليها مبارك ثم مجلسه العسكرى ثم مرسى ثم النظام الخليط الحالى.

ومرسى أيضا وجماعة الإخوان لم يهتموا بتغيير النظام وتحقيق مطالب الثورة ومحاربة شبكات الفساد وأباطرة الدولة العميقة، كل اللى همهم هو استبدال أفراد بأفراد من الإخوان لتمكين الإخوان من إدارة الدولة العميقة بعمقها ليس أكثر، وهاهى الدولة العميقة تعود مرة أخرى وكأن ثورة لم تقم، ليتم التنكيل بالثوار وغير الثوار وكل من يفكر فى الانتقاد مستقبلاً.

والحل؟ لسه بدرى على الحل، ولكن حتمًا ستنتصر الثورة الحقيقية ضد الفساد والاستبداد والفشل الإدارى.. مهما طال الوقت، المطلوب هو التركيز على أهداف ثورة 25 يناير وعدم نسيانها والعمل من أجل تحقيقها.. حرية وعدالة وكرامة.